تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السلطة الفلسطينية تتخلى عن كلّ شيء، ثم تأتي لتحرّض على الآخرين!!

 

خاص/ محطة أخبار سورية
 
قيل لرجل متزوج من زوجة جميلة يحبها كثيراً أن زوجته تذهب كلّ يوم بعد رحيله إلى الغابة المجاورة وتقضي بعض الوقت هناك مع عشيقها. فالتفت الرجل نحو الغابة وقال متهكماً: من ها الشجرتين عملتوا غابة؟؟
لست أدري لماذا خطرت ببالي هذه الطرفة وأنا أشاهد تكذيب قادة السلطة الفلسطينية ومفاوضيها مع الإسرائيليين لما نشرته قناة الجزيرة من وثائق تبيّن تنازلهم عن كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية وتآمرهم على المقاومة.
وتنشر القناة القطرية منذ أيام، وثائق تؤكد أن هؤلاء القادة ومن يمثلهم في المفاوضات مع الإسرائيليين قد تخلوا عن كل شيء تقريباً؛ عن الأراضي وعن حق اللاجئين بالعودة، بل ونسّقوا مع الأعداء ضد المقاومة ووجهوا ضربات مباشرة ضد قادتها وتم اغتيال عدد منهم. أكثر من ذلك، ان السلطة "الوطنية الفلسطينية" كانت تلحّ على المنسق الأمني في الأراضي الفلسطينية الجنرال الأميركي كيث دايتون لإقناع إسرائيل بتعزيز تسليحها القوى الأمنية الفلسطينية لمواجهة حركة حماس..
واللافت أن الرئيس "الفلسطيني" محمود عباس وصف الوثائق التي تنشرها قناة الجزيرة بأنها «محرّفة»، فيما قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أن السلطة تدرس مقاضاة قناة الجزيرة على حملة التحريض ضد مواقفها في ما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل. وقال إن كل الخيارات مفتوحة، لأن الطريقة التي تعرض بها «الجزيرة» الوثائق تحرّض على القتل وعلى العصيان. إذن، لماذا عملتوا من هالشجرتين غابة؟؟
بالطبع لم يُقدم الرئيس عباس ولا السيد عريقات على تقديم أدلة تنفي ما تعرضه قناة الجزيرة، ولم يقارعا الأدلة بالأدلة والوثائق بالوثائق. المهم أيضاً، الهجوم على قناة الجزيرة، والمهم الهجوم على أمير قطر واتهامه للتعمية، وليس التخلي عن الأراضي المحتلة وحقوق اللاجئين والقدس والتآمر على المقاومة حتى النهاية وحتى تصفيتها لتخلو الساحة لهولاء!!
وقد يصبح الأمر المهمَّ غداً وربما أصبح من الأمس، هو مَن سرّب هذه الوثائق إلى قناة الجزيرة؟ هل تم تقديمها هدية من طرف أراد كشف هؤلاء وفضحهم؟ أم هل باعها طرف ما للقناة الفضائية وقبض ثمنها؟ فقد تكون المبالغ التي دفعت لقاء الحصول على الوثائق مرتفعة، فكيف لم يحصل هؤلاء المقاولون عليها؟
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، الإسرائيلي الهوى، وفي لقاء مع قناة CNN، قال إنه لا يصدق بأن محمود عباس، قد عرض بالفعل هذا الحجم من الأراضي على إسرائيل! معه حق، فمن غير الممكن ان تكون التنازلات المجانية قد بلغت هذا الحد ومن غير المعقول أن تكون الخيانة قد بلغت هذا الدرك.
بالأمس، قال عضو في مركزية «فتح» ان فلسطين ليست تونس لتنتفض على السيد عباس وان مؤامرة قطر للإطاحة بأبي مازن سقطت. لم يعد ينقص شعبنا الفلسطيني سوى تأليه السيد محمود عباس وأعوانه! ولم يعد ينقص شعبنا الفلسطيني غير المزيد من الإحباط. فلماذا يجد هذا المسؤول الفتحاوي نفسه متأكداً من أن الشعب الفلسطيني لن ينتفض؟ هل لأنه لم يعد هناك من شخص أخر يمكنه قيادة الشعب غير محمود عباس أو صائب عريقات وأحمد قريع وبالتالي لن يفرّط الشعب بهذه التحف الثمينة؟؟ أم أن كلّ الكلام هو لذرّ الرماد في العيون؟؟
مشكلة كبيرة حقاً يواجها الشعب الفلسطيني؛ تآمر قيادته من جهة، وضغط العدو الإسرائيلي المحتل من الجهة الأخرى.. لكن تزايد آلام المخاض ربما تشير إلى قرب الولادة والفجر الجديد!!
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.