تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسرائيل تهوّد الأراضي وعباس يبخّر!!

لسنا ضد الرئيس الفلسطيني كشخص وليس لدينا عداوات شخصية معه ولذلك عندما يتم توجيه النقد إليه فإن ذلك يجري بسبب وجوده على رأس ما يسمى سلطة وطنية فلسطينية لاتقوم بشيء سوى تشريع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة..

منذ أن رحل الرئيس ياسر عرفات والشكوك تحوم حول مواقف الرئيس محمود عباس، وقدرته على تقديم أي شيء يخدم قضية العرب والمسلمين الأولى. ولكن وبعد مضي عدد من السنوات على وجوده على رأس سلطته، فإن الأمر الوحيد المستمر في تأكيده هو المزيد من التنازل عن الحقوق الفلسطينية، لدرجة انه كلما تحدث السيد عباس عن التمسك بالثوابت والخيارات الوطنية، تبادر إلى الذهن أن هناك تنازلاً جديداً سيقدم عليه وهو يمهّد له.

للمرة المليون نكرر استغرابنا كيف سيحصل عباس على أي حق من الحقوق الفلسطينية وهو لا يملك أي موقف ثابت ولا يكف عن التراجع أمام الضغوط الإسرائيلية والغربية وأولها الأمريكية عليه وعلى سلطته. كيف سيحصل على أي شيء وهو لا يملك أي أرضية صلبة للوقوف والثبات عليها لحماية أي موقف يتخذه. كيف سيستعيد أي شبر من الأرض وقد وقف عارياً وحيداً دون شعبه ومقاومته ثم بدأ يتراجع ويركض هارباً أمام غطرسة هذا العدو الغاصب..

إن ما يفعله محمود عباس هو تغطية على التهويد الإسرائيلي "الممنهج" لما تبقى من الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة. فإسرائيل لا تخفي ما تفعله وما تنوي فعله وهي تؤكد صباح مساء وعبر كل قيادييها ومسؤوليها ومستوطنيها ان التهويد مستمر وأن عمليات الاستيطان مستمرة، ولكن السيد عباس وخلفه بعض العرب والجامعة العربية ما زالوا يتحدثون عن إعطاء السلام فرصة أخرى.. وكأن المقصود من إعطاء الفرصة، ليس للسلام، بل لمواصلة الاستيطان وتحت غطاء المظلة العربية.

لقد استنكر العالم كله مواصلة إسرائيل للاستيطان واعتبره قتلا للمفاوضات المباشرة بين عباس والإسرائيليين، ولكن السيد عباس لم يعلن انسحابه من المفاوضات. ,الشعور السائد أنه لن ينسحب من هذه المفاوضات حتى لو احتل الإسرائيليون منزله.  

ونستغرب أيضاً، سرّ تمسك عباس بالمفاوضات وعلى أي مفاوضات يخاف عباس وأي نتائج يأمل وماذا تبقى ليخاف عليه.

للمرة الأولى في تاريخ محادثات السلام العربية الإسرائيلية تتحول المفاوضات إلى طلب إسرائيلي ورغبة إسرائيلية جامحة، لماذا؟ لأنها توفر غطاء عربياً وتحديدا فلسطينياً لكل الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل، وتؤمن لها حضورا دولياً وعودة للمجتمع الدولي بعد العزلة التي أصابتها في المرحلة السابقة. وما يقدمه السيد عباس من خدمة لإسرائيل اليوم، هو أكثر من التنازل عن الحقوق والمقدسات؛ إنه تلميع صورة إسرائيل عالمياً على حساب الشعب الفلسطيني والعربي بكامله.

سوء النية الإسرائيلية واضح، والرغبة الصهيونية بدفن السلام واضحة، والاستهتار بالسيد عباس وبكل ما ومن يمثله واضح أيضاً.. ولكن العتب على من يرضخ ويقبل ويتنازل.

 ذات يوم وصف أحد رؤساء الوزراء الإسرائيليين "العرب بأنهم أقل من لا شيء". هل عباس يمثّل شيئاً ليحترمه العدو؟؟! غداً ترسل الإدارة الأمريكية المبعوث الخاص لعملية السلام جورج ميتشل للمنطقة "بهدف التوصل إلى حل وسط لإنقاذ عملية التفاوض".. يتم إنقاذ المفاوضات وتهويد الأرض..وعلى القدس السلام.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.