تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قبل تفجير الإسكندرية.. وبعده!!

خاص/محطة أخبار سورية

أياً يكن موقفك من النظام المصري معه أو ضده، فهذا ليس وقت التعبير عن مواقف من هذا النوع وليس وقت المناكفات. ما حصل في الإسكندرية من تفجير ضد كنيسة القديسين، هو عمل إرهابي صارخ مرفوض ومدان لأنه أودى بحياة الأبرياء من المسيحيين والمسلمين ولأنه يهدد استقرار أكبر دولة عربية لم تشهد يوما صراعاً طائفيا أو دينياً. ومن نفّذوا هذا التفجير هم "مجرمون سفاكون للدماء يبرأ الإسلام منهم ومن جريمتهم"، كما أكد الدكتور يوسف القرضاوي(قناة الجزيرة 2/1/2011).

بعض أطراف المعارضة المصرية حمّلت النظام المصري المسؤولية في حادث تفجير الكنيسة بالإسكندرية، وطالب البعض الآخر من قادتها بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، بينما شهد تشييع ضحايا التفجير هتافات طائفية، ورشق مئات من المسيحيين قوات الأمن المنتشرة في المنطقة بالحجارة وعبوات المياه، وتزايدت الانتقادات القبطية للحكومة. ونقلت وسائل الإعلام أن حشود المشيعين رفضت تقبل تعازي الرئيس المصري حسني مبارك.. بل وانتقدت بعض المواقع القبطية الطريقة التي تعاملت بها أجهزة الأمن مع التفجير، وأشارت إلى تراخي السلطات المصرية في تأمين الكنيسة.

وسائل إعلام أخرى، أفادت أن شيخ الأزهر الإمام احمد الطيب زار بطريرك الأقباط البابا شنودة الثالث في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة، ولكن عند خروجه تجمهر عشرات الأقباط مطلقين هتافات مناوئة لزيارته وهاجموا سيارته.

واندلع اشتباك كلامي بين الفاتيكان والأزهر، وانتقد شيخ الأزهر دعوة البابا بيندكت السادس عشر إلى قادة العالم لحماية الأقباط، واصفا هذه الدعوة بأنها «تدخل غير مقبول» في شؤون مصر.

وقال شهود عيان، أمس، إن ثلاثة وزراء آخرين وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى خرجوا من باب الكاتدرائية الخلفي بعد التعزية، خشية تعرضهم للرشق بالحجارة.

ما حدث في مصر "شكّل صدمة" كما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية(2/1/2011)، في حين قالت السفير اللبنانية (3/1/2011) إن مصر واجهت في اليومين الماضيين واحداً من "أسوأ التحديات وأخطرها". لأن التفجير أدى الى اضطرابات طائفية في القاهرة وعدد من المدن الكبرى، في مؤشر على توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، و"على فراغ السلطة ودخولها في غيبوبة انتقال الحكم من الرئيس مبارك الى خليفة يمكن ان يستعيد هيبة الدولة المركزية ويحول دون اتساع ظواهر التطرف وعودة الإرهاب الذي سبق ان ضرب مصر في أكثر من موقع وأكثر من مناسبة".

وكتب رئيس تحرير السفير طلال سلمان في افتتاحيته إن الانفجار القاتل في كنيسة القديسين بالإسكندرية هو "إنذار بزلزال يتهدد مصر ومعها المستقبل العربي جميعاً بخطر داهم على المصير". وخلص إلى أن التآمر على مصر هو ذروة التآمر على العرب في حاضرهم ومستقبلهم. وردة الفعل العربية، شعبياً ثم رسمياً، كانت عظيمة الدلالات: لقد أحس كل عربي أن نار الفتنة تتهدده في منزله. وطالب "العرب أن يحموا حاضرهم ومستقبلهم بحماية مصر".

وبعد!! لنكمل من حيث انتهى سلمان. فالمطلوب من العرب جميعاً أخذ المبادرة لوضع حدّ لما يجري سواء في العراق أو في اليمن أو في السودان أو في لبنان وفي مصر.. لم يعد ممكناً ومن غير المقبول أن يبقى العرب متفرجين وأوضاعهم تزداد سوءاً والضغوط الدولية تحيط بهم من كلّ جانب وتتزايد لمحاصرتهم.

لماذا لا تتم الدعوة لعقد قمة عربية مفتوحة، مثلاً، للبحث بالتهديدات التي تطال الأمة العربية.. ولتجديد التعاون بين الدول العربية إعلامياً وسياسيا وأمنيا وعسكريا... وكلّ أنواع التعاون لوقف مسلسل تشويه صورة العرب والمسلمين والإسلام والخروج من حال المراوحة المقيتة التي تمرّ بها الأمة ولوضع مفهوم جديد للأمن القومي العربي، والعمل على حماية هذا الأمن وتعزيزه.

ولعلّ المطلوب من مصر أولاً، أن تستنفر كلّ قواها وتجنّد كلّ طاقاتها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الدامية، وثانياً، لمعرفة الفاعلين ومن يقف خلفهم، ومقاصصتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن يلعب بالأمن القومي المصري والعربي، ولا يجوز، في هذا الإطار، تحميل المسؤولية لفاعلين وهميين حتى لا يبقى الفاعل الحقيقي حرّاً طليقاً فتتكرر مثال هذه الأعمال الإجرامية التخريبية الدامية..

هذه العملية وما يشابهها من عمليات ضد أفراد محددين أو فئات من قطاعات الشعب في مصر والعراق أو أي دولة عربية هي فتنة صرف، وهي ضرب لاستقرار الأمة بكاملها.. ولا يكفي لعن الفتنة وموقظها، بل يجب القضاء عليها ومَن يقف خلفها قبل تحريكها وإيقاظها، لضمان سلامة الأمة..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.