تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أطراف احتفالية المفاوضات شاركوا رغم معرفتهم بفشلها المسبق

 

مصادر صحفية اسرائيلية، وكذلك عدة مصادر فلسطينية، أكدت أن المفاوضات المباشرة التي انطلق قطارها احتفاليا في العاصمة الاميركية واشنطن برعاية الرئيس الاميركي باراك اوباما ومشاركة رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وبحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس المصري حسني مبارك، هي مفاوضات فاشلة قبل أن تنطلق لعدة أسباب ومن أهمها:-

 

·        رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لن يستطيع تمديد فترة تجميد الاستيطان في الضفة، ولا يستطيع حتى الحديث عن تجميد أو وقف بناء لأن ائتلافه الحكومي سينهار كاملاً، وهو نفسياً يؤمن بالاستيطان ولن يُقدم على إزالة أية مستوطنة ولو كانت عشوائية. كما إن حزب كاديما حالياً غير مستعد لدخول أي حكومة برئاسة نتنياهو لأن زعيمة الحزب تسيبي ليفني ترفض ذلك حالياً لأنها تدرك أن مشاركتها في أي حكومة برئاسة نتنياهو قد تقضي على حزبها والافضل البقاء في المعارضة، وثانياً لأنها تعرف جيداً أن نتنياهو لن يقبل بأي حل سياسي، حتى ولو طرحه هو نفسه، فإنه سيتراجع عنه لأنه لا يريد حلاً نهائياً، ويريد بقاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية أبدياً من خلال الحفاظ على السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ويقال أن نتنياهو توجه إلى واشنطن من أجل إرضاء الرئيس الاميركي اوباما، والحفاظ على الاتفاق بينهما على أنه سيساعده قدر الإمكان في دفع عملية التفاوض إلى الأمام، مقابل أن يقوم اوباما وبصورة حاسمة معالجة الملف النووي الايراني.

 

وتوجه نتنياهو ليثبت وليوهم العالم أيضاً أنه يريد السلام، ومستعد للتفاوض ولكنه غير مستعد لتقديم أي تنازل بل بالعكس وضع شروطاً تعجيزية وهي ضرورة إعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل، وأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وغور الأردن حدود اسرائيل الشرقية الأبدية، ولا إعتراف بحق العودة..

 

أما الرئيس الفلسطيني عباس، فهو الحلقة الأضعف، وذهب إلى واشنطن مرغماً لإرضاء اوباما، ولعدم إتهام الفلسطينيين بأنهم لا يريدون السلام، وهو غير قادر على الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي بشروط نتنياهو، ولكنه ذهب في محاولة منه لدعم العلاقة الاميركية الفلسطينية التي بدأت بالفتور، كما ان الرئيس عباس ولأول مرة يجد معارضة قوية داخلية للمشاركة في هذه المفاوضات المباشرة من فصائل داخل منظمة التحرير ومن حركة فتح ذاتها.

 

في حين أن الرئيس اوباما يريد تحقيق إنجاز سياسي ما في منطقة الشرق الأوسط كي يستخدمه في استعداده لخوض إنتخابات رئاسية لولاية ثانية... وأنه قد يمارس نفوذه قدر الإمكان للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، أو إلى سلام إقتصادي كما يدعو إليه نتنياهو، ويطبقه على الأرض حالياً رئيس وزراء السلطة الوطنية سلام فياض من خلال بناء المؤسسات وتشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية وإعلان قيام الدولة في آب من العام القادم.. وقد يتأخر هذا الإعلان عدة شهور.. ولكنه سيخدم اوباما إذا تم الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي على مثل هذا الاعلان من دون أي تغيير على الأرض، وببقاء الاحتلال والاستيطان.

 

من جانبه يشارك الرئيس المصري مبارك في هذه الاحتفالية دعماً منه لاوباما اولاً، ودعماً للمسيرة السلمية ثانياً، وللحصول على مكاسب أخرى من اوباما من خلال الحصول على المزيد من الدعم لنظامه، وتوقف اميركا عن دعم المعارضة وخاصة الإخوان المسلمين على الساحة المصرية، وفي الوقت ذاته الحصول على تأييد تولي جمال مبارك (الذي رافق والده الى الاحتفالية)منصب الرئاسة خلفاً لوالده حسني حتى يبقى الوضع مستقراً في مصر، والا يأتي نظام جديد تكون توجهاته معارضة لاميركا ومتعاوناً مع الاخوان المسلمين وحركة حماس في القطاع وخارجه.

 

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني معني بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي على الارض الفلسطينية، وحتى يغيب شبح "الخيار الأردني" الذي يعني أن تقام دولة فلسطينية في الجانب الشرقي من النهر وليس على الأراضي الفلسطينية كما يسعى إلى ذلك غلاة المتطرفين على الساحة الاسرائيلية.. ولذلك فهو يدعم اوباما في جهوده، ويدعم القيادة الفلسطينية في جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بالاضافة إلى إهتمامه بالعلاقات الجيدة مع الإدارة الاميركية. أي إن تواجد العاهل الأردني في هذه الاحتفالية هو لتأكيد دعمه للسلطة الفلسطينية ولحل الدولتين ورفضه لأي حل آخر خارج الأراضي الفلسطينية.

 

وتقول المصادر الاسرائيلية أن اوباما رغب في مشاركة العاهل السعودي في حفل الافتتاح إلا أنه، أي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إعتذر لأنه غير معني بالتورط في هذه المفاوضات وغير معني في الجلوس مع نتنياهو، وهو معني الآن بعلاقات جيدة وقوية مع سورية ولبنان وجميع الدول العربية، ويظن أن المبادرة العربية للسلام قد فقدت أهميتها نتيجة للموقف الاسرائيلي الرافض للسلام... والملك عبد الله بن عبد العزيز قلق جداً على مستقبل القدس... وقد يقوم بتقديم إقتراح للقمة العربية الاستثنائية القادمة حول القدس مفاده أن تكون القدس من مسؤولية العرب جميعاً وليست من مسؤولية السلطة حتى لا تنفرد اسرائيل بالسلطة وتفرض الحلول التي تخدم مصالح اسرائيل والشعب اليهودي..

 

من هنا يمكن القول أن المفاوضات المباشرة لن تحقق أي شيء لأن معطياتها كلها تؤكد أنها فاشلة قبل أن تبدأ... والمشاركة فيها جاءت لتحقيق أو جني ثمار جانبية وأهمها إرضاء الإدارة الاميركية، وابقاء المسيرة السلمية الحالية قائمة وحيّة شكلاً ودعائياً، مع أنها مشلولة ومجمدة على أرض الواقع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.