تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هنري ليفي... "سيد المزورين والكذابين ومعلمهم"

 

محطة أخبار سورية

صدر مؤخراً في باريس كتاب بعنوان «المثقفون المزورون: الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب»، للباحث الإستراتيجي باسكال بونيفاس، ورفضت أربع عشرة دار نشر فرنسية نشر الكتاب نظراً لنفوذ «المثقفين المخادعين» على الإعلام ودور النشر في فرنسا، ولاسيما «سيد» المخادعين و«معلمهم» الفيلسوف الصهيوني برنار هنري ليفي، الذي بات مدافعاً شرساً عن حقوق الشعب السوري بالتعاون مع صهاينة فرنسا، وبعض المعارضين السوريين.

 

ويتناول الكتاب مجموعة من المثقفين الفرنسيين الذين يتنقلون على وسائل الإعلام منذ سنوات ويروجون الأكاذيب، ولاسيما بشأن كل ما يتعلق بالعرب والمسلمين وبالقضية الفلسطينية، إذ يغلب على هؤلاء «المثقفين» تأييدهم لإسرائيل، ويعتبر الكاتب أن المثقف «يرتفع سعره» في الإعلام وتفتح له القنوات إذا كان يحمل اسماً عربياً ويدافع عن نظريات إسرائيل مثل الصحفي من أصل جزائري محمد سيفاوي مثلاً، ويعرض المؤلف سيرة و«مآثر» عدد من المثقفين والباحثين الفرنسيين الذين يحتلون المساحة الأوسع في الإعلام الفرنسي، مثل الصحفي الكسندر آدلر، والصحفية كارولين فورست والباحثة تيريز دبليش والباحث فرانسوا هيزبورغ.

 

ويخصص أيضاً فصلاً لفريديريك انسيل الضيف الدائم على المحطات كـ«خبير حيادي» في الموضوع الفلسطيني، والذي شارك في مؤتمر «سان جرمان» للتضامن مع الشعب السوري! ومعروف أنه بدأ حياته ناشطاً قيادياً في مجموعة البيتار اليهودية المتطرفة، وبات يقدم نفسه كأستاذ جامعي، وفي هذا «تزوير» لموقعه الأكاديمي.

 

ويذكر الكتاب على سبيل المثال كيف انبرى «الجندي الجامعي» بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي على قافلة الحرية وقتل تسعة ناشطين أتراك، وتنقل من وسيلة إعلامية فرنسية إلى أخرى لتلميع صورة إسرائيل عبر حجج كاذبة منها أن «الاتفاقيات الدولية تسمح لدولة اعتراض أي مركب ينقل مواد مشبوهة ولو كانت في المياه الدولية»، متجاهلاً أن إسرائيل لم تكتف باعتراض المركب بل قامت بهجوم عسكري وقتلت ناشطين! ويعتبر المؤلف بونيفاس أن انسيل ليس سوى «عميل متنكر بثياب جامعية».

 

أما الفيلسوف برنار هنري ليفي فيحظى بالفصل الأكبر والأخير من الكتاب بعنوان: «برنار هنري ليفي سيد ومعلم المزورين»، ويرى المؤلف أن أول أكذوبة لليفي هي أنه يقدم نفسه كفيلسوف، فرغم أنه درس الفلسفة لكنه لم يمارس التدريس ولم تكن الفلسفة يوماً مصدر رزقه وسمحت له ثروته بأن يتفرغ للساحات الإعلامية، وبإنشاء شبكة إعلامية، ويمارس الكذب كأنه «الفن الثامن»، مستفيداً من نفوذه الكبير على الإعلام والنشر، ولهذا اعتقد بعض المعارضين السوريين ربما أن ليفي سيسخر نفوذه لمصلحتهم!

 

ويوضح المؤلف أن ليفي مهووس بمسألة معاداة السامية ويتهم كل من يخالفه الرأي بأنه «معاد للسامية»، فهو يهودي ومن لا يتفق معه يكون غير محب لليهود»! ويذكر أن «ليفي ينصب نفسه مدافعاً شرساً عن سياسة الحكومات الإسرائيلية المختلفة ويجد لها كل الأعذار باسم محاربة الإرهاب وادعاء الفاشية الإسلامية، ويتهم بمعاداة السامية كل من يجرؤ على انتقاد الحكومات الإسرائيلية، لأنه يعتبر انتقاد الحكومات الإسرائيلية انتقادا للصهيونية التي تستخدم كقناع معاصر لمعاداة السامية». ويرى بونيفاس أن هذا الخطأ العلمي هو «خيار إيديولوجي» لدى ليفي. ويستعرض بعض مواقف «سيد المزورين» ومنها تأييده لاعتداء إسرائيل على لبنان عام 2006، وعلى غزة عام 2009، لأن العملية ترمي إلى «تحرير الفلسطينيين من حماس»!! واعتبر الضحايا المدنيين والأطفال «أضرار جانبية». ويتوجه ليفي إلى اليسار الفرنسي ويطلب منه التوقف عن التحدث عن فلسطين والفلسطينيين والتحدث عن دارفور والشيشان. ويتوقف المؤلف بونيفاس عند موقف ليفي من هجوم الجيش الإسرائيلي على قافلة الحرية العام الماضي وكيف اعتبر الجيش الإسرائيلي «الأكثر أخلاقاً» في العالم، وقال ليفي عنه: «إن الجيش الإسرائيلي يظهر ضبطاً للنفس إزاء الفلسطينيين»، ويتساءل الكاتب «هذه حجة للبروباغندا الإسرائيلية لكن هل من المقبول أن يتبناها مثقف فرنسي يدعي أنه عالمي!!».

 

وينهي المؤلف الكتاب بالحديث عن دور ليفي في «الحرب الأهلية في ليبيا»، إذ غادر إلى القاهرة ومنها إلى بنغازي على متن طائرة خاصة برفقة مصور والتقى قادة المجلس الانتقالي الساعين إلى اعتراف دولي، واقترح عليهم وساطته مع ساركوزي الذي كان في وضع سيئ دبلوماسياً بسبب تواطؤ فرنسا مع نظامي بن علي في تونس ومبارك في مصر، وبسرعة استقبل الرئيس الفرنسي المجلس الانتقالي واعترف به، وحث ليفي ساركوزي إلى قصف قوات القذافي حول بنغازي بشكل انفرادي إلا أن الخارجية الفرنسية أصرت على انتزاع قرار من مجلس الأمن، وتم لها ذلك بذريعة فرض حظر جوي سرعان ما تحول إلى قصف للمواقع الليبية بصواريخ الأطلسي. ويتساءل المؤلف: ماذا لو استمعت فرنسا لنصيحة ليفي بالتدخل دون إذن من مجلس الأمن؟ ستكون كارثة عليها ستعزلها دولياً.

 

الكتاب صدر قبل أن يتبنى ليفي «القضية السورية» ويجمع بعض المعارضين في باريس تحت عباءته إلى جانب إسرائيليين أبرزهم الكسندر غولفاراب عضو الكنيست السابق ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي، لمحاولة تحريض الرأي العام الفرنسي ضد سورية. وهل يجب التوقع من «سيد المزورين» أن يعرض سوى الأكاذيب عن سورية؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.