تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مسيحيو 14 آذار.. والبحث عن دور!!

خاص /محطة أخبار سورية

 

ذكرت صحيفة النهار(24/1/2011) أن الجناح المسيحي في قوى 14 آذار دخل بصخب سياسي وإعلامي معركة الساعات الأخيرة قبل موعد الاستشارات النيابية للتكليف برئاسة الحكومة. ووجه المجتمعون كتاباً إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان طالبوه فيه  "بدعوة جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي إلى القيام بواجباتهما لحماية لبنان"، وأكدوا أن المسيحيين "لن يقبلوا تحويل وجه لبنان والنظام فيه الى ديكتاتورية دينية مثل إيران، كما لن يقبلوا العودة الى الوصاية التي أسقطوها".

واية محاولة لتحليل منطقي لما قام به هؤلاء يقودنا الى الاستنتاجات التالية:

 

أولاً، تحدث المجتمعون باسم المسيحيين في لبنان عامّة وكأنهم يمثلونهم جميعا . ولا ندري على أي أساس قرروا أنهم يمثلون الكلّية أو الأغلبية المسيحية ليتحدثوا باسمها. فإذا كان المعيار الانتخابات النيابية والبلدية، فهؤلاء لا يمثلون إلاّ عددا ضئيلا من المسيحيين، وبالتالي لا يحق لهم التحدث باسمهم عن الخيارات التي يختارها المسيحيون أو أن يملوا على المسيحيين ما يريدون هم من خيارات.

 

ثانياً، خاطب هؤلاء الرئيس سليمان لينذروه بأن "فريق حزب الله بدأ انقلاباً على السلطة" معتبرين أن "هذا الانقلاب الجاري تنفيذه يستهدفه كما يستهدف حرية لبنان واستقلال دولته ونظامه الديمقراطي". والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن أولاً، هو: هل الرئيس التوافقي ميشال سليمان جاهل إلى هذا الحدّ ولا يعرف مصالحه ومن يستهدفه ويستهدف البلاد حتى يتجرأ هؤلاء عليه ويقدمون على تحديد المخاطر التي تهدده؟! ألم يقل الرئيس سليمان أكثر من مرّة أن لديه معطيات لا يملكها الآخرون، وأنه في ضوء هذه المعطيات والمعلومات يبني مواقفه؟؟ إذن لماذا محاولة الضغط على الرئيس لإجباره على الخروج من موقعه الوسطي والتوافقي، أم هي محاولة لجعل الرئيس سليمان طرفا ضد طرف وزجّه في مواقف تضعفه وتضعف موقع الرئاسة؟؟

من جانب أخر، ألم يقرّ رئيس تجمع هؤلاء رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بأن الخطوة التي أقدم عليها وزراء المعارضة هي خطوة دستورية وإنه يقبل باللعبة الديمقراطية؟؟ إذن أين الانقلاب الذي يتحدثون عنه؟؟

 

ثالثاً، أعلن هؤلاء أنهم لن يقبلوا أن "تضع ميليشيا مسلحة يدها على الدولة والبلاد. فأربعون ألف صاروخ لا تهزم إرادة شعب قرر العيش بكرامة". هل تريد إسرائيل أكثر من ذلك؟ بل، هل قالت إسرائيل أكثر مما قالوا، وهل طالبت بأكثر مما طالبوا؟! هم يعتبرون المقاومة التي حرّرت الأراضي اللبنانية المحتلة والتي ردعت إسرائيل وما تزال، باعتراف إسرائيل نفسها، ميليشيا مسلحة. فهل هناك افتئات على المقاومة أكثر من ذلك؟ منذ متى كان لشعب من الشعوب إرادة يعبّر عنها وهو لا يمتلك أي سبب من أسباب القوة؟؟ وإذا كان لديهم من هذه الأسباب حقاً، كما يدّعون، فلماذا يحتاج لبنان إلى الحماية التي يستجدون الرئيس الطلب من الأمم المتحدة والجامعة العربية لتأمينها؟؟

 

رابعاً، يقول هؤلاء "لا نرضى بأن نكون أهلَ ذمة لحزبٍ فئوي أو دولةٍ خارجية... نحن نبحث عن حمايةٍ لوطننا في وجه ظلاميةٍ إيرانية زاحفة، وفي وجه استبدادٍ شقيق". ماذا أبقوا من اتفاق الطائف الذي يتشدقون به ويطالبون بتطبيقه كلّما دق الكوز بالجرّة؟؟ أين العلاقات المميّزة مع الشقيق الذي يتحدثون عن استبداده؟ ألم يذهب رئيسهم سعد الحريري إلى إيران ويعمل على تطوير العلاقات معها أيضاً؟؟ إلى ذلك، هم يدّعون أنهم يطلبون الحماية للبنان، لكن ماذا يسمّون الذي حققته المقاومة في وجه إسرائيل، والشهداء الذين سقطوا في الجنوب اللبناني ضد الجيش الإسرائيلي المحتل، وهؤلاء الذين حرروا الجنوب؟ هل كانوا يموتون لحماية إيران أو سورية أم السعودية أم الموزامبيق؟؟ من أعطى الجناح المسيحي في14آذار صك الملكية الحصرية للبنان ليقرروا نوع المخاطر وكيفية مواجهتها وليستبعدوا الآخرين عن ذلك، ومنهم الرئيس اللبناني نفسه والمقاومة التي أثبتت بالفعل أنها الحصن الأول للدفاع عن لبنان؟؟

خامساً، خاطب هؤلاء في كتابهم الرئيس سليمان بالقول إنه "من حقّنا وحقّكم أن نضع العالم أمام مسؤولياته"، وحجّتهم أنهم يواجهون "مشروعاً إقليميا لتغيير وجه لبنان وجعله دولة مارقة". لابد وأن الرئيس سليمان لم يكن يعرف حقوقه الدستورية حتى جاء هؤلاء ليعلموه هذه الحقوق ويشرحوها له بخبرتهم وحنكتهم؟! ولكن السؤال البديهي الذي يكشف النفاق والزيف هو؛ لمصلحة مَن يتم تحويل لبنان إلى دولة مارقة؟ هل من مصلحة سورية تحويل لبنان إلى دولة مارقة؟ أم من مصلحة إيران أم أنه من مصلحة السعودية أو الأردن مثلاً؟؟ هل لسورية وإيران مصلحة غير استقرار لبنان وتطوّر نظامه لبناء علاقات سياسية واقتصادية مثل تلك القائمة مع تركيا على الأقل؟؟ ألا تتماهى هذه العبارة التي يسوقها هؤلاء مع التوصيفات الأمريكية لبعض دول المنطقة؟ أليس الغرض منها لفت انتباه الغرب وشحذ هممه للتدخل الذي يمنعونه عن الآخرين؟؟

هناك الكثير يمكن الحديث عنه والرد عليه وتوضيحه، ولكن ما الفائدة!! يبدو أن البعض في لبنان دأب على النفاق والتهويل وامتهن التزوير وقلب الحقائق، وهذا البعض راقه استدراج الخارج عند كلّ صغيرة وكبيرة، وهان عليه اتهام الآخرين والقيام بكلّ ما يريد لحماية مصالحه الخاصة في السلطة والاقتصاد على حساب الوطن والشعب.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.