تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

على طبق من حوار

 محطة أخبار سورية

ثمة ملاحظات سريعة من اللقاء التشاوري الذي انتهى أمس وليس الغاية منها تقييماً أو انتقاداً بقدر ما فيها محاولة اقتراب من لحظات مهمة تؤسس لمراحل قادمة تحمل معها الفصول الأربعة وتفاصيلها لبلد يمكن أن نقول إنه بلا ادعاء قادر على احتضان الجديد بعد تحفظ وتمنع وأيضاً بعد تمحيص وتشكيك وتدقيق، فيه من المبالغة بقدر ما فيه من الحرص وأقدم هذه الملاحظات بغير ترتيب تمليه الأهمية إنما من كونها حالات تستحق المتابعة لأنها ستشكل مع قادم الأيام الملامح الجديدة لسورية المتجددة:

أولى هذه الملاحظات أن ما يسمى فجوة الأجيال ظاهرة للعيان ولا تخفى على عين لديها القدرة على الرؤية وأن الفجوة تحتاج إلى جهد كبير حتى يتم جسرها ومن الواضح أن جيلاً شاباً قادم يحمل معه كل اندفاعاته البكر بما تحمل من روح العصر وثقافة الجديد مع مزيجها الطبيعي من اختلاط الأحلام والوقائع.... ومزيج الأفكار النظرية مع الأحداث وتجلياتها العملية. ومن المهم إيجاد صيغ أخرى للحوار بين الشباب وأظن أن الملتقيات الحوارية الحالية ملائمة للبناء عليها.. وبالمختصر المفيد الشباب قدموا أنفسهم بطريقة مختلفة. ومن الواضح أن سلطة «الوالد» و«الكبار» لا تعنيهم كثيراً..

الملاحظة الثانية التي على ما يبدو سمة عامة للمجتمع السوري الآن أننا نحتاج كثيراً من التمرين للحوار... فثقافة الحوار تقوم أساساً على فكرة جوهرية وهي أن الحوار ليس إلا وسيلة لغاية أسمى وهي الوصول للتفاهم على صيغة مقنعة للآراء كلها مع الإيمان بأن ضمان نجاح أي حوار يحتاج إلى فضيلة تقديم التنازلات على اعتبارها ضرورة لازمة لإنجاح أي حوار... ورغم أن أجواء ونقاشات اللقاء التشاوري فيها الغث والسمين إلا أنها أظهرت أن- مع خبرتنا المتواضعة بالحوار- أننا مستعدون له فطرياً.... وخاصة مع تباين وجهات النظر إلى حدود التملق من البعض إلى طرف من الشارع.... ومن بعض آخر إلى السلطة وحتى المزايدة عليها.

الملاحظة الثالثة أن معظم الحضور ابتعد عن المبالغة بالتوقعات من أثر هذا اللقاء على الأوضاع في سورية لكنهم مؤمنون أنه البداية الصحيحة لإطلاق حوارات متنوعة تصل بنا على مؤتمر وطني يقدم سورية الغد على طبق من حوار...

أخيراً.... يعرف كل منا أن ما نتفق عليه أكثر بكثير مما نختلف... وندرك جداً أن ما يجمعنا أكثر بكثير وكثير مما يفرقنا ولهذا فلا بديل من الحوار والمزيد الحوار.

 * - عبد الفتاح العوض

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.