تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

البرادعي: نظام مبارك مسؤول عن أعمال السرقةوالنهب

 

محطة أخبار سورية

بات اسم مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية السابق محمد البرادعي، الحائز على نوبل عام 2005 مطروحا في الاعلام الغربي كبديل عن مبارك او لاعب في السياسة المصرية، فيما ترى جماعات معارضة انه يفتقد الجاذبية والقاعدة الشعبية، ومع ذلك لم يمنع هذا الوضع ادارة اوباما من دراسة ووزن قدراته والاستفادة منه في ترتيب البيت المصري بعد رحيل حسني مبارك.

ويؤكد البرادعي انه لا يطمح للرئاسة وانه ان دخل الانتخابات الرئاسية في ايلول (سبتمبر) القادم فسيكون بناء على تفويض شعبي. وفي مقابلة اجراها روبرت فيسك في 'اندبندنت' تحت عنوان 'محمد البرادعي الرجل الذي قد يصبح رئيسا' رد البرادعي على سؤال ان كان يفكر بالترشح للرئاسة قال انه 'ان كان هناك اجماع شعبي للقيام بأي شيء يعتقدون انه نافع... فسأفعل'.

وعلى الرغم من تحفظ فيسك حول ما يقال ان البرادعي هو رجل المرحلة او ابن الشعب. ولكن البرادعي ذكر فيسك باقوال كلينتون التي تحدثت فيها عن مراقبة واشنطن لتطور الاوضاع ولدعوتها بعد ايام للاصلاح مشيرا ' اعتقدوا انهم باتوا يعرفون ان ايام النظام قد اقتربت نهايتها' وانتقد تصريحات ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني التي قال فيها ان الديمقراطية ليست انتخابات متسائلا انه اما ان يكون لديك مجتمع مدني ام لا'.

وقال فيسك ان البرادعي احيانا يبدو متفائلا مع انه يتفق ان احسن ابناء مصر يعيشون في المنفى. ففي محاضرة له في جامعة هارفارد التقى 15 منهم يعملون في مجلس ادارة الجامعة 'قلت لهم اذا عدتم فيمكنكم ادارة مصر'.

ولكن الامر ليس بهذه البساطة لاننا امام نفس القصة القديمة 'مبارك صديق اسرائيل ونعتقد ان اي تغيير سيؤدي الى اقامة حكومة معادية لاسرائيل. وسيؤدي لولادة نظام اشبه بولاية الفقيه في ايران، واقول ان هذا الكلام هو مثل الرواية الوهمية، ونحتاج للتخلص من هذه الرواية حول الاخوان المسلمين والعداء الاوتوماتيكي لاسرائيل. وفي الحقيقة فان اي سلام دائم سيستمر ان تم بين دولتين ديمقراطيتين وليس مع ديكتاتورية، ومشاعر الناس في المنطقة لن تتغير'.

واكد البرادعي ان نظام مبارك سينتهي وان الجيش سيقف بجانب الشعب لانه جزء من الشعب 'فعندما يخلع الجندي بزته فانه مثل الشعب يواجه نفس المشاكل الفقر والاضطهاد ونفس المشاكل من مثل عدم القدرة على الحياة الشريفة'. وقال ان الجيش لن يطلق الرصاص على الجماهير 'من اجل ماذا ومن يريدون حمايته'.

ويذكر روبرت فيسك بما كتبه البرادعي عام 1967 قائلا 'ان الجندي يقاتل من اجل حماية شيء يريد الاحتفاظ به، ولكن في عام 1967 من اجل ماذا كان الجندي المصري يقاتل، لم يكن هناك شيء ، وعليه فروا'. ويرى ان ناصر، الرجل العظيم كان اسوأ ديكتاتور حكم مصر فقد 'امم حتى البقالات'.

ويعبر البرادعي عن دهشته مما حدث حيث قال 'ذهبت لعزاء، قلت لاخي، وانا انظر لعيون المعزين وكانوا موتى الروح. والان انظر للناس اليوم، وقد استعادوا ثقتهم بانفسهم، ماحدث مثل طنجرة الضغط'. ويقول فيسك ان البرادعي يتحدث عن النفاق والجريمة والافعال السيئة للقوات الامنية وولاء الجيش لمن هم في السلطة. ولكنه لا يريد ان يصبح رئيسا. وقال ان الوضع سيستمر طالما لم تحل مشكلة فلسطين وطالما لم تراجع السياسة تجاه المنطقة. وقال ان العلاقة مع اسرائيل غريبة حيث نقول اننا في حالة سلام ولكننا لا نستطيع نشر اي كتاب اسرائيلي هنا والعكس صحيح'.

واضاف ان السلام الدائم لا يقوم الا من خلال علاقة متوازنة خاصة في الموضوع الفلسطيني ـ العراق وافغانستان وعندها سيكون العالم العربي صديقا للغرب'.

ويقول فيسك ان البرادعي يتحدث عن مبارك الرجل بطريقة لطيفة ويشير الى لقاءاته معه عندما يأتي للعطلة في مصر وكيف انه كان يتلقى ترحيبا وديا من الرئيس وكيف كان يقدم رأيه في هذه المشكلة او تلك مشيرا الى ان الرئيس لم 'يكن لديه المستشارون ممن لديهم الشجاعة ليقولوا له الحقيقة'.

