تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إرنست همنغواي 1899 - 1961

ولد إرنست همنغواي في 21 يوليو سنة 1899 ببلدة أوك بولاية إلينوي في أمريكا لعائلة من الطبقة المتوسطة، حيث كانت أمه تدرس الموسيقى للمرحلة الثانية ومحبة للأدب الرفيع بينما كان والده طبيباً في تلك البلدة الصغيرة يعشق الصيد والطرائد الكبيرة، وقد كره إرنست اسمه لأنه كان يذكر بالشخصية الرئيسية في رواية أوسكار وايلد الشهيرة "أهمية أن تكون إرنست".

تلقى تعليمه الأول في مدينته الأم حيث تعلم بناء على إصرار والدته العزف على آلة التشيلو رغم كرهه لها وانضم وشقيقته إلى فرقة المدرسة الموسيقية، وورث الولع بالصيد من أبيه الذي أهداه بندقيته الأولى في سن العاشرة من العمر.

بعد انتهائه من الدراسة الثانوية، قرر همنغواي أن يبحث عن طريقه في الحياة، فرفض الالتحاق بالجامعة وحصل على عمل كمراسل صحافي ناشئ بجريدة "الكانساس سيتي ستار"، وتعلم همنغواي المبادئ الأولى للكتابة من كتيب التعليمات التي وزعته الصحيفة عليه في اليوم الأول لعمله، وقد حافظ همنغواي على التعليمات الأساسية في هذا الكتيب حتى اليوم الأخير من حياته، وأسست تلك التعليمات لأسلوب همنغواي المتميز السهل الممتنع.

عندما دخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى سنة 1917، كانت أمنية الشاب إرنست همنغواي الوحيدة هي أن يذهب إلى الجبهة ليشارك في الحرب، لكن الفحص الطبي كشف أن لديه مشكلة في عينيه مما جعله غير لائق للخدمة العسكرية وتم رفض طلبه للالتحاق بالجيش، لكن إصرار همنغواي أثمر عن التحاقه بكتيبة سيارات الإسعاف، لكن بعد ثلاثة أسابيع فقط مع فرق الإسعاف أصيب بجروح من جراء شظايا قنبلة بإحدى المدن الإيطالية سنة 1918، فقضى ستة أشهر في المستشفى، ليعود بعد انتهاء الحرب إلى بلدته التي استقبلته استقبال الأبطال، وحصل على ميدالية الشجاعة لأنقاذه تحت النار جندياً أصيب بجروح بليغة خلال إحدى المعارك.

لكن مأساة عائلية كانت بانتظار همنغواي حيث مرض والده مرضاً شديداً دفعه إلى الانتحار بإطلاق النار على رأسه، وحمل إرنست مسؤولية موت أبيه لأمه وقاطعها وغادر بلدته دونما رجعة.

وفي سنة 1920 تزوج همنغواي أولى زوجاته الثالث وانتقل إلى باريس حيث أصبح واحداً من أفراد الجيل الأمريكي الضائع الذي ضم إلى جانبه أسماء شهيرة مثل "جيرترود ستين، وشروود أندرسون، وإزرا باوند، وسكوت فيتزجيرالد" وغيرهم من الأدباء والفنانين، الذين آمنوا بموهبة همنغواي ودعموه وشارك أندرسون وفيتزجيرالد في تحرير مجموعته القصصية "في وقتنا" وإيجاد ناشر لها بأمريكا سنة 1925 التي لاقت نجاحاً محدوداً، لكن في العام التالي نشر همنغواي روايته "الشمس تسطع أيضا" التي أكسبته شهرة فورية وسطع اسم همنغواي كأحد الروائيين المتميزين بأسلوب رائع جميل، وفي سنة 1929 ظهرت رواية "وداعا للسلاح" وهي رواية تظهر أن نسيج الحياة هو في الحقيقة مزيج من الموت والعنف أكثر مما تمثله تهديدات الحرب في هذه الحياة، ونشر خلال الثلاثينيات مجموعة كبيرة من القصص القصيرة التي لقيت حفاوة فاقت الاحتفال برواياته، ووضعته في مصاف أعظم القصاصين إلى جانب شيخوف وغوغول.

سافر همنغواي كثيرا بعد نجاح روايته الأولى وعمل كمراسل حربي في إسبانيا خلال الحرب الأهلية حيث شارك إلى جانب الجمهوريين في قتال قوات الفاشيست بقيادة الجنرال فرانكو، وعبر عن عدائه الشديد للنازية الألمانية والفاشية الإيطالية التي دعمت قوات فرانكو، كما عمل كمراسل حربي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، وكان من أوائل الصحفيين الذين نزلوا مع القوات الأمريكية في النورماندي عام 1944، وسرعان ما انخرط في نشاط المقاومة الفرنسية التي كانت تعمل خلف خطوط النازيين الألمان، وأصبح القائد العسكري لإحدى تلك الخلايا، وشارك في تحرير باريس من النازيين.

