تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العلاقةالصينية–الإيرانيةفي مواجهة واشنطن وحلفائها

 

محطة أخبار سورية

تقارب الباحثة الأميركية، الصينية الأصل، كريستينا لين العلاقة الصينية – الإيرانية من زاوية مصلحة بكين في مواجهة النفوذ الأميركي في الخليج كما في ميدان الملف الدائم الحراك في الأرخبيل الكوري. من هنا، تبدو علاقة بكين بطهران أقرب الى الالتزام الاستراتيجي منها الى اللحظة السياسية، بحسب ما يوحي مضمون التقريرالمنشور في معهد الاستشارات الاستراتيجية والاقتصادية والامنية في العاصمة الأميركية، والذي جاء فيه:

" في 23 تشرين الثاني 2010، قصفت مدفعية كوريا الشمالية جزيرة يونغ يانغ التابعة لكوريا الجنوبية ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح 19 آخرين. وهذا هو الهجوم الثاني التي تشنه جمهورية كوريا الديمقراطية هذا العام على جارتها الجنوبية بعد أن كانت قد قامت بنسف وإغراق السفينة الحربية "تشيونان" التابعة لكوريا الجنوبية في 26 آذار/مارس، ما أدى إلى مقتل 46 بحاراً. ومن الناحية الفنية لا تزال الكوريتان في حالة حرب، حيث وقعتا على هدنة في عام 1953 لكنهما لم توقعا على معاهدة لإنهاء الحرب الكورية.

وعلى الساحة الدولية تعمل الصين على دعم كوريا الشمالية. ومن المألوف عالمياً اليوم النظر إلى الصين من منظور اقتصادي، إلا أن الجغرافيا السياسية، وليس الاقتصاد هي التي تدفع بكين إلى دعم بيونغ يانغ من أجل هدفها الأوسع وهو تضييق الخناق على تايوان.

إيران في حسابات الصين الاستراتيجية

تتمثل استراتيجية الصين في "الخليج العربي" بالحفاظ على "الخليج" مفتوحاً من خلال المواءمة مع إيران بسبب الخوف من قيام حظر بحري أمريكي على إمدادات الطاقة إلى الصين في حال حدوث أزمة بين بكين وتايوان. وفي مقال في صحيفة "ستراتجي آند مانيجمنت" عام 2000، قال الكاتب تانغ شيبينغ ان الصين يجب أن تصطف مع إيران لمواجهة الهيمنة الأمريكية في "الخليج" عن طريق وكلائها العرب مثل المملكة العربية السعودية ودول " الخليج" الأصغر. وبما أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسيطرون على الضفة الغربية من "الخليج"، ستصطف الصين مع إيران من أجل السيطرة على ضفة "الخليج" الشرقية ومنع إغلاقه التام من خلال فرض حصار بحري. وعلى المدى القصير، تشرع الصين ببناء إنشاءات محمومة لخطوط الأنابيب البرية والسكك الحديدية، وكذلك طرق سريعة لتجاوز "خطوط الاتصالات البحرية" الخاضعة لحراسة دوريات البحرية الأمريكية، بينما تعمل بثبات على بناء قدراتها البحرية على المدى البعيد.

رابط الأسلحة بين إيران وتايوان

تنخرط الصين في تعاون عسكري مع إيران لمواجهة الولايات المتحدة. ويقول وو بينغ بينغ، استاذ الدراسات العربية في جامعة بكين، إن تايوان قضية حساسة وعاطفية جداً بالنسبة للصين، كما أن "قانون العلاقات مع تايوان" يمثل عاملاً في استراتيجيتها في "الخليج". ونظراً لأن الولايات المتحدة تبيع أسلحة إلى تايوان، تقوم الصين بأعمال مضادة، رداً على موقف الولايات المتحدة، من خلال تعاونها النووي مع إيران.