وعن عمليات النهب والحرق اثناء المظاهرات يقول البرادعي ان الناس تتهم قوات الامن التي قامت بهذه الاعمال باوامر من وزارة الداخلية والنظام، وان ثبتت هذه فهي 'جريمة منكرة' ولكن علينا التأكد من هذه الامور مؤكدا ان معظم هذه العصابات التي قامت بالسرقة هي 'جزء من الشرطة السرية'. وقال انه 'عندما تم سحب الشرطة من الشوارع في القاهرة، وعندما قام من هم جزء من الشرطة السرية بهذه الاعمال من اجل اعطاء انطباع انه بدون مبارك فالبلاد ستعيش حالة فوضى، كل هذه افعال اجرامية، وتجب محاكمة من ارتكبها، والان كما تسمع في الشوارع الصيحات تتعالى، مبارك يجب ان يرحل، ويقولون الان انه يجب ان يحاكم، وان اراد النجاة بجلده عليه الرحيل'.

 

غير مقبول لاسرائيل

ولكن مشكلة البرادعي انه غير مقبول لاسرائيل بعد ان صرح ان اسرائيل المحتلة للاراضي الفلسطينية لا تفهم الا لغة القوة. ومع ذلك تحاول الادارة الامريكية وزن البرادعي الذي صرح بعد منح لجنة نوبل اوباما بطريقة مفاجئة الجائزة له عن جهوده لاحلال السلام حيث قال 'لم افكر في احد يستحق جائزة نوبل للسلام اكثر من باراك اوباما' الذي كان في حينه مديرا لوكالة الطاقة الذرية. وعلى الرغم من تصريحاته الناقدة لكلينتون وادارة اوباما وترددها في التخلي عن مبارك حيث وصف الموقف بانه 'مهزلة' الا ان ادارة اوباما توازن الامور وتحاول البحث ان كانت هناك سبل لتقبله وعقد صفقة معه حسب تقرير لنيويورك تايمز. وحاولت الادراة الاتصال بالبرادعي وحسب السكرتير الصحافي للبيت الابيض فان المحاولات لا زالت قائمة.

 

تاريخ ومواجهة مع ادارة بوش

 

وكانت ادارة بوش قد حاولت التخلص من البرادعي بسبب موقفه من حرب العراق والملف الايراني.

وترى الصحيفة ان البرادعي يشارك اوباما بجائزة نوبل ومعارضته لحرب العراق وتحدث البرادعي مع اوباما عام 2009 بعد انهاء البرادعي مهامه كمدير للوكالة كما التقيا مرة واحدة في نيويورك عندما عقد اوباما قمة حول الامن النووي. وتحدث مع البرادعي حول طموحات ايران النووية. وتكشف وثائق ويكيليكس ان البرادعي كان متحسما لاوباما في الاشهر الاولى من حكم الاخير.

وتشير وثيقة تعود الى نيسان (ابريل) 2009 انه اخبر ممثل امريكيا في الوكالة غريغوري سكاتل عن رحلة قام بها لامريكا اللاتينية ان رسالته لكل حكومة هي دعم نجاح اوباما.

وفي نفس الشهر قام بالثناء على اوباما في خطاب له في براغ. ولكن ادارة اوباما الان تدرس مواقف البرادعي من قضايا تتعلق بالعلاقات الاسرائيلية ـ المصرية والامريكية خاصة فيما يتعلق بحماس.

 

تشدد في ملف فلسطين وغزة

ونقلت 'نيويورك تايمز' عن مقابلة اجرتها 'القدس العربي' مع البرادعي في شهر حزيران (يونيو) حيث وصف الحصار على غزة بانه 'نقطة عار على جبهة كل عربي وكل مصري وكل انسان'. ودعا حكومة بلاده واسرائيل لتخفيف الحصار. وذكرت الصحيفة بمواجهة تمت بين البرادعي وممثل اسرائيل في الوكالة الدولية في اجتماع جرى في حزيران (يونيو) 2009 حول المفاعل النووي السوري الذي دمرته اسرائيل في عام 2007. ويظهر تقرير كشفت عنه ويكيليكس ان اسرائيل تجاهلت نصيحة بعدم انتقاد البرادعي في العلن حيث قام باتهامها بخرق القانون الدولي.

ونقلت عن صديق للبرادعي قوله ان الاخير كان يعمل على اقناع اسرائيل لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية والتي لم توقع عليها مثل الباكستان والهند. وينقل عن مسؤول في ادارة اوباما ان العلاقة المتنافرة مع ادارة بوش وهجوم الاخيرة عليه ادت لاعطائه مصداقية في داخل المعارضة المصرية اليوم.

 

علينا الحذر

وقال مسؤول سابق في ادارة بوش، فيليب زيلكو انه 'من المثير للسخرية ان مواجهة البرادعي بوش حول العراق وايران قد ساعدته في مصر، ويجب ان لا نقوم باي شيء يظهر اننا نفضله'. ومن بين من تخاصم مع البرادعي بشكل دائم، جون بولتون، سفير واشنطن السابق لدى الامم المتحدة حيث وصف البرادعي بانه مؤيد لايران. وتقول ان عددا من فريق البرادعي استغربوا من اللهجة المخففة التي استخدمها البرادعي في تقاريره عن الملف النووي الايراني، حيث اعتقدوا انه عمل جهده كي لا يقدم لاداراة بوش واسرائيل الذريعة لضرب ايران.

وتقول ان هذه الخلافات انتهت بعد ان انتهت مدة البرادعي وغادر الوكالة مع بداية ولاية اوباما وقد عبر البرادعي عن اعجابه باوباما لانه تبنى الكثير من ملامح اجندته حول الاسلحة النووية. وبحسب تقرير اخر لويكيليكس اظهر ان الامريكيين راقبوا استقباله العام الماضي عندما عاد لمصر حيث اعتقدوا انه قد يكون لاعبا في السياسة المصرية لكنهم رأوا ان لديه مشكلة لان قاعدته صغيرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.