تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أمريكا دمّرت العراق وغرقت بمستنقع"الفوضى الخلاقة"

 

محطة أخبار سورية

 

الدمار الشامل للعراق شعبا وأرضا هو ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في غزوها الهمجي للعراق بلد الحضارة الراقية فاستعملت ضده كل الأساليب الهمجية في التدمير الفظيع والإجرام الموغل في هذه الدراسة عبارة عن سلسلة من المقالات توزعت هنا وهناك عبر روابط ومواقع عديدة وقد طلب مني بعض الأصدقاء جمعها في سفر واحد وهاني أقوم بهذا العمل بالرغم من أن الوقت يتسارع والأحداث تحاول الافلات من التدوين ولكن الجرائم البشعة لأعداء هذه الأمة الظاهرين و المستترين أكبر من أن تنسى أو يقع التعتيم عليها و تغطيتها.

 

فقد انكشف المستور وفاحت رائحة الجرائم البشعة من أبو غريب الى الفلوجة وتلعفر و حديثة و القائم و الموصل وبغداد والناصرية و النجف وكل المدن والقرى العراقية بل كل أسرة عراقية فقدت أعزة لديها في هذا الغزو الهمجي الذي مس كل مناحي الحياة في العراق خدمة لكل المشاريع المشبوهة في المنطقة من الصهيونية الى الصفوية الى الصليبية التي اشتركت معا في احتلال العراق وتدميره تدميرا منهجيا غير مسبوق في تاريخ الجرائم الكبرى ضد الانسانية لذا فان هذا الكتاب محاولة للكشف عن جزء قليل فقط من الدمار الشامل للعراق وهي نفس الحجة التي جاء بها المجرمون ذرا للرماد في العيون.

 

إعدام وتهجير العلماء و الخبراء

 

ان هذه الجريمة البشعة التي أقدم عليها الاحتلال الثلاثي للعراق تؤكد الوجه القبيح للاحتلال وأن أهدافه الخبيثة تتمثل أساسا في تفريغ العراق من كفاءاته العلمية والثقافية، ذلك أن العراق وصل قبل الاحتلال درجة مرموقة في مجال البحث العلمي وأن نسبة التمدرس كانت عالية جدا في صفوف شعبه الى حد أنه قد قضى نهائيا على الأمية ووصل الى نفس نسب الدول المتقدمة وحقق علماؤه انجازات نوعية هامة في كافة التخصصات.

 

الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الكيان الصهيوني لذا تآمرت قوى الشر المتربصة بالعراق على استنزاف هذه الثروة العلمية الهامة ونذكر جيدا كيف أن الكفاءات العراقية بعد عدوان 1991 على العراق و شعبه قد تمكنت في ظرف وجيز من اعادة كل شيء الى نصابه بالرغم من ضراوة الاستهداف و ظروف الحصار الجائر بحيث ان الاحصاءات الموثقة تقول 80%من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، أكثر من نصف الشهداء يحمل لقب أستاذ وأستاذ مساعد، و20% من العلماء المغتالين يحملون شهادة الدكتوراه وثلثهم مختص بالعلوم والطب فضلا عن الطيارين و كبار ضباط الجيش.

 

فكان لابد من اغتيال و اعدام هذا العقل الجبار لشعب العراق صاحب الحضارة الراقية التي تمتد لآلاف السنين وعلمت البشرية الكتابة و صاغت لهم قوانين حمورابي الشهيرة فكانت عصابات الشر الغازية بالمرصاد لهذه الحضارة العظيمة وكأنما خطط الدمار الشامل المعدة لهذا الشعب متناسبة مع ما ينجزه من منجزات راقية.

 

وقد اتجهت الأيدي الآثمة الى اغتيال و تهجير واعتقال العلماء العراقيين من أساتذة الجامعات و الأطباء و المهندسين و الخبراء في كافة التخصصات بما في ذلك الطيارين وذلك تدميرا للقاعدة العلمية التي بناها هذا الشعب منذ آلاف السنين.

 

الا أن شعبنا العظيم في العراق رغم كل معاناته و خسائره البشرية الفادحة جدا و المادية التي تفوق كل تصور وبشاعة الإجرام الذي مورس ضده فانه ابدع في مواجهة المحتلين وأسقط كل مشاريعهم الخبيثة والمسمومة لهم و لأذنابهم من العملاء الذين امتطوا دبابة المحتل لتدمير بلدهم وهم قلة لا محالة لأن معظم الشعب مع المقاومة التي قدمت انجازات نوعية في المواجهة العسكرية كسلاح السديد المضاد للطائرات أو ذلك السلاح الغريب الذي يشبه الأقلام و يخترق الدبابات وكذلك نوعيات جديدة من العبوات الناسفة و المعدلة و المطورة عراقيا و التي تدمر كاسحات ألغامهم المتطورة جدا قبل دباباتهم وتجعلها تتطاير في الهواء بجنودها فأي عظمة لهذا الشعب المضحي والمناضل وأي حقارة وبشاعة للمحتلين الظلمة والمجرمين ومن كان من أذنابهم سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه شعبنا على جلاديه و يحاسبهم و لو بعد حين على ما اقترفوه في حقه من جرائم فظيعة من بينها تفريغ العراق من علمائه.

