تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فيلتمان في بيروت.. زيارة تخريبية!!

فجأة حط مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان في بيروت. الحماسة المفاجئة لدعم استقرار لبنان وسيادته ودعم المحكمة الدولية التي هبطت على السيد فيلتمان لايمكن فصلها عن السياق اللبناني الداخلي والإقليمي المتصلان دائماً واللذان يشهدان تطورات متسارعة جداً.

فالساحة اللبنانية الداخلية شهدت مؤخراً توتراً كبيراً بين داعمي ومؤيدي شهود الزور ومفبركيهم، وبين من يريد معرفة الحقيقة الفعلية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. والطرف الثاني يرى أن ذلك يتم عبر محاسبة شهود الزور ومن خلفهم لأنهم ضللوا التحقيق الدولي وأبعدوه عن العدالة والحقيقة الفعلية. وهذا الفريق حقق انتصارات مهمة وكبيرة. فالتركيز على هذا الملف أدى إلى اعتراف الفريق الأول بوجود هؤلاء الشهود وبدورهم المخرّب. والتركيز على هذا الملف فضح تسييس المحكمة الدولية وغاياتها ودورها كوسيلة في استهداف المقاومة الوطنية اللبنانية ومن يؤيدها. فهذه المحكمة فقدت مصداقيتها وسمعتها عبر اتهام سورية مرة وحزب الله مرة أخرى وربما إيران أو السعودية في مرحلة لاحقة، وعبر تدخل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي لإعلان مضمون قرارها الظني أو تبرع السفراء الغربيين للبوح بمضمون هذا القرار، أو عبر تسريب هذا المضمون لبعض وسائل الإعلام المشبوهة.

واللافت أن هبّة فيلتمان تأتي بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان والخلل الذي سببته هذه الزيارة في الأوساط الإسرائيلية والإرباك الذي أحدثته في صفوف العدو، وامتعاض بعض الأطراف اللبنانية التي لا تريد للمقاومة في وجه إسرائيل أن تكون، ولاسيما أيضاً بعد أن قدّم الرئيس أحمدي نجاد دعماً واضحاً وصريحاً للمقاومة وبعد الترحيب الجماهيري الذي لقيه نجاد في بيروت وقرى الجنوب اللبناني الصامدة.

وهبّة فيلتمان تأتي بعد أن تضعضعت قوى الرابع عشر من آذار ولم يبق منها سوى "الوهم" الذي تعيش خلفه ويجمعها. ويبدو أن زيارة السيد الأمريكي "المتخفية" جاءت ليس لدعم استقرار لبنان وسيادته، ولكن لدعم حلفاء فيلتمان الذين ترتعد فرائصهم ولشدّ "براغي" مواقفهم المترنحة ومنعهم من الانهيار..

فمن يصدّق أن فيلتمان وإدارته يريدان حماية سيادة واستقرار لبنان وهما يرفضان تزويد جيش هذا البلد بأي نوع من وسائل القوة أو أي أسلحة تمكّنه من الصمود في وجه إسرائيل ومواجهتها، وهي التي تنتهك "السيادة" اللبنانية وتهدد الاستقرار اللبناني كلما أرادت ذلك، وبكل الأشكال والأساليب والطرق، وتهدد مواطنيه وتعتدي على أرضه ومياهه وسماه وكرامته.

ومن يصدّق أن فيلتمان يريد المحكمة الدولية لمعرفة حقيقة من اغتال رفيق الحريري، وليس لاستهداف المقاومة الوطنية اللبنانية. فهل تاريخ فيلتمان وتاريخ بلاده يشهد على هذه النية الطيبة التي يدّعيها!؟

زيارة فيلتمان إلى بيروت هي زيارة فتنة وتخريب لأنها تأتي عشية الجهود العربية والإقليمية المكثفة لترتيب الوضعين اللبناني والعراقي وهذا ما لا يصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة اللتان تريدان استمرار التوتر والقلاقل في المنطقة ليكون لهما موطئ قدم على أرضية الخلافات والانقسامات والتوترات. ربما تأخر فيلتمان قليلاً، لأن قافلة السلام والاتفاق أقلعت قبل وصوله..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.