تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الابتزاز الاميركي لن يخيفنا.. والدولة الفلسطينية آتية لا محالة

 

 

 

 

صوّت الكونغرس الاميركي، وتقريباً بالاجماع، على قرار ينص على وقف المساعدات الاميركية للسلطة الوطنية الفلسطينية في حال توجه القيادة الفلسطينية الى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف أممي (دولي) بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967.. لأن مثل هذا التوجه "يشكل" خطراً كبيراً على اسرائيل، ويزعج بالتالي حليفتها القطب الأول وشبه الوحيد في العالم.

إن سعي شعبنا الفلسطيني للحصول على حقوقه، كما نصّت عليه كل القوانين والشرائع الحالية والسابقة، غير مسموح به "اميركياً" لان هذا "الكونغرس" هو تحت سيطرة وهيمنة اللوبي الصهيوني، وهو داعم مخلص للسياسة الاسرائيلية الرافضة للسلام، والقائمة على التوسع والاستيطان والقمع والبطش، والمتمردة على كل القرارات الشرعية التي صدرت عبر العقود السبع الماضية، والتي تعتبر نفسها فوق القانون، وهي الحاكمة بأمر هذا العالم.

ممنوع على الشعب الفلسطيني أن يحصل على حريته واستقلاله وحقوقه، وممنوع عليه أن يعيش في حالة استقرار، وفي داخل وطنه، وممنوع عليه النضال السلمي لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، وممنوع عليه أن يقوم بأي شيء إلا بإذن اسرائيل، وأي اجراء أو عمل من دون هذا "الاذن" يعتبر إجراءً أحادي الجانب ومخالفاً للرغبات الاميركية، وبالتالي مخالفاً للارادة الدولية لأن هذه الارادة وهذه القوانين مرتبطة بالادارة الاميركية وحدها سواء شئنا أم أبينا، وحتى الآن فقط.

عندما صوّت أبناء جنوب السودان على الانفصال عن دولة السودان الأم، صفقت اميركا لذلك، ودعمته وشاركت في احتفالات اعلان استقلال جنوب السودان يوم 9 تموز الجاري، لأن رغبة الادارة الاميركية، وبناءً على توصيات ورغبات ومساعٍ اسرائيلية أيضاً، تكمن في تقسيم العالم العربي وتجزئته، واضعافه.

أعداء أمتنا يخططون لتقسيم اليمن والعراق والسودان وكل بلد عربي منذ عشرات السنين، حتى ان الحرب الداخلية التي استمرت لحوالي 15 سنة في لبنان هدفت الى تقسيم لبنان الى كانتونات. ويجب ألا ننسى تمرد الاكراد في شمال العراق في الستينات والدعم الاميركي لهم، ويجب أن نتذكر تمرد أبناء جنوب السودان على القيادة في الخرطوم بقيادة جون غارينغ أوائل الثمانينات مطالبين بالانفصال، ومدعومين بشتى الطرق والوسائل من قبل اميركا واسرائيل.. وهل ننسى دعم اميركا المتواصل ولسنوات طوال لنظام التفرقة والتمييز العنصري في جنوب افريقيا، ومعاداتها للأحرار أبناء الوطن الأصليين المطالبين بحقوقهم في وطنهم.

لقد تم تمزيق عالمنا العربي في اتفاق سايكس بيكو عام 1916، وها هم يحاولون تمزيق هذا الوطن العربي الكبير مجدداً الى دويلات وكانتونات، لان هذا التمزيق يضعف العرب أكثر مما هم عليه من ضعف الآن، وبالتالي تستطيع اسرائيل واميركا فرض ما تريده وتمليه على هذا العالم الضعيف المستسلم المعاني من تشرذماته وانقساماته (وحسب اعتقادهم وتمنياتهم).

اميركا رفعت شعار اقامة "شرق أوسط جديد"، وها هي تحاول إنجازه بدعم اسرائيلي مكشوف.. وها هو العالم العربي يتعرض الى أبشع مؤامرة وتدخل في شؤونه حتى وصل الحال الى أن يقرر الرئيس الاميركي مَنْ هو الرئيس الشرعي أو غير الشرعي، ومن يجب أن يرحل ويتنحى، ومن يجب ان يبقى.. وتمادت اميركا، ومعها حليفاتها، في التدخل في شؤوننا الداخلية وبأبشع الطرق والوسائل.. وها هو النموذج الليبي الحالي خير دليل على ذلك.. وكل ما يجري هو تحت شعار مزيف "الاصلاح وتحقيق الديمقراطية"، وكأن اميركا حريصة على الديمقراطية وعلى تحقيق الاصلاحات وعلى استقرار منطقتنا، فهي تبث الفوضى في العديد من أقطارنا العربية، وتساند "المأجورين" الذين يستخدمون الارهاب وسيلة لبث حالة الرعب والفوضى والقتل في هذا القطر العربي أو ذاك، وهم حسب كل المقاييس الدولية والعالمية ارهابيون، وتصفهم اميركا بأنهم طلاب حرية، وفي الوقت نفسه تصف المناضلين الشرفاء والمقاومين الاشاوس بالارهابيين لأنهم يريدون الحرية والاستقلال والسيادة، وهذا أمر ممنوع على العرب كلهم، ومن ضمنهم شعبنا الفلسطيني، الذي يجب أن يبقى – حسب هذه السياسة الاسرائيلية الاميركية المشتركة – تحت الاحتلال والى ما لا نهاية.

نقول للكونغرس الاميركي وللادارة الاميركية ولكل معادٍ لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا العربية أنه من حقنا الحصول على دولة مستقلة، ومن حقنا أن نتمتع بالحرية، ومن حقنا أن نتوجه للأمم المتحدة للحصول على حقوقنا العادلة، ومن حقنا أن نقاوم الظلم والاحتلال والطغيان، لننهي هذا الاحتلال البغيض الجاثم على أراضينا منذ أكثر من 44 عاماً.. نحن شعب مثل شعوب العالم التي تحصل على الحرية والاستقلال ودولة، ونحن جزء من هذا العالم ويجب أن تطبق وتنفذ جميع القرارات الشرعية المتعلقة بقضيتنا، ويجب أن يناصر العالم الحق، ويسعى لتحقيق السلام في هذه المنطقة.

ونقولها بكل جرأة وشجاعة للادارة الاميركية وحليفاتها: لن نخضع لكم، ولن نستسلم لشروطكم واملاءاتكم ورغباتكم، نحن ضد ما تمارسونه من ظلم، ونحن ضد تدخلكم في شؤوننا العربية الداخلية، ونحن ضد سياسة الابتزاز والضغط والترهيب والتخويف، ونحن ضد الفوضى وضد التجزئة والتقسيم.. نحن نرفض كل مؤامراتكم علينا، وسنسقطها، فشعبنا الفلسطيني قوي وجبار ولن يستسلم، وأمتنا العربية عبر شبابها ستستيقظ وستقلب الطاولة عليكم.. واعلموا أن هذه السياسة المعادية لنا ليست لصالحكم على المدى البعيد، لان أدواتكم الرخيصة في المنطقة ستزول وستتلاشى قريباً باذن الله، وسيتحقق لشعبنا الحرية والاستقلال وسنحصل على دولتنا، وأفضل وأقوى مما نطالب بها الآن.

                             رئيس تحريرمجلة البيادر: جاك خزمو

                                                القدس المحتلة

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.