وفي الواقع، أثناء الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات من القرن الماضي، قامت الصين وبصورة منتظمة بتزويد إيران بالأسلحة والصواريخ المضادة للسفن من طراز "سيلك وورم". وفي أيلول/سبتمبر 1992، عندما أعلن الرئيس جورج دبليو بوش عن بيع 150 مقاتلة من نوع "إف- 16" إلى تايوان، احتجت الصين بقولها إن ذلك يعد انتهاكاً لـ "إعلان شنغهاي" من عام 1982 حول مبيعات الأسلحة الأمريكية والصينية. وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن بيع تلك المقاتلات، بدأت تظهر على الساحة تقارير تفيد بأن الصين تقوم بنقل ثلاثين صاروخاً كاملاً من طراز "إم-11" إلى باكستان بانتهاك لـ "نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف". كما قامت الصين بنقل مكونات صواريخ وتقنيات إنتاج إلى إيران.

وعلاوة على ذلك، لعبت الصين "الورقة النووية" الإيرانية ضد الولايات المتحدة. ففي 10 أيلول/سبتمبر 1992، وبعد ثمانية أيام من إعلان الرئيس بوش الأب عن بيع طائرات "إف-16"، وقعت إيران والصين علناً اتفاقاً للتعاون النووي وبيع عدة مفاعلات نووية. وترى الصين أن ما يطلق عليه البعض بأنه "انتشار" نووي يسميه آخرون " مبيعات أسلحة"، وقد استمرت بكين على مدار السنين في إثارة رابط إيران - تايوان، تماماً مثل رابط كوريا الشمالية - تايوان. ونظراً لموقف الصين، يبدو أنه من غير المرجح أن تتعاون هذه الأخيرة مع باقي الدول، في اجتماعات الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا، بشأن البرنامج النووي الإيراني. وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت مؤخراً أدلة تفيد بأن الصين تسمح لكوريا الشمالية بنشر أسلحة دمار شامل في إيران عن طريق الأراضي الصينية، فضلاً عن قيام شركات صينية بتوفير سلف لعوامل الأسلحة الكيميائية إلى إيران.

موقف اسرائيل وحلفاء واشنطن

في ضوء التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية في شرق آسيا، تراقب إسرائيل ودول "الخليج" الحليفة للولايات المتحدة رد الفعل الأمريكي تجاه حليف وقع تحت هجوم، حيث قد تواجه هذه الدول أيضاً تهديداً من قبل إيران. وفي هذا الصدد، ذكر أحد الباحثين في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، في مؤتمر بـ "مركز ويلسون" في واشنطن في تموز/يوليو 2010 أن لدول "الخليج" مشكلتها الخاصة؛ على غرار مشكلة تايوان. ومن المعروف أنه يوجد للإمارات العربية المتحدة نزاع مع إيران حول ثلاث جزر؛ وذكر الباحث أن دول "الخليج" تنظر إلى تايوان باعتبارها اختباراً تجريبياً لضمان قيام الغطاء الأمني الذي توفره الولايات المتحدة. وأشار إلى أن هذه الدول قد رأت بأن الولايات المتحدة لم تفعل شيئاً عندما قامت كوريا الشمالية بإغراق السفينة "تشيونان". فإذا وصل الأمر بدول "الخليج" إلى قيام إيران بإغراق إحدى السفن، فما الذي ستفعله الولايات المتحدة لحماية حلفائها؟ وبالتالي فإن الطريقة التي تتعامل بموجبها الولايات المتحدة مع حلفائها في شرق آسيا، ذات صلة بدول "الخليج".

ويمثل ذلك أيضاً أهمية بالنسبة لإسرائيل. فقد راقبت الصحافة الإسرائيلية عن كثب الأحداث التي جرت في شبه الجزيرة الكورية لأن إيران تحاكي ألاعيب كوريا الشمالية. فخلال الأشهر القليلة الماضية تضمنت العناوين الصحفية نماذج من قبيل "لماذا تمثل كوريا الشمالية الوقحة قلقاً لإسرائيل"، و"بينما تراقب إيران كوريا" و"كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وإسرائيل وإيران". ومع وجود مثل هذه التداعيات الكبيرة حول مصداقية المظلة الأمنية الأمريكية وتأثيرها على سلوك الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية، تمارس واشنطن مرة أخرى دبلوماسية الزوارق الحربية".  

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.