تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فجور شخصيات 14 آذار وغاياتها؟!

 

 
خاص/ محطة أخبار سورية
 
 
بعد متابعة بعض وسائل الإعلام والصحف الصادرة اليوم الأربعاء(26/1/2011)، يمكن جمع حصيلة لا بأس بها من تصريحات عدد من الشخصيات المنضوية تحت ما يعرف بفريق الرابع عشر من آذار في لبنان، وهي التي خسرت رئاسة الحكومة اللبنانية والأكثرية النيابية وتحولت إلى مقعد المعارضة.
فقد رأى النائب خالد زهرمان ان موقف الرئيس نجيب ميقاتي في تأليف الحكومة صعب جداً، "ولا أعرف الى أي مدى يستطيع الصمود تجاه الضغوط وبالفعل هو يحمل كرة نار".. واعتبر ان "البلد أصبح مضطهداً ورهينة ولا يمكن التفرج". وأبدى اعتقاده ان "الرئيس ميقاتي سيتراجع عن التكليف لأنه سيصل الى حائط مسدود"، لافتاً الى "أننا متجهون الى عزلة دولية والى أزمة اقتصادية".
ولفت النائب خضر حبيب إلى أنّ "الاستشارات النيابية تمت بطريقة غير دستورية وغير ميثاقية"، وأشار إلى تعرّض النائب وليد جنبلاط لضغوط كبيرة من قبل حزب الله وحلفائه ما دفعه الى العدول عن ترشيح الحريري.
ووصف النائب محمد الحجار ما يجري على الساحة اللبنانية بـ"مشروع انقلابي" يقوم به الطرف الآخر، ارتدى لباساً دستورياً بمضمون استفزازي للانقضاض على الدولة والإمساك بالسلطة.
ورأى عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش أن "التحرك الذي يقوم به المستقبل يأتي للتعبير عن الغضب ورفض المشروع الانقلابي الذي قام به حزب الله"، مؤكداً أنه سيبقى في إطاره السلمي المحض".
ورأى وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة ان "هناك فرقاً بين مظاهرات عبّر فيها الناس عن غضبهم وبين مظاهرات مسلحة تستبيح المدن". وقال منيمنة: "لقد حصل في المظاهرات بعض أنواع الشغب، ولكن هذه الأمور تحصل في تظاهرات طلابية، ونحن في الأساس قمنا بإدانة كل أنواع الشغب الذي حصل".
وأوضح النائب أحمد فتفت أن "من حق اللبنانيين التعبير عن رأيهم السياسي بشكل حضاري ومن دون أي تجاوز للقوانين.
ورأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أنه "يجب ان يكون هناك إطلاق لحركة مقاومة مدنية سلمية بمواجهة سلاح حزب الله".  
وبعد سماع وقراءة تصريحات هؤلاء يمكن القول ان هذه الشخصيات والقوى والأحزاب تعكس في مواقفها الجديدة ما يلي:
أولاً، عدم قبولها بنتائج الاستشارات النيابية التي أفضت إلى خسارتها رئاسة الحكومة وفقدانها الأكثرية النيابية وعدم تحمّلها لهذه الخسارة التي لم تكن متوقعة على ما يبدو. وهي غير مهيأة بعد لقبول هذه النتائج في الأيام المقبلة وتستعد لافتعال المزيد من المشاكل لعرقلة تأليف الحكومة اللبنانية وسدّ كلّ المنافذ في وجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لدفعه للتراجع وإعلان الفشل وبالتالي لتتمكن هذه القوى من العودة للسلطة التي أدمنتها.
ويتضح من حجم التصريحات أن ما أعلنه الرئيس سعد الحريري ـ الذي يعتبر نظرياً قائد هذه القوى ـ  بالاحتكام إلى الدستور والقوانين ليس موضع تنفيذ، لأن الجميع يقفز فوقه ويهدد ويحاول خلق ثغرات جديدة للتحايل على الدستور والعيش المشترك عبر الإيحاء بأن تكليف الرئيس ميقاتي ليس ميثاقياً، وأنه تم الضغط على بعض النواب لتغيير مواقفهم (مع أن الكثير من الإشارات تؤكد ان هؤلاء وحلفائهم هم من مارسوا هذه الضغوط، وكلنا يذكر دور السفيرة الأمريكية)، وبالتالي فإن هذا يجعلهم في حلّ من الدستور والميثاقية ويعطيهم المجال لاستمرار الطعن بشرعية الرئيس المكلف ومحاولة الضغط عليه وابتزازه.
ثانياً، التهويل بأن البلد أصبح رهينة وأنه متجه الى عزلة دولية والى أزمة اقتصادية وأنه لايمكن التفرج. وتحت هذا الكلام سوف يبرر هؤلاء استمرار طلب التدخل الدولي والتحريض المذهبي والطائفي وخلق جو من الشحن والقلق وعدم الاستقرار وهو ما يعرقل عمل الحكومة العتيدة إن لم يمنعه بالكامل.
ثالثاً، يمارس هؤلاء أبشع أنواع الممارسات التي كانوا ينتقدون الفريق الآخر لأنه قام ببعضها، ومنها اللجوء إلى الشارع. والبدعة الجديدة التي ابتكروها، هي التفريق بين أنواع المظاهرات "مسلحة" وغير مسلحة. وهذا كلام سخيف وهو "فلسفة للفساد" يُراد منه تشريع الفوضى والتقليل مما قام به أنصار قوى 14 آذار في اليومين الماضيين من شغب وتخريب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. والتفريق بين أنواع المظاهرات يكون بناء على ما يتم في هذه المظاهرات وما ينتج عنها. وما حصل في اليومين الماضيين من هجوم على وسائل الإعلام وحرق مكاتب بعض الوزراء والاعتداء على الجيش اللبناني، لم يجرِ في مظاهرات "حضارية" ولم يكن حضارياً، وتجاوز التعبير عن الرأي السياسي "بشكل حضاري" وتجاوز القوانين.
رابعاً، تسعى هذه الشخصيات للهروب إلى الأمام وتفتعل مشاكل جديدة وتطرح مشاريع وأفكار لم تقدِم إسرائيل على مثلها. وعندما يتكلم البعض عن المقاومة المسلحة في وجه حزب الله ـ يكون يطرح بشكل ما ـ الحرب الداخلية الأهلية ويهيأ لها. وهو يحاول القيام وتحقيق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه في الحروب المتكررة على المقاومة. والغريب أن الذي يطرح المقاومة ضد سلاح المقاومة وينعت هذا السلاح بأبشع النعوت والأوصاف، لم يطالب يوما بالمقاومة ضد إسرائيل ولم يسعَ إليها..
لن يتوقف هؤلاء الجياع للسلطة عن فبركة القصص والأقاويل، ولن يحتكموا إلى العقل على ما يبدو.. والخشية ان تجرّ حماقاتهم المزيد من الأهوال والويلات على لبنان.. لقد نصحهم أقرب أصدقائهم بالتروي والاحتكام للدستور والقوانين والمواثيق ومبدأ العيش المشترك وذكّروهم بأسباب فشلهم ونصحوهم بالكف عن الافتراء والاعتراف بالحقيقة وقبولها..... لكن لا صدى يوصل!!..
 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.