تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قتل الأمل .. افتتاحية صحيفة الخليج الاماراتية

 

محطة أخبار سورية

يرى السفير الأمريكي الجديد لدى الكيان الصهيوني، دان شابيرو، أن تصويت الأمم المتحدة على قيام الدولة الفلسطينية لن يغيّر الواقع القائم . وبغض النظر عن مطابقة حديثه للواقع أم لا، فهو ابتداء يريد إجهاض الأمل لدى الفلسطينيين في أنه بالإمكان الوصول إلى حقوقهم .

 

الغرب يدين مقاومة الاحتلال، وفي الوقت نفسه، يسكت على كل الجرائم "الإسرائيلية" . وهو يسهل للكيان الصهيوني المماطلة في المفاوضات، واستغلاله لها من أجل الإجهاز على كل ما يمكن أن يكون مقوماً لقيام الدولة الفلسطينية، من اغتصاب للأرض، وبناء للمستوطنات، وتشريد للمقدسيين في القدس المحتلة . ولا يرى السفير الجديد حلاً سوى المزيد من المفاوضات، أي المزيد من الوقت كي تلتهم “إسرائيل” ما تبقى من الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

وفي هذا المناخ السياسي المعتم لا ترى الولايات المتحدة فائدة للفلسطينيين من اللجوء إلى الأمم المتحدة، وهو موقف ينم عن مفارقات، أولها، لماذا حشد القوة السياسية والدبلوماسية الأمريكية من أجل منع الفلسطينيين من الذهاب إلى المنظمة الدولية إن كان هذا الذهاب لا يغيّر في الأمر شيئاً؟ وثانيها، لماذا تلجأ الولايات المتحدة إلى المنظمة الدولية من أجل الحصول على مجرد الإدانة لخصوم لها؟ وثالثها، لماذا تنصح الولايات المتحدة البلدان الأخرى، باستثناء نفسها، باللجوء إلى الشرعية الدولية لفض النزاعات في ما بينها وتحرم ذلك على الشعب الفلسطيني؟

 

لكن القرار الدولي لو حصل، سيشكل القاعدة التي تتحرك على أساسها البلدان في علاقتها مع الكيان الصهيوني، وفي سلوكها في المنابر الدولية . فزوال الكيان العنصري في جنوب إفريقيا أسهم فيه الموقف الدولي المعارض له على كل الصعد، ولم تستطع مساندة بعض البلدان له الإبقاء عليه إلى الأبد.

 

والذهاب إلى الأمم المتحدة سيغيّر الواقع حتى لو لم ينجح بسبب استعمال الولايات المتحدة “الفيتو” الذي سيشكل مفترق طرق في كيفية السير من أجل استرداد الحقوق الفلسطينية، وفي قدرة الولايات المتحدة على التأثير في مجريات الأمور في المنطقة عموماً وفي القضية الفلسطينية خصوصاً على الصعد السياسية والمعنوية والأخلاقية .

 

نعم الذهاب إلى الأمم المتحدة سيغيّر الواقع بالنسبة للقضية الفلسطينية، حتى لو أرادت الولايات المتحدة العكس .

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.