تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القسّ الإرهابي... إلى غوانتانامو!


كيف استطاع معتوه يدعى تيري جونز جعل من نفسه قساً وهو "شيطان صهيوني"، أن يثير هذه الضجة الدولية الكبيرة، التي تكاد أن تدفع بالمسيحية والاسلام خطوة جديدة في طريق التنافر، وصولاً الى الهدف الصهيوني الكبير أي اشعال ما يسمى صدام الحضارات بين المسيحيين والمسلمين؟

 

كان يمكن أن يتعامل المرء مع جونز، الذي كان والده مديراً تنفيذياً لشركة "آمي ويلمينغتون صهيون للاسكان والتنمية"، على أنه مخبول آخر من أولئك الذين يتسترون بأقنعة الدين للقيام بأعمال الشعوذة والاحتيال، ولكن جونز الذي دعا الى ما سمّاه "اليوم العالمي لإحراق المصحف"، في ذكرى 11 ايلول يوم الهجمات على مانهاتن وواشنطن، أراد أن ينفّذ بالتعاون مع صديقه الحاخام ابراهام كوبر أوسع حملة من الدوي والصخب تمهيداً لترويج كتابه العنصري الصهيوني الجديد الذي حمل عنواناً يخدم المؤامرة الصهيونية على المسيحية والاسلام معاً، وهو: "الاسلام من الشيطان".

 

 

❒❒❒

لكن القصة ليست قصة كتاب من الحماقات والأضاليل والكفر فحسب، بل هي قصة حلقة جديدة في المسلسل المعروف جيداً، منذ هجمات 11 أيلول 2001، والذي وضعته الدوائر الصهيونية وتمضي في تنفيذ فصوله لتصوير المسلمين وكأنهم ارهابيون يعادون العالم.

من هذا المنطلق على الأقل، كان يفترض في الادارة الأميركية أن تسارع الى اعتقال تيري جونز أو إلى لجمه وإسكاته منذ اللحظة التي أعلن فيها الدعوة الى يوم الجنون وإحراق المصحف الشريف.

وتيري جونز المتخصص في علم الأحياء وحائز الدكتوراه في علم الحيوان، كان مدرساً، وانتحل صفة القساوسة، ثم اخترع لنفسه دكاناً للعسس والجنون والتآمر سمّاه كنيسة "دوف وورلد أوتريتش سنتر" وألصق بها الصفة المعمدانية في ولاية فلوريدا.

 

❒❒❒

وعندما ذهبت مجلة "روز اليوسف" المصرية وأجرت معه مقابلة نشرت في 5 أيلول الجاري، تبين أن الرجل يملك ما يشبه خلية مؤامرة أكثر من كنيسة، وان عدد اتباعه أقل من خسمين شخصاً من الموتورين. وقد تردد في بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية الأميركية انه سبق ان اعتقل من قبل السلطات الاميركية لحيازته صوراً أباحية لأولاد، وهذا ما يؤكد مرة أخرى انه مجرد متآمر موتور تستعمله الصهيونية لإثارة العالم الاسلامي من أقصاه الى أقصاه ضد المسيحية، ما دام يزعم انه قس ويدعو الى حرق المصحف!

وتؤكد المعلومات المتعلقة بنشاطه وأفكاره، انه مجرد صهيوني يبشّر بمعركة هرمجيدون التي ستسبق ظهور "الماشيح" من جديد كما يشيّع الصهاينة. ولكن إذا كانت حرية التفكير والتعبير وإبداء الرأي مصانة في اميركا، فهذا لا يعني ان حرية التآمر على المسيحية والاسلام يفترض ان تكون مصانة أيضاً!

وإذا كانت دعوة تيري جونز المجنونة أثارت حملة دولية واسعة من التنديد والاستنكار وفي مقدمها استنكار الفاتيكان وقداسة البابا، ثم حملة صحيفة "أوسرفاتوري رومانو" على جونز، وقد عنونت صفحتها الاولى: "لا أحد يجب أن يحرق المصحف"، مؤكدة أن الادانات تتصاعد من كل انحاء العالم ومن قلب الكنيسة الكاثوليكية لدعوة جونز المستنكرة، فإنه حتى مجموعة الكنائس التي يشرف عليها اليمين المسيحي المتطرف رفضت بدورها دعوة جونز. ولهذا فإن السؤال المطروح الآن:

هل يكفي أن تقوم الادارة الاميركية بالتحذير من مغبة احراق المصحف الشريف، كما فعل قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ديفيد بيترايوس في حديثه الى صحيفة "وول ستريت" جورنال" عندما قال: "إن هذا يشكل خدمة لطالبان ويمكن ان يؤدي الى مشكلات كبيرة ليس هنا فقط، وإنما في كل انحاء العالم حيث نحن موجودون في مجتمعات اسلامية".

وهل يكفي ان يعرب البيت الأبيض عن القلق كما فعل روبرت غيبس، الذي حذر من ان دعوة جونز "تضع قواتنا في خطر وتشكل مصدر قلق لإدارتنا"!

لا إن هذا ليس كافياً على الاطلاق، ربما لأن السكوت عن صهيوني مجنون ينصّب نفسه كاهناً يفتتح ما سمّاه كنيسة، ثم يدعو الى حرق المصحف الشريف، هو سكوت عن جريمة كبرى تستهدف المسيحية والاسلام معاً.

أقلّ المطلوب إرسال تيري جونز الى المصح العقلي او ادخاله مؤبداً الى غوانتانامو، قبل ان يحترق بشرّه ويحرق غيره أيضاً!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.