 

التضليل الاعلامي

 

الاعلام هو عصب الحياة المعاصرة ومن تمكن منه فانه يستطيع ان يوجه العالم الوجهة التي يريدها وان العدو الأمريكي للأمة العربية و شعب العراق قد وظف الاعلام توظيفا فظيعا قبل العدوان وأثناءه وبعده وحتى الآن.

 

فقد ركز في البداية على الاسطوانة المشروخة لأسلحة الدمار الشامل التي يزعم أن العراق يملكها كما الزعم بالعلاقة القائمة بين العراق و القاعدة وكذلك ديكتاتورية النظام وتقتيله و سجنه للعراقيين وانتهاكه لحقوق الانسان الى غير ذلك من حملة التضليل الاعلامي المبرمجة و المخططة بعناية فائقة من أجل استسلام الشعب العراقي واستقبال الغزاة على أنهم محررون و رميهم بالورود.

 

ولكن الشعب العراقي و مقاومته الباسلة و بالرغم من الحصار الاعلامي قد كشفا زيف الدعاية الأمريكية وأثبتا بطلانها باستعمال المجرمين الأمريكان اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين وباراقة الدم والمعتقلات والتشريد للملايين ونهب ثروته ثبت الزيف وقد اضطلع بهذه المهمة اعلاميو العراق الشرفاء مستعملين الوسائل البسيطة المتاحة لهم، أي عبر الأنترنات في مواجهة أعتى آلة اعلامية في العالم و ما تملكه من امكانيات و اعتمادات ضخمة تصرف في شكل رشاوى لتغيير الوقائع.

 

وقد حرموا من الجرائد و المجلات والمحطات الفضائية وحتى فضائية الزوراء التي كانت اشبه بالخرساء فقط تظهر تناثر المركبات الأمريكية بفعل المقاومة الباسلة فانهم أسكتوا صوتها والهدف من ذلك تمرير السياسات المجرمة لدول العدوان ولكن رغم أنوف الغزاة ظهرت الحقائق تباعا ومنذ اليوم الأول للاحتلال حيث كانت مسرحية ساحة الفردوس واسقاط تمثال الشهيد صدام حسين رحمه الله.

 

التضليل الاعلامي لم يتمكن من اخفاء الحقائق بالرغم من تعمد العدوان الأمريكي قتل الحقيقة باعدام الصحفيين بدم بارد وعن عمد واضح هذا وقد تكشفت فظاعة الاحتلال عن طريق ما تعرض له العراقيون من صنوف التعذيب في المعتقلات واستهداف مباشر وكثيف للمدنيين العزل واعدام الكثيرين في بيوتهم أمام ذويهم وكذلك تكشفت فظاعات سجن أبو غريب وما حصل في الفلوجة من دمار رهيب جدا وانتصرت الفلوجة على أقوى جيش في العالم ثم كانت العودة اليها واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا.

 

كلها جرائم موثقة وغير خافية وقد تمكن العراقيون من توثيقها بالصوت و الصورة كدليل أمام التاريخ الانساني الشاهد على فظاعة الاحتلال و بشاعته وعلى مدى قدرة الشعب العراقي العظيم على التحمل والمقاومة رغم ان ذلك يفوق قدرات البشر العاديين ولكن العراقيين من طينة أخرى اذ يمتلكون رصيدا حضاريا لا يمتلكه الغزاة.

 

وفي النهاية اقدم لكم ما جاء في الوثيقة التي اعدها مركز صقر للدراسات الاستراتيجية وهو جهة محترمة جدا ومعلوماته موثقة وعلمية و لا يمكن التشكيك بها وهذه الوثيقة بعنوان احداث وضحايا العراق بالأرقام والتصريحات الموثقة وقد تضمنت عدة أبواب منها:

 

الحريات الصحفية:

 

- العراق الأول في قتل الصحفيين وهو الأسوأ عالميا في مجال التحقيق في جرائم اغتيال الصحافيين.

 

- "247" صحفيا عراقيا و أجنبيا قتل خلال سني الاحتلال، واختطف "64"؛ قتل اغلبهم ومازال "14" منهم في عداد المفقودين.

 

- "262" انتهاكاً عدد ما تم رصده من الأحداث و الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون مابين 3- أيار/مايو 2009 الى 3-أيار/مايو 2010.

