تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر باندونغ وحركة عدم الانحياز

تعد حركة عدم الانحياز ثاني أكبر منظمة دولية في العالم بعد منظمة الأمم المتحدة، حيث وصل عدد الأعضاء في الحركة إلى أكثر من 116 دولة، بالإضافة إلى حصول 17 دولة و7 منظمات دولية على صفة عضو مراقب.

وتعود فكرة حركة عدم الانحياز إلى الفترة السياسية التي تلت الحرب العالمية الثانية وظهور معسكرين عالميين شيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي ورأسمالي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وانحسار قوى الاستعمار التقليدي، فقد ظهر في الدول المتحرر حديثاً جيل من القادة الوطنيين التقوا على ضرورة وجود حركة عالمية للتحرر لا تتبع بالضرورة إلى أحد المعسكرين، وأبرز الأسماء التي ظهرت في فكر عدم الانحياز كانت جمال عبد الناصر رئيس مصر وجواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند وجوزيب بروز تيتيو رئيس يوغسلافيا وأحمد سوكارنو رئيس أندونيسا وقوامي نكروما رئيس غانا وتعتبر هذه الشخصيات الآباء المؤسسون لحركة عدم الانحياز.

وفي مؤتمر باندونغ الشهير الذي عقد ما بين 18-24 نيسان/أبريل 1955 في أندونيسيا اجتمع هؤلاء القادة بالإضافى إلى زعماء من دول أخرى بلغ عددها 29 دولة تم وضع أسس حركة عدم الانحياز، وقد تم الإعلان في ذلك المؤتمر عن المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول، كبيرها وصغيرها، وهي المبادئ التي عُرفت باسم «مبادئ باندونج العشرة»، والتي جرى اتخاذها فيما بعد كأهداف ومقاصد رئيسية لسياسة الحركة، أما سبب اختيار مصطلح (عدم الانحياز) اسماً للحركة فيعود إلى خطاب ألقاه البانديت جواهر لال نهرو في المؤتمر حيث رأى في ميدأ عدم الانحياز هوية مستقلة ودورًا إيجابيًا نشطًا، وليس موقفًا سلبيا إزاء التكتلات الخارجية.

والمبادئ العشرة لمؤتمر باندونج هي:

1.      احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

2.      احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.

3.      إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.

4.      عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.

5.      احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

6.      عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى وعدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.

7.      الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

8.      الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

9.      تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.

10.  احترام العدالة والالتزامات الدولية.

وقد حددت المؤتمرات الأولى أهم أهداف حركة عدم الانحياز في حرصها على التعايش السلمي بعيدا عن إبرام أحلاف عسكرية، سواء أكانت جماعية أو ثنائية، وخاصة تلك التي تشارك فيها الدول الكبرى، وهو ما يؤكده امتناع أعضاء المنظمة عن إعطاء قواعد عسكرية لدولة كبرى في صراعها مع دولة أخرى؛ لذلك أيدت الحركة نزع السلاح بعدما وصل سباق التسلح إلى مرحلة تهدد السلام العالمي. ولذلك فقد ساندت الحركة حركات التحرير الوطني ومحاربة الاستعمار بكافة أشكاله.

 وتوالت مؤتمرات قمة دول عدم الانحياز حيث عقد حتى الآن المؤتمرات:

(بلجراد (يوغسلافيا) 1961 - القاهرة (مصر) 1964 - لوساكا (زامبيا) 1970 - الجزائر (الجزائر) 1973 -      كولمبو (سيرلانكا) 1976 - هافانا (كوبا) 1979 - نيودلهي (الهند) 1983 - هراري 1986 - بلجراد (يوغسلافيا) 1989 - جاكرتا (أندونيسيا) 1992 - كارتاجينا (كولومبيا) 1995 - ديربان (جنوب أفريقيا) 1998 - كوالالمبور (ماليزيا) 2003 - هافانا (كوبا) 2006 - طهران (إيران) 2008 - شرم الشيخ (مصر) 2009).

ولم تبادر دول عدم الانحياز بإنشاء جهاز بيروقراطي وإداري للحركة وتم التوصل إلى اتفاق بعدم انشاء سكرتارية دائمة للحركة بل تتولى الدول المضيفة لقمة دول عدم الانحياز برئاسة الحركة حتى انعقاد القمة التالية وتتولى هي عبء البنية الإدارية حيث يتحتم عليها إنشاء قسم كامل في وزارة الخارجية لمعالجة القضايا الخاصة بالحركة، كما يتولى مندوب  الدولة التي تتولى الرئاسة في الأمم المتحدة بمهام «سفير لشؤون دول عدم الانحياز لدى المنظمة الدولية».

ومع نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي ومع انهيار الكتلة الشرقية دخلت حركة عدم الانحياز في مرحلة البحث عن الهوية في عالم وحيد القطب، لكن الحركة استطاعت أن تصوب بوصلتها حيث أعلن قادة الحركة المجتمعون في القمة الرابعة عشرة بهافانا عام 2006 مبادئ وأهداف جديدة لحركة عدم الانحياز تتناسب مع الألفية الجديدة.

من الأهداف الثمانية عشرة التي وضعتها الحركة لنفسها:

1.      ‌تشجيع وتعزيز التعددية؛ وفي هذا الخصوص، تدعيم الدور المركزي الذي يتعين على الأمم المتحدة القيام به.

2.      ‌القيام بدور منتدى للتنسيق السياسي بين الدول النامية.

3.      ‌تعزيز الوحدة والتضامن والتعاون بين الدول النامية.

4.      ‌الدفاع عن السلم والأمن الدوليين.

5.      ‌تشجيع علاقات الصداقة والتعاون بين جميع الدول.

6.      الاستمرار في متابعة عملية نزع السلاح النووي نزعًا شاملاً وبلا تمييز.

كما وضعت 25 مبدأً جديداً مستلهمة من مبادئ باندونغ منها:

1.      احترام المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

2.      احترام السيادة، والتكافؤ في السيادة والسلامة الإقليمية لجميع الدول.

3.      الإقرار بالمساواة بين جميع الأجناس، والأديان، والثقافات، وجميع الأمم كبيرها وصغيرها على السواء.

4.      تشجيع الحوار بين الشعوب والحضارات والثقافات والأديان على أساس احترام الأديان ورموزها وقيمها، وتشجيع وتوطيد التسامح وحرية العقيدة.

5.      عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

6.      رفض أي تغيير غير دستوري للحكومات.

7.      رفض أي محاولات لتغيير نظام الحكم.

8.      إدانة إبادة الجنس وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات المنظمة والخطيرة لحقوق الإنسان.

9.      رفض ومعارضة الإرهاب -في كافة أشكاله وصوره ويجب عدم مساواة الإرهاب بالكفاح المشروع للشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار أو السيطرة الخارجية أو الاحتلال الأجنبي، وحقها في تقرير المصير والتحرر الوطني.

ولعبت سورية منذ العام 1955 وللآن دوراً هاماً وفاعلاً في منظومة دول عدم الانحياز.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.