تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مسرحيةالتوتر: فصل جديدمن أوهام تسوية قضيةفلسطين

 

محطة أخبار سورية

يوم 7 نيسان 2010 جاء في نشرة "تقرير واشنطن" ما يلي: ربما لم تشهد علاقات واشنطن مع تل أبيب حالة من الجفاء والفتور مثلما تشهده في الفترة الراهنة، وخاصة عقب قيام الأخيرة بالإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية أثناء الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى إسرائيل.

 

فقد وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون - التي تفتخر بكونها من أشد المناصرين لإسرائيل- ما قامت به تل أبيب بـ"الإهانة"، قائلة إن "إعلان بناء المستوطنات في وجود نائب الرئيس كان مهينا"، وقامت هيلاري بتوبيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي على الهاتف لمدة 45 دقيقة. واعتبر دايفيد اكسلرود، مستشار البيت الأبيض السياسي أن ما حصل هناك كان تحديا وإهانة.

 

وعلى إثر هذا الفتور بين الجانبين، انقسم الكتاب والمحللون الأميركيون إلى فريقين، الأول: يعتبر ما حدث إهانة كبرى لواشنطن من حليفها التقليدي، ومن ثم يطالب باتخاذ خطوات صارمة ضد إسرائيل. أما الفريق الثاني- والذي يضم اليمين الأميركي وبقايا المحافظين الجدد- فقد أبدى دفاعا غير عادي عن إسرائيل، بل وحمل إدارة أوباما مسئولية ما يجري من توتر العلاقات مع إسرائيل.

 

خلال الثلث الأول من سنة 2010 ذكرت وكالة "اسوشييتيد برس" للانباء ان مسؤولين اميركيين اشاروا الى ان ادارة اوباما تستعد للانضمام الى مجموعة استشارية دولية كانت الولايات المتحدة قد تجنبتها بشكل عام بسبب مخاوف من انها تتبنى مواقف مناهضة لاسرائيل ومناهضة للغرب ويتعلق الأمر بما يسمى "تحالف الحضارات".

 

البعض روج في واشنطن أن هذه الخطوة مقدمة لغيرها وتستهدف معاقبة إسرائيل وبعث رسائل إلى حكومتها عن إرادة أوباما في تغيير أساليب التعامل مما يخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل.

 

أوهام

في الربع الثاني من سنة 2010 كثرت الإنتقادات الصادرة عن مسؤولين أميركيين تجاه إسرائيل وتوقع العديد منهم أن تصل الخلافات بين واشنطن وتل أبيب إلى مرحلة الأزمة، وهو ما سيسمح للفلسطينيين بتحقيق مكاسب في الولايات المتحدة.

 

بعد الهجوم الإسرائيلي على "اسطول الحرية" وصلت الإنتقادات الأميركية إلى ذروة جديدة مقارنة مع ما هو سابق، فصرح أنطوني كوردزمان أحد اللاعبين الأساسيين في مؤسسة الخارجية الأميركية "إسرائيل وجدت نفسها معزولة دبلوماسيا بعد اعتدائها، وتساءل إن كانت إسرائيل قد أصبحت أولى أولويات أميركا.

 

من جانبه صرح الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الاميركية الوسطى خلال شهر مايو 2010 أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يقوض المصالح الاميركية في الشرق الاوسط، وان التوترات بين اسرائيل والفلسطينيين "تمثل تحديات واضحة لقدرتنا على دفع مصالحنا" في المنطقة. واضاف في افادة ان "النزاع يزيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة بسبب فكرة محاباة الولايات المتحدة لاسرائيل".

 

واشار الجنرال الذي كان يشرف حينها على القوات الاميركية في الشرق الاوسط ووسط اسيا إلى أن "الغضب العربي بسبب القضية الفلسطينية يحد من قوة وعمق الشراكات الاميركية مع الحكومات والشعوب" في المنطقة "ويضعف شرعية الانظمة المعتدلة في العالم العربي".

 

وجاء في تقرير على موقع "السياسة الخارجية" ان بترايوس يشعر بالقلق بسبب عدم حدوث تقدم في حل النزاع في الشرق الاوسط وان مساعديه قدموا للاميرال مايك مولين تقييمات متشائمة في يناير 2010 عن نظرة العرب للولايات المتحدة.

 

وذكر عدد آخر من الكتاب والسياسيين أن الخسائر التي تتكبدها الولايات المتحدة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي بسبب سندها المطلق لتل أبيب لا يمكن تبريرها وأن الوقت قد حان لتبدل سياسة البيت الأبيض.

 

وكتبت صحف أميركية ما يمكن تلخيصه "حتى الآن، كان قلق إسرائيل بعيد الأمد ديموغرافيا، الخوف من ان تحكم إسرائيل في النهاية عربا أكثر من اليهود، باعتبار مجموع تعداد السكان في إسرائيل والضفة الغربية وغزة. أما الآن فاصبح هناك قلق آخر: "عدم الشرعية"، ما يعتبرونه حملة عالمية لنبذ او مقاطعة إسرائيل، حتى يتم نفيها من اسرة الأمم. من المؤكد ان لدى إسرائيل اعداء لدودين. لكن ما دام الاحتلال مستمرا، فان اسرائيل تخاطر بخسارة أصدقائها. على نتنياهو ان يدرك أنه ليس لدى إسرائيل وقت إلى جانبها: انها بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع وبأقصى سرعة.