ارتبطت حياة همنغواي وأدبه ارتباطاً وثيقاً فاق كثيراً من نظرائه من كبار الكتاب، فكان عشقه لإسبانيا ومصارعة الثيران ونضال أهل الريف الإسباني خلال الحرب الأهلية الإسبانية مادة أساسية لإحدى أشهر رواياته "لمن تقرع الأجراس" التي نشرها عام 1940 والتي كانت من أوائل الروايات التي بيعت منها أكثر من مليون نسخة وحولت إلى فيلم سينمائي مقابل مبلغ خيالي في مقايس ذلك الزمان بلغ 150 ألف دولار.

كما كانت هواية صيد الطرائد الكبيرة في غابات أفريقيا الملهم لإحدى أشهر قصصه القصيرة "الحياة القصيرة السعيدة لفرانسيس مكاومبير"، بالإضافة إلى رواية "ثلوج كلمنجارو" التي تطرق فيها للمرة الأولى لموضوع فقدان الإلهام الذي يصيب الكتاب ويجعلهم عاجزين عن الكتابة حيث يموت البطل في خاتمة الرواية وهو يفكر في جميع تلك القصص الجميلة التي يعرف أنه سيموت قبل أن يتمكن من حكايتها.

هذا الموضوع عاد للتطرق إليه في رائعته "الشيخ والبحر" حيث زاوج بين الكاتب الذي يعجز عن إيجاد فكرة جيدة والشيخ الذي يخرج للبحر كل يوم ويعود دون أن يتمكن من اصطياد سمكة واحدة إلى أن يأتي اليوم الذي يصطاد فيه سمكة مرلين ضخمة ويظل يصارعها لمدة ثلاثة أيام كاملة، ليعود إلى الميناء ويجد أن أسماك القرش قد تمكنت من أكلها ولم تبق منها إلى الرأس، وتعتبر هذه الرواية الصادرة عام 1953 إحدى أفضل روايات همنغواي حيث حازت على جائزة "بولتزر" للآداب في ذلك العام، ولعبت دوراً حاسماً في اختيار همنغواي للفوز بجائزة نوبل للآداب في العام التالي.

كما كانت رواية الشيخ والبحر إحدى أجمل الروايات التي كتبت عن الحياة في "كوبا" التي زارها همنغواي لأول مرة عام 1933 وعاش فيها لفترات طويلة من حياته من عام 1939 وحتى عام 1960، حيث تعرف على فيديل كاسترو القائد الشاب حينذاك للثورة الكوبية وقد حولت كوبا منزله الذي قدمته لها أرملة هيمنغواي إلى متحف يضم آلته الكاتبة والورقة البيضاء الأخيرة التي وضعها فيها ونظارات الكاتب وقلم الرصاص الذي كان يكتب به ملاحظاته، وسترته الخاصة بالصيد، كما يضم الميناء الكوبي الصغير "مارينا بلولوفينتو" يخت الصيد الخاص بهمنغواي "إل بيلار" ويستضيف الميناء إلى يومنا هذا مسابقة خاصة بالصيد بالسنارة والحربون تقام على شرف عاشق الصيد والكاتب الكبير.

في يوم 2 تموز 1961 وكما فعل والده قبل أربعين عاماً أطلق إرنست همنغواي النار على رأسه من بندقية الصيد التي أهداه إياه والده عندما كان في سن العاشرة وذلك بعد معرفته أنه مصاب بمرض عضال.

روايات همنغواي:  (1- الشمس تشرق أيضاً (1926) -2- سيول الربيع (1926) -3- وداعا للسلاح (1929) -4- أن تملك وأن لا تملك (1937) -5- لمن تقرع الأجراس (1940) -6- عبر النهر ونحو الأشجار (1950) -7- الشيخ والبحر (1952) -8- جزر في المجرى (1970) -9- جنة عدن (1986)  -10 - حقيقي عند الضوء الأول (1999))

مجموعاته القصصية والشعرية: ( 1- ثلاثة قصص وعشرة قصائد (1923) -2- في زماننا (1925) -3- رجال بلا نساء (1927) -4- الرابح لا يأخذ شيئاً (1933) -5- الطابور الخامس والقصص التسعة وأربعون الأولى (1938) -6- ثلوج كلمنجارو وقصص أخرى (1961) -7- الطابور الخامس وأربع قصص من الحرب الأهلية الإسبانية (1969) -8- قصص نيك آدامز (1972) -9- 88 قصيدة (1979) -10- القصص القصيرة لإرنست همنغواي (1984) -11- المجموعة القصصية الكاملة لإرنست همنغواي (1987))

كما ألف همنغواي كتابين غير أدبيين هما موت في الظهيرة (1932) وهضاب أفريقيا الخضراء (1935).

ويعد همنغواي من أكثر الكتاب الذين حولت أعمالهم إلى أفلام سينمائية منها باللغة الإنكليزية:

( 1- وداعاً للسلاح (1932،1957) -2- لمن تقرع الأجراس (1943، 1965) -3- أن تملك وأن لا تملك (1944) -4- القتلة (1946، 1964) -5- علاقة مكومبير (1947) -6- نقطة الانكسار (1950) -7- ثلوج كلمنجارو (1952) -8- الشيخ والبحر (1958، 1999، 1999) -9- جزر في المجرى (1977) -10- الشمس تشرق أيضاً (1984) -11- جنة عدن (2008)).

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.