تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعارضة السورية عارية أمام نفسها والآخرين!!

خاص محطة أخبار سورية

 

تبدو المعارضة السورية(البعض بالتأكيد وليس الكل) في مأزق حقيقي اليوم لا تعرف كيفية الخروج منه. فهي رفعت شعارات ومطالب اعتقدت أنها كبيرة وستضع النظام والسلطة السورية في الزاوية محشورين. وربما كانت تراهن على أن النظام لن يقبل بالتعاطي معها في مناقشة هذه المطالب وبنت موقفها على هذا الأمر. ولكن النظام والقيادة السياسية في سورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، وبعد لقاءاته الشعبية العديدة، ذهب أبعد مما طالب به الجميع؛ قانون جديد للأحزاب؛ قانون جديد للانتخابات؛ قانون جديد للإعلام، والأهم تغيير الدستور...الخ وصولاً إلى سورية جديدة وعصرية وضمن مهلة زمنية قصيرة قياسية، أي قبل نهاية العام الحالي؟؟

تُرى؛ هل باغتت القيادة في سورية المعارضة وأربكتها وأفرغت ما لديها!! ربما، ولعل هذا هو سبب إحجام بعض المعارضين عن الذهاب إلى اللقاء التشاوري اليوم. فإذا ذهب هؤلاء إلى اللقاء التشاوري، فسيذهبون خاليي الوفاض، مشتتين دون برنامج واحد ودون رؤية واضحة ودون آلية للانتقال إلى المستقبل، بل مجرّد شعارات جوفاء تريد إسقاط النظام ولكن لا تعرف إلى أين ستذهب بالبلد بعد ذلك.. فيما السلطة تملك كل شيء: البرنامج الواضح ومسودات القوانين المعدّة بإتقان وحداثة، التنظيم ووضوح الرؤية، الحشد الجماهيري الذي بدأ يقرأ الأوضاع بشكل صحيح وواضح ويعرف حقيقة ما جرى ويجري في سورية وما كان يخطط له، وهو لا يريد المغامرة بكل المكتسبات التي حققها أو تخريب الوعود والآمال التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحقق في غضون أسابيع وأشهر!!

إذا كانت الأزمة التي تمر بها سورية والتي شارفت على نهايتها، وإذا كانت مشاريع القوانين المطروحة كلها، وإذا كانت مناقشة وضع أسس جديدة لسورية الغد الجديدة، لا تستدعي من بعض المعارضة السورية المشاركة في الحوار الذي يبدأ اليوم، فما هو الذي يستدعي مشاركته!؟ ترى، هل هناك تعليمات من جهة ما، لغرض ما، بعدم المشاركة!؟ لا نرجو ذلك. لكن كلّ الحجج لتي قدمتها المعارضة لعدم المشاركة وآخرها الحديث عن إلغاء المظاهر الأمنية والعسكريــــة، هي أصلاً أسباب تستدعي المشاركة.

اللقاء التشاوري اليوم هو محطة تاريخية ومهمة، بل ومفصلية في تاريخ سورية، ومن لا يريد المشاركة في صناعة تاريخ جديد لسورية تحت حجج وأعذار واهية يضع علامات استفهام كثيرة حول قدرته ودوره. فهذا ليس وقت تسجيل النقاط أو الحَرَد والمناكفة؛ إنه وقت العمل الجماعي، والمعارضة كما السلطة، وكل فئات الشعب والدولة، مطالبة بالعمل معاً للخروج من الأزمة أقوى وأمتن وبناء سورية العصرية الحديثة. وهذا الغياب من البعض المعارض لا يخدمه ولا يخدم الوطن والعمل الوطني.

اللقاء التشاوري اليوم هو بداية العمل وبداية الطريق وليس نهايته، وما يحتاجه الوطن هو معارضة وطنية بناءة وقوية ومتزنة تصوّب الأخطاء وتكشفها، ولا تتهرب من المسؤولية عند أول اختبار جدي وحقيقي!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.