تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مخططات تهويد القدس مستمرة.. بناء طابق جديد تحت ساحة البراق

 

محطة أخبار سورية

تعددت المخططات لتعزيز الوجود اليهودي في القدس، كما يقوم المستوطنون بالاعتداء على المساجد في المدينة المقدسة أو في محيطها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن اسرائيل مستمرة في إجراءات التهويد الديني من أجل التأكيد أن القدس لها، ولن تتخلى عنها... وكذلك تعمل بعض الجهات العنصرية الدينية على تحويل الصراع السياسي على الأرض إلى صراع ديني، وهذا ما كشفته وأكدته ممارسات المستوطنين أو المتدينين من أحزاب مختلفة.

 

طابق جديد لساحة البراق

وكشفت أسبوعية "زمان يروشاليم" الاسرائيلية عن مخطط رئيسي كامل لحائط البراق في اطار عمل لجنة الحفاظ على الاماكن القديمة التي تترأسها نعمي تسور، نائبة رئيس بلدية القدس الاسرائيلية. وسينقل هذا المخطط خلال الفترة القادمة، وبعد حلول عيد رأس السنة العبرية، الى اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس لإقراره والمصادقة عليه.

 

وشارك في اعداد المخطط سلطة تطوير القدس، وصندوق ارث حائط البراق، وسلطة الآثار وبلدية القدس، ووفقاً له فإنه سيتم بناء طابق آخر تحت ساحة البراق يستخدم كمركز للزوار.

 

وسيفتتح الطابق الجديد بعد حفريات قديمة وسيمكن الزوار من السير في آثار من عهد الهيكل الأول، حسب ما زعمه وقاله يوسي ديتتش، رئيس لجنة الحفاظ على الأماكن المقدسة، والذي ينتمي إلى حزب "يهوديت هتوراة" الديني.

 

أما نعمي تسور فقالت: سيكون بالإمكان الوصول إلى حائط البراق من طابقين منفصلين كلياً، في حين أوضح مهندس ومعد المخطط غوبي كرتس أنه سيتم ايجاد مساحة إضافية لاستيعاب الجمهور في الطابقين اللذين يعبران عن عهدين تاريخيين.. وقال كرتس الذي يعمل مع سلطة الآثار أيضاً: "إن هدف المخطط هو الاستعداد لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الزائرين، وسيتم في اطار هذا المخطط توسيع ساحة البراق بحوالي 600 متر مربع يحظر وقوف السيارات فيها، كما سيتم اعمار واسع للساحة لحل مشاكل الأمن في المكان".

 

ويتضح من المخطط توفير إمكانية وصول مريح للمعاقين، وتسهيل وصول الزوار، كما سيتم تنظيم سفريات دائمة من عدة نقاط في البلدة القديمة إلى حائط البراق لنقل الزوار وسيارات خاصة لنقل المعاقين.

 

وقالت صحيفة "زمان يروشاليم"، واستناداً إلى مصدر في البلدية الاسرائيلية للقدس، أن الاسراع في دعم المخطط المعقد مستمر، وهناك متبرع كبير لصندوق "ارث البراق" أبدى استعداده لاستثمار مبالغ كبيرة في هذا المخطط.

 

اعتداءات على مسجدين في سلوان والنبي صموئيل

قام المستوطنون بهجوم على مسجد النبي صموئيل الواقع شمال غربي القدس، واعتدوا على المصلين. وقد أصيب في هذا الهجوم الأرعن المواطن أمجد مثقال بركات، الذي نقل الى المستشفى لتلقي العلاج. وتمت عملية الهجوم على المصلين أثناء تأدية صلاة المغرب. واعتقلت القوات الاسرائيلية المواطن سالم طلال بركات، وتم احتجاز إمام المسجد والتحقيق معه... ويذكر أن المستوطنين كانوا قد استولوا ومنذ سنوات عديدة على الطابق الأرضي من المسجد في حين أن سلطات الاحتلال عزلت قرية بيت حنينا البلد عن محيطها من قرى شمال غرب القدس.

