محطة أخبار سورية
تحت عنوان "أضعف الإيمان - ليس هذا وقت المعارضة"، كتب الكاتب السعودي داود الشريان في صحيفة "الحياة" اليوم قائلا ان "بعض خطاب جماعة 14 آذار تجاه الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لا يليق بالسياسة، وهو يرى أن قبول ميقاتي رئاسة الحكومة تحايل على إرادة بيئته، وإنقضاض على الحكم في لبنان"..
وأضاف الشريان "كأن رئاسة الوزارة في لبنان صارت حكراً على شخص أو تيار، ومن يتقدّم لها يصبح خاطفاً وخائناً. والأهم أن دار الفتوى اللبنانية صارت تلعب دوراً سياسياً ليس من إختصاصها التقليدي. ومثلما إستنسخ سعد الحريري أساليب الاحتجاج من خصومه، جر معه دار الفتوى، فتنازلت عن موقعها الوسطي، وخلقت لنفسها دوراً جديداً. أضحت مرجعية، رغم أن الأمة لا تؤمن بدور للمؤسسة الدينية في السياسة".
وذكّر الشريان بأن "الرئيس نجيب ميقاتي تولى رئاسة الوزارة بعد إغتيال رفيق الحريري العام 2005، وإستطاع بحكمةٍ واقتدار، العبور بالبلد الى بر الأمان، وهو صنع حالاً من الهدوء الذي يعدّ سابقة، ومكّن تيار المستقبل من الوصول الى السلطة، ولم يرشح نفسه، رغم أنه يستأهل. لكن أحداً لم يذكر له ذلك، وعوضاً عن دعم مهمته الراهنة، وتسهيل دوره في تحريك عجلة البلد، صارت وسطيته مزعومةً وتعدّياً وخيانة، ودوره تكريساً للفتنة".
وتابع الكاتب السعودي، قائلا "الرئيس ميقاتي رجل واقعي، يسعى الى تخليص لبنان من العناد والكيد والغضب، وتأليف حكومة تتولى إدارة الشؤون اليومية للبلد بعيداً من قضايا الخلاف، التي لم تزل على طاولة الحوار. ميقاتي لديه مقدرة سياسية، وعلاقات دولية وإقليمية، ولهذا فإن التشكيك بمهمته تكريس لحال الفراغ والفوضى، ومحاولة للمساواة بين مستقبل لبنان، ومكاسب الأشخاص، ناهيك عن أن بعض إعلام "14 آذار" تجاوز في خطابه أصول السياسة، واللغة المعتمدة في صحف موالية لتيار المستقبل تجافي منطلقات التيار".
وختم الشريان مقاله في صحيفة "الحياة"، قائلا "الأكيد أن الظروف الإقليمية تغيّرت، موقع المعارضة الذي إختاره الرئيس الراحل رفيق الحريري لم يعد الموقع ذاته اليوم، وتخلي جماعة "14 آذار" عن المشاركة سيجعل بعض رجالها معرّضاً للاستفزاز والملاحقة. فضلاً عن أن إصرار تيار المستقبل على لعب دور المعارضة من دون حماية إقليمية، يعني أننا أمام ساحة تنذر بتوتر يسمح بإضعاف دورها على الساحة اللبنانية".
