تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإصلاح.. الترقيع.. التجديد.. التغيير!؟

خاص/ محطة أخبار سورية.

 

 

ليس سراً أن سورية، ومنذ القدم، هي قلب العالم. وليس سراً أن الصراع على سورية، من أجل سورية، مع سورية، ضد سورية، للسيطرة على سورية، لكسب ودّ سورية، لتغيير موقف سورية، لتليين موقف سورية، لتبديل نظام سورية، لتغيير سياسة نظام سورية، لتركيع سورية، لتقسيم سورية، لتمزيق سورية، لمساكنة سورية، لكسب رضا سورية، لتجنب عداوتها... الخ مستمر منذ القدم، وربما سوف يستمر، طالما أن لهذه الأمة العريقة وجودها وموقفها ودورها وتاريخها ووعيها وذاكرتها.

الأعداء يحاولون ضرب سورية وتخريبها، والمتضررون يحاولون إيذاء سورية وإضعافها والإساءة إليها، والأصدقاء يحاولون نصح سورية وتقديم العون لها ولاسيما وقت الشدّة، والأخوة يحاولون مساعدة سورية والوقوف إلى جانبها في السراء والضراء، ويعتبرون ما يصيبها يصيبهم وما يضرها يضرهم، وما يؤلمها يؤلمهم، وما يقوّيها يقوّيهم.. و هؤلاء للاسف قليلون! ففي العلاقات الدولية لا مكان للعواطف؛ الأولوية للمصالح، أياً تكن هذه المصالح خاصة أم عامة.

الأعداء ركبوا موجة الإصلاح في سورية، ليقوّضوا هذه الإصلاحات. وإلا لماذا يفرضون القيود ويمارسون الضغوط على القيادة السورية التي كانت أول من باشر بالإصلاح واستمر به في الشرق الأوسط! ولو كان الأعداء يريدون حقاً الإصلاح، لكانوا طالبوا به في الدول الصديقة لهم، أو في دولهم أنفسها التي ما من دولة في العالم إلا وتحتاج إلى الإصلاح.

مهما يكن، فلكل دولة ظروفها وطريقتها وحاجتها للإصلاح. الأعداء، في الغرب وفي الشرق، لا يريدون الإصلاح في سورية، ولكن، بالنسبة لهم، ما المانع من استخدام هذه النافذة التي فتحت للانقضاض على الأوضاع في سورية؛ فإن نجحت التطورات في تغيير نظام الحكم، يكونوا في مقدمة المستثمرين، وإن فشلت يكونوا قد أنهكوا الحكم وشوهوا صورته وإن قام بكلّ أنواع الإصلاحات وأفضلها.

لا يهم ماذا يريد الأعداء ولا يهم ماذا يريد الآخرون. المهم ماذا نريد نحن كشعب سوري وقيادة سورية وأمّة سورية. ليس مسموحاً العودة إلى المرحلة السابقة. الترقيع لا يفيد؛ المطلوب الإصلاح والتطور والتجديد والتغيير والتقدم إلى الأمام وبقوة. ونقول التغيير لأن ما حدث وما سيحدث في سورية يستحق أن نطلق عليه اسم التغيير وليس الإصلاح. سورية تحتاج ذلك، وقيادتها تدرك هذه الحاجة، وقد وعدت بتنفيذها، وهي تعمل على ذلك، ولكن لها طريقتها ولديها معطياتها. لكن، وبالمقابل، فإن هناك من دخل على خط التخريب لمنعها من مواصلة الإصلاح والتغيير، عبر مواصلة التدمير المتنقل والقتل المتنقل والمتعمد وذلك يتم بأيدٍ خارجية وتمويل خارجي وتوجيهات خارجية وأدوات داخلية، وهنا نفرّق بين المعارضة الوطنية وبين القتلة والمخربين.

لايمكن أن يسير الإصلاح والتغيير إلى جانب القتل والتخريب معاً. ولذلك ربما يتم إبطاء الإصلاح أو تأخير التغيير قليلاً، فيما الحوار السياسي يستمر. لكن المسألة خطرة وتحتاج إلى الحسم؛ فهؤلاء المخربون لن يتوقفوا طوعاً ولا بد من وضع حدّ لهم، لأنهم أخذوا أكثر من حجمهم، وهم بدأوا يستغلون محاولة الجيش والشرطة تجنب استخدام القوة أو السلاح ضدهم. مع التذكير أن هؤلاء لم يعودوا مدنيين عاديين يحق لهم ما يحق للمواطن العادي، بعدما حملوا الأسلحة وامتهنوا القتل والتخريب.

لن تتوقف الحرب على سورية، وستتخذ أشكالاً عديدة وجديدة، ولذلك فمن المهم والضروري والعاجل جداً تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة المخططات المعادية المستمرة. وهذا يتطلب خطوات حثيثة تجعل من الشعب السوري حصناً منيعاً لا يمكن اختراقه وتعطيه المبادرة والقدرة التي تمكنه من مواجهة التخريب والإعلام المغرض ومحاولة جرّه إلى الفتنة.

ومن الضروري أيضاً إيضاح وإبراز كلّ الخطوات الإصلاحية والتغييرية التي يتم اتخاذها من قبل الحكومة والقيادة في سورية، وعبر وسائل الإعلام كافة، وعلى  الأصعدةكافة، اقتصادية وسياسية واجتماعية وإعلامية...الخ،  ليعرف المواطن وغيره ماذا يجري. فغياب هذا الوضوح وغياب الشفافية يترك الساحة للآخرين ليفعلوا فعلتهم في تشويه الصورة وتغييب الحقيقة وتزييفها كما يفعلون الآن.

سورية ستقطع هذه الأزمة التي يحاول البعض العربي والدولي وعبر وسائل محلية، إطالتها. ستخرج سورية أقوى وأشد وأمتن، ولكننا لا نريد مزيداً من التخريب والقتل والدمار في هذا البلد الغالي. هذا قدرنا، وأحياناً كثيرة يكون القابض على الحق كالقابض على جمرة من النار!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.