 

- أكثر من "50" انتهاكا قمعيا خطيرا شهد يوم اقتراع الناخبين فيما تسمى بالانتخابات النيابية لوحده، كانت حصة محافظات كردستان الثلاث منها 23 انتهاكاً فيما شهدت بغداد و المحافظات الأخرى 27 انتهاكاً، مارستها جهات عسكرية و أمنية بحق الصحفيين و مؤسساتهم الإعلامية.

 

74- رفع "29" دعوى قضائية في قضايا النشر وممارسة العمل الصحفي من قبل شخصيات ومؤسسات حكومية ضد عدد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية شهد عام 2009.

 

- إقامة "23" دعوة قضائية أقامها مسئولون محليون ضد صحفيين مستقلين و مؤسسات إعلامية، بسبب نشرهم مواضيع تتحدث عن قضايا الفساد المالي و الإداري وكشف بعضها، و"35" دعوة قضائية في إقليم كردستان؛ شهد العراق العام الماضي.

 

- إن الأنظمة الخاصة بالبث الإعلامي خطوة حقيقية للوراء على مسار حرية الإعلام في العراق" و"لا يقتصر الأمر على منحها سلطات موسعة في إغلاق منافذ البث الإعلامي جراء مخالفات صغيرة وتقع للمرة الأولى، بل إنها تعرض حياة الصحفيين العراقيين لخطر جسيم.

 

- شهد عام 2009 "29" حالة "الاعتقال والحجز التعسفي للصحفيين" كانت لبغداد الحصة الأكبر فيها تليها محافظات كردستان العراق فيما توزعت الحوادث الأخرى على بقية المحافظات.

 

- كانت سنة 2009 كسابقاتها سيئة وخطيرة ومليئة بالبؤس على الصحفيين حيث "التهديد وإعاقة العمل الصحفي والقتل وخطف الأبناء والأقارب وتسجيل الدعاوى القانونية ضدهم.

 

 

التفجيرات الدامية

من يتحمل مسؤولية التفجيرات الاجرامية بالعراق و التي تحصل يوميا وتحصد قتلى وجرحى أبرياء من شعب العراق هل تفعل المقاومة بشعبها الذي يحتضنها هذا أبدا لا يمكن لشرفاء العراق أن تتلوث أيديهم بدماء شعبهم الزكية انها سلطات الاحتلال الصهيو صفوي صليبي حيث التقت مصالح هذا الثلاثي على تدمير العراق شعبا و أرضا و حضارة و تاريخا و نسيجا اجتماعيا ولذلك فانهم يتحملون المسؤولية كاملة عما أصاب العراق وشعبه من أذى كبير ولن يفلتوا جميعا من العقاب و لو بعد حين، فالأمة العربية وقواها الحية لن تنسى الدمار الشامل الذي حصل للعراق بفعل تلك التفجيرات الآثمة التي تستهدف شعبنا ومنجزاته.

 

المسرحية الدم قراطية وما أفرزته من نتائج متقاربة في عدد الأصوات وتشكيك بالنتائج من هذا الطرف أو ذاك ما هي الا لعبة مكشوفة من الاحتلال و أعوانه من العملاء الذين نصبهم حكاما للعراق وهم مافيات للسرقة و النهب والاجرام بحيث يتم الهاء الشعب العراقي عن معاناته من الاحتلال ليتوجه بكل قوته الى غير عدوه، أي الاقتتال العراقي العراقي تدميرا للذات وحماية للمحتل من ضربات المقاومة العراقية الضارية التي هزمت أكبر جيش في العالم و مرغت أنفه في أوحال دجلة و الفرات ودمرت اقتصاد اغنى دولة.

 

وحيث ان قوى الاحتلال لم تتمكن لحد الآن من اطفاء جذوة المقاومة فانها تتجه الى الشعب الحاضنة الطبيعية لهذه المقاومة فتنتقم منه لمؤازرته لها ووقوفه الى جنبها باحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوفه لعله يثور على هذه المقاومة ولكن شعبنا العراقي متفطن في معظمه الا قلة قليلة منه باعت نفسها للشيطان مقابل حفنة من الدولارات ولكن بالرغم من ضراوة الجراح التي يئن تحت وطأتها هذا الشعب دون استسلامه فانه يواصل بكل عزم واباء العمل على قبر المشروع الاستعماري وتدشين أفق جديد للبشرية على طريق خلاصها النهائي والبات من الشر الأمريكي و الصهيوني في المنطقة و العالم وتعليم البشرية دروسا جديدة في النضال كما علمها الكتابة و القوانين و الزراعة.

 

والمشهد العراقي الآن معمد بالدم و النار و العذابات وذلك أن الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة فلا بد أن يشتد اجرامه بنفس القدر الذي يشتد فيه قبول شعبنا للتضحيات من أجل حريته و كرامته ودفاعا عن أمته العربية من الهوان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.