بمناسبة مرور مائة عام على ولادة الأديب العربي المصري الحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ بدأت في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2010 (تاريخ ميلاد نجيب محفوظ الـ 99) فعاليات عام نجيب محفوظ، الذي سيستمر حتى 11-11- 2011 تاريخ ميلاده المائة.
العام الذي أقره المجلس الأعلى للثقافة في مصر بدأ بصدور كتابين من سلسلة "مكتبة نجيب محفوظ" وهي سلسلة من الدراسات النقدية حول نجيب محفوظ، وينتظر أن يصدر منها على مدار العام 24 عملاً، كما صدر العدد الثالث من "دورية نجيب محفوظ"، وسيختتم العام بتدشين مركز نجيب محفوظ الثقافي بوكالة أبو الذهب بالأزهر في القاهرة.
أما الأنشطة الثقافية لعام نجيب محفوظ، فتبدأ بانطلاق أعمال ملتقى القاهرة للإبدع الروائي العربي الذي يستمر لمدة أربعة أيام، كما سوف تنظم لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر صالونا يحمل اسم صالون نجيب محفوظ، يعقد الأحد الثالث من كل شهر.
ولد نجيب محفوظ في 11 كانون الأول/ديسمبر 1911 في القاهرة (اسمه الكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا)، والده كان موظفاً ووالدته فاطمة ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.
التحق بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب. انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً بوزارة الأوقاف (1938 - 1945)، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954. وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية. وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 - 1971)، وتقاعد بعدها ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام الصحفية.
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. في العام 1939 بدأ بكتابة الرواية وكانت رواياته الأولى تنتمي إلى الواقعية التاريخية وتعود إلى زمن الفراعنة، لكن بدءاً من العام 1945 بدأ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية، كما جرب الواقعية النفسية في رواية السراب، وفيما بعد اتجه إلى الرمزية، وتعتبر مؤلّفات محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية في مصر.
تعد رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا التي بدأ بنشرها مسلسلة في جريدة الأهرام عام 1959 إحدى أكثر الأعمال العربية إثارة بالجدل، وقد أثارت الرواية منذ ظهور أولى حلقاتها ردود فعل قوية في مصر من قبل أصحاب الفكر المنغلق الرجعي الظلامي التكفيري والذي أدى إلى إيقاف نشرها في الصحيفة ولم تصدر كاملة إلا عام 1967 في بيروت ولم يتم نشرها في مصر إلا بعد هذا التاريخ بثلاثين عاماً، وقد كانت هذه الرواية السبب المباشر لمحاولة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها نجيب محفوظ في القاهرة فيما بعد.
تم اختيار محفوظ لنيل جائزة نوبل للآداب عام 1988 وكان أول عربي ينال هذه الجائزة العالمية المرموقة، يعد نجيب محفوظ أكثر كاتب عربي تم تحويل أعماله الأدبية إلى أعمال درامية حيث حولت أعماله الأدبية إلى 28 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً.
أصدر محفوظ 33 رواية على مدى نصف قرن منها: (زقاق المدق 1947 - بداية ونهاية 1949 -ثلاثية القاهرة: بين القصرين 1956، قصر الشوق 1957، السكرية 1957 - اللص والكلاب 1961 - ثرثرة فوق النيل 1966 - ميرامار 1967 - أولاد حارتنا 1967 - ملحمة الحرافيش 1977 - يوم مقتل الزعيم 1985 - حديث الصباح والمساء 1987 - قشتمر 1988).
كما أصدر محفوظ 19 قصة قصيرة هي: (همس الجنون 1938 - دنيا الله 1962 - بيت سيء السمعة 1965 - خمارة القط الأسود 1969 - تحت المظلة 1969 - حكاية بلا بداية وبلا نهاية 1971 - شهر العسل 1971 - الجريمة 1973 - الحب فوق هضبة الهرم 1979 - الشيطان يعظ 1979 - رأيت فيما يرى النائم 1982 - التنظيم السري 1984 - صباح الورد 1987 - الفجر الكاذب 1988 - أصداء السيرة الذاتية 1995 - القرار الأخير 1996 - صدى النسيان 1999 - فتوة العطوف 2001 - أحلام فترة النقاهة 2004).
وحصد نجيب محفوظ عدداً كبيراً من الجوائز خلال مسيرته الأدبية الطويلة لأكثر من 65 عاماً هي:
- جائزة قوت القلوب الدمرداشية - رادوبيس - 1943
- جائزة وزارة المعارف - كفاح طيبة - 1944
- جائزة مجمع اللغة العربية - خان الخليلي - 1946
- جائزة الدولة في الأدب - بين القصرين - 1957
- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى - 1962
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب - 1968
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى - 1972
- جائزة نوبل للآداب - 1988
- قلادة النيل العظمي - 1988
- جائزه كفافيس 2004
تزوج نجيب محفوظ من السيدة عطية الله إبراهيم، وله ابنتان أم كلثوم وفاطمة، وتُوفي في 30 آب/أغسطس 2006.