 

وقام المستوطنون المقيمون في سلوان بمحاولة إحراق مسجد العين، وقد تصدى لهم أبناء الحي ووقعت مواجهات عنيفة.. وتم الاعتداء العنصري فجراً على هذا المسجد.

 

وما زالت معاناة أهالي منطقة سلوان مستمرة إذ أن البلدية الاسرائيلية مصرة على هدم 22 منزلاً بحجة أنها أقيمت على أرض أثرية، ولم تأبه حتى الآن لكل النداءات التي وجهت للسلطات الاسرائيلية بوقف أو الغاء هذا المخطط للهدم.

 

فعاليات تضامنية

ما زالت خيمة الاعتصام قائمة ويحضر إليها باستمرار وفود تضامنية من مختلف أنحاء الوطن متضامنة مع أبناء حي سلوان. وتقام صلوات الجمع في هذه الخيمة، ويشارك فيها جموع غفيرة من المؤمنين.

 

ومن ناحية أخرى ما زالت الفعاليات التضامنية مع أبناء البيوت المهددة بالاستيلاء عليها في منطقة الشيخ جراح مستمرة إذ أن هناك مظاهرة أسبوعية تجري هناك منددة بهذا الاستيلاء، ومطالبة اسرائيل بطرد المستوطنين من المنطقة، ويزداد عدد المشاركين في هذه المظاهرة أسبوعياً، ويشارك فيها أنصار السلام في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي إضافة إلى مجموعات كبيرة من المتضامنين الأجانب.

 

وفي ساحة الصليب الأحمر بالقدس ما زال نواب القدس من حركة حماس والوزير السابق المهندس خالد أبو عرفة معتصمين إحتجاجاً على قرار وزير الداخلية الاسرائيلي الجائر بمصادرة بطاقة الهوية الزرقاء منهم، وبالتالي منعهم من الاقامة في القدس... وهؤلاء المعتصمون يلقون الدعم والتأييد من أبناء شعبنا الفلسطيني بمختلف طوائفه ومذاهبه السياسية والدينية إذ تقوم وفود عديدة ويومياً بزيارة خيمة الاعتصام لتؤكد تضامنها مع النواب، وتعرب عن إدانتها لهذا القرار العنصري غير الانساني وغير المبرر. وتطالب سلطات الاحتلال بالعدول عنه.

 

وخيمة الاعتصام أغضبت اسرائيل لأنها لا تستطيع المس بهؤلاء المعتصمين بسبب وقوعها ضمن ممتلكات دبلوماسية محصنة. وأكد النواب أنهم سيواصلون اعتصامهم حتى تتراجع اسرائيل عن قرارها بحقهم ولتوقف إجراءاتها القمعية بحق أبناء القدس.

 

سياسة "تطفيش" للعرب

ما تقوم به اسرائيل من اجراءات وممارسات على ارض الواقع يهدف أولاً وأخيراً إلى "تطفيش" العرب، وترحيل أبناء القدس عن مدينتهم وذلك عبر مصادرة بطاقات الهوية الزرقاء، وبأساليب أخرى متنوعة.. ناهيك عن الضرائب المطالب المقدسي بدفعها في حين أنه لا يحصل على أي شيء يذكر مقابل ذلك..

 

سياسة "التطفيش" أو"الابعاد" متواصلة، ولكن أبناء القدس ما زالوا يتحلون بإرادة قوية، ونفس طويل، ويواجهون هذه المخططات بكل شجاعة وبسالة عبر صمودهم وصبرهم وتحملهم للمعاناة اليومية التي يعيشونها في كل لحظة ودقيقة.

 

القدس غالية جداً على قلب أهلها... واسرائيل تعرف أهمية القدس، ولهذا تعمل على تعزيز سيطرتها عليها في حين أن الجانب العربي يتفرج، وما زال يبحث عن آلية لدعم صمود أبناء المدينة الأشاوس.

 

القدس في خطر متواصل، ومن لا يدرك ذلك فإنه يعيش في الأوهام... والمخططات الاسرائيلية لتهويد المدينة، والسيطرة عليها دينياً "وديمغرافياً" وثقافياً واجتماعياً ما زالت مستمرة.. لكن إرادة المقدسي قوية وصلبة، ونأمل أن تبقى كذلك؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.