 

التزامات بوش

وفي ترسيخ لنظرية وجود أزمة بين الكيان الصهيوني والبيت الأبيض قالت صحيفة "واشنطن تايمز" في 5 يوليو 2010 انه في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للقائه الخامس مع الرئيس الأميركي، يرفض البيت الأبيض تأكيد الالتزامات التي تعهد بها الرئيس السابق جورج بوش لاسرائيل في العام 2004 حول الحدود المستقبلية للدولة العبرية. الأمر الذي إعتبرته مصادر مناصرة لإسرائيل في الولايات المتحدة ضربة موجعة لتل أبيب. وتوقعت أن تكون قمة أوباما نتنياهو ساخنة بالخلافات ومهددة بنهاية كارثية.

 

في داخل إسرائيل تصاعدت التحذيرات من أن مزيدا من التأزم في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون بمثابة انتحار.

 

بدورها ذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن الولايات المتحدة بدأت تتساءل عن مدى جدوى دعمها الثابت لإسرائيل، وأشارت إلى أن ثمة إجماعا في داخل أروقة الحكومة الأميركية على أن الحكومة الإسرائيلية تسيء استخدام الدعم الأميركي بانتهاجها سياسات تعرض حياة الأميركيين للخطر.

 

وقالت الصحيفة بقلم مراسلها في واشنطن كريس ماكغريل إن ثمة أسئلة نادرا ما كانت تطرح في واشنطن، فعلى مدى سنوات ظل الشعار بأن التحالف الأميركي الحميم مع إسرائيل مفيد لكل منهما بعيدا عن طرحه للنقاش من قبل السياسيين الذين لا يدركون الثمن الذي سيدفعونه إذا ما قبلوا بغير الدعم الثابت.

 

سقوط التضليل

يوم الثلاثاء 6 يوليو وبعد لقاء أوباما ونتنياهو في البيت الأبيض سقطت التوقعات الخاصة بإستفحال الخلاف، وبدأ ما وصفه البعض بشهر عسل جديد بين الطرفين. فقد إنحاز البيت الأبيض للأطروحات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق منذ رحيل بوش، وأبدى أوباما رغبته في استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية سبتمبر 2010، في الوقت الذي حرص فيه المسؤولان على نفي المعلومات عن وجود خلافات بينهما.

 

وجلس الاثنان جنبا الى جنب في المكتب البيضاوي وتصافحا مطولا امام عدسات المصورين في مشهد يتناقض تماما مع اللقاء المتوتر بينهما الذي عقد في مارس 2010.

وقال اوباما "اعتقد ان رئيس الحكومة نتانياهو يريد السلام واعتقد انه مستعد للمجازفة من اجل السلام"، واضاف "لقد شعرت في الواقع بالثقة في نتانياهو منذ ان التقيته قبل انتخابي رئيسا وقلت ذلك في الجلسات الخاصة وفي العلن".

 

وأضاف اوباما "آمل ان نتمكن بعد بدء المفاوضات المباشرة وقبل انتهاء مهلة القرار "تجميد الاستيطان" من ايجاد مناخ يشعر فيه كل طرف برغبة اكبر في السعي الى السلام".

 

من جهته، أكد نتانياهو أنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أي وقت، مشيرا إلى أن الفلسطينيين متعنتون ولا يريدون بدء مفاوضات مباشرة ويتهمون اسرائيل بتقويض جهود السلام عبر مواصلة الاستيطان.

 

واضاف نتانياهو انه ناقش مع اوباما خطوات "عملية" يمكن اتخاذها الآن. وقال "عندما اقول بضعة اسابيع فانني اعني ذلك وكذلك الرئيس يعني ذلك". وأكد نتنياهو ان المعلومات عن خلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة "خاطئة تماما".

مضيفا أن "الوقت حان" ليقوم اوباما بزيارة الى اسرائيل بينما أكد الرئيس الاميركي أنه "مستعد" لذلك.

 

"تناسي الماضي"

الصحف الاسرائيلية رحبت يوم الاربعاء 7 يوليو بفتح فصل جديد من العلاقات الجيدة مع البيت الابيض لكنها حذرت من ان يكون قصير الامد.

ولفتت صحيفة "جيروزاليم بوست" الناطقة بالانكليزية إلى أن الفارق في اللهجة عن الاجتماعات الماضية كان "مفاجئا جدا".

 

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "لقد اثبت اوباما ونتنياهو أنهما يستطيعان تناسي الماضي رغم كل التكهنات عن وجود أزمة شخصية بينهما"، مضيفة أنه "بعد ستة أسابيع فقط على مسألة أسطول المساعدات الإنسانية إلى غزة، الذي أدى إلى إلغاء لقاء بينهما كان مقررا، وبعد ثمانية أشهر على لقائهما الشهير

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.