تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دعك من أشباه الرجال.. إنها مصر الجديدة!!

مصدر الصورة
sns

خاص/ محطة أخبار سورية

قبل كل شيء، مبروك لمصر أنها استعادت روحها ووعيها.. واستعادت عافيتها ونزعت عن صدرها وكاهلها هذا المعاق الذي جلب لها تبعات أفقدتها بريقها ووهجها ودورها ووضعها خلافا للتاريخ والجغرافيا والمنطق في صفوف تكون فيها أقرب إلى العدو الصهيوني من امتدادها العربي والإسلامي.

أجل لقد نهضت مصر وأسقطت الطاغية ونظامه المتهالك المرتبط مع العدو والذي يمده بالحياة ويستمد الحياة منه.

سقط حسني مبارك غير مأسوف عليه وهو الذي حاصر الأهل الصامدين في قطاع غزة وتآمر عليهم وجوّعهم ونسّق مع الإسرائيليين ضدهم وضد ثورتهم ضد الاحتلال..

سقط حسني مبارك بعد أن جعل تل أبيب أقرب إلى قلبه من دمشق والجزائر وبيروت وبعد ان استبدل لإفطاره الرمضاني مع الرئيس السوري بالإفطار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.. رحل  حسني مبارك بعد أن تجاهل منطق التطور وتآمر على سورية وقيادتها وعلى المقاومة وحرّض على كلّ ما ومَن يزعج إسرائيل.. نعم، الآن صار واضحا  لماذا لا تعجبه كاريزما الرئيس بشار الأسد؛ لأنه يتحدث عن ضرورة دعم المقاومة في وجه إسرائيل، ولأنه يريد بناء القوة في وجه إسرائيل.. ولأن كيمياء جسمه تنادي بالمقاومة ومبارك يريد العز لإسرائيل فكيف سيلتقيان وكيف سينسجم مع الكيمياء السورية؟؟

أُسقِط مبارك ولم يحزن عليه أحد، ولم يسمّ عليه أحد.. بل اشتعلت المدن العربية والمصرية فرحاً.. وهذه حال الذين يسيرون عكس تطلعات شعوبهم وعكس مصالح هذه الشعوب.. وهذه هي نهايتهم. لم يجد الرئيس المخلوع أحداً يبحث عن دوره المفقود غير أسياده الإسرائيليين الذين بلعوا ألسنتهم بعدما أدركوا ان نظامه قد تداعى وأن الشعب المصري فاجأ الجميع وأولهم أجهزة استخبارات العدو والغرب الذي يدعي المعرفة بكلّ شيء!!

ما بعد مبارك ليس كما قبله.. في مصر والعالم العربي بدأت مرحلة جديدة. بدأت تغيرات جيوسياسية وجيوستراتيجية بعدما انهار عمود ما كان يعرف بمحور الاعتدال العربي. المرحلة الجديدة ستنطبع بالنصر الجديد للشعب المصري وشبابه الثائرين، وبالهزيمة الجديدة للمتآمرين الذين تخلوا عن المقاومة ووقفوا مع العدو ضدها.. مفردات جديدة ستحلّ وسيجري استخدامها في السياسة والاقتصاد والثورة والأدب .. ثقافة جديدة سوف تعمّ.. سقوط المستحيل لم يعد مستحيلاً.. قلب مصر عاد ليضخ الدم العربي من غرفة الإنعاش من ساحة التحرير.. إنه الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ يتبلور دون رأي الأمريكيين والإسرائيليين ودون موافقتهم.. ولكن بأيدي أبنائه كما قال المناضل بشار الأسد!!

ستعود مصر إلى دورها البنّاء.. إلى الفعل والإقدام.. إلى الالتفات إلى أشقائها العرب والمسلمين.. إلى محيطها لتزاول الريادة كما كانت دائماً.. ونأمل أن تكمل الثورة الطريق الذي بدأته وأن لا تسمح للبعض بالالتفاف على منجزاتها وتحويرها وتقزيمها!!

التغيير في مصر كان كبيراً لأنه أتى بصوت ثمانين مليوناً منعوا أحداً أن يتكلم باسمهم حتى لا يختزل صوتهم القوي!! وليضعوا حداً للذين زوّروا أصواتهم ووضعوها في أماكن غير أماكنها الحقيقية.. أصوات المصريين فضحت كل الحقائق ونبرتهم وصلت السماء.. نهض الشعب فامتدت المساحات إلى اللانهاية تخلق مدى أرحب وأجدد وتنير فوانيس أطفئها الظلم والطغيان..

مصر بعد مبارك ليست مصر قبل مبارك وليست مصر أثناء مبارك.. مصر الآن في لحظة تاريخية تصنع التاريخ الجديد وترسم حدود المستقبل.. فهل يتعلم الآخرون الذين يقفون ضد  المقاومة درس الهزيمة حتى لايكرروه لاحقاً؟!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.