تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مليون أرملة.. إرث مروع لعراق ما بعد الحرب

 

 

 

"وفي العراقِ جوعٌ

وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد

لتشبعَ الغربانُ والجراد

وتطحن الشوان والحجر

رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر

مطر

مطر

مطر

وكلّ عامٍ - حين يعشبُ الثرى- نجوع

ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيه جوع".

 

 

إنها مقاطع من قصيدة أنشودة المطر للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السّياب تدق ناقوسا أبدياً لخطر أحس به.. ترى هل قدر العراق أن لا يمر عام وليس فيه جوع!؟ أم أن الخلل والتقصير والإهمال في أهل العراق، فلا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!؟

 

** عنونت صحيفة الشرق الأوسط خبراً في عددها الصادر يوم الأربعاء 7/7/2010كالتالي: أغلبهن فقدن أزواجهن خلال النزاع الطائفي.. ومعظمهن «يئسن» من المساعدات الحكومية..مليون أرملة.. إرث مروع لعراق ما بعد الحرب.

وأفادت الصحيفة ان عقودا من الحرب والمذابح والقتال تركت للعراق نحو مليون أرملة، وذلك بحسب إحصائيات الحكومة العراقية.

اللافت أن العدد لم يتوقف بعد عن التزايد لأن القتل والتدمير والحروب لم تتوقف بعد، ولأن الاحتلال ما زال مستمراً.

وتروي الصحيفة ان الأرامل يتجمعن عند المقابر. ويجلسن القرفصاء على الأرض المتسخة بجانب مقابر أزواجهن، يبكينهم، وتحلو لهن الذكريات تحت شمس قاسية. ويجلس الأطفال في ظلهن يمسكون بعباءات أمهاتهن.

وفي المدن تركز الأرامل على العمل من أجل البقاء ويسعين وراء مساعدات لا تسد قوتهن. ويدفع الفقر بعض النساء العراقيات إلى العمل بالدعارة، في العراق وخارجه ولاسيما في الدول المجاورة.

 

** ويوم الأربعاء 7/7/2010، أيضاً، نشرت صحيفة السفير خبراً نقلت فيه إعلان قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال راي اوديرنو، قبل يوم، أن العراق قد يحتاج إلى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بعد خروج قوات الاحتلال نهاية العام 2011، من اجل الفصل بين الأكراد والعرب والتركمان، جراء تصاعد التوترات بينهم حيال المناطق المتنازع عليها.

ألهذا الحدّ وصل الشقاق والفرقة بين أبناء العراق وبلغ الجفاء بين أهله!؟ هل قرأ العراقيون هذا الكلام وسمعوه؟ الم يفكّر أحد في الردّ عليه؟ ليقل له كفى، اصمت. العراق واحد وأهله موحدون منذ فجر التاريخ ووجود العراق!!؟

 

** أما مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والهيئات الدولية فعبّرت وتعبّر دائماً عن قلقها لتردي الوضع الأمني في العراق وبقاء أكثر من 3 ملايين لاجئ عراقي خارج بلادهم.. وتقول إن قسماً هؤلاء يعيشون ظروفا صعبة". وترفض العودة القسرية لهؤلاء وهي مع العودة الطوعية، وخاصة في الظروف الحالية.

من هؤلاء؟ كيف يأكلون وكيف يشربون وكيف ينامون وبماذا يشعرون وقد استأصل الاحتلال جزءاً من جسد العراق وألقاه للضياع والمنفى!؟

 

** لا يوجد رقمٌ متفق عليه حول عدد من قتل من العراقيين منذ الغزو الأميركي. غير أن إحصائيات صادرة عن مؤسسات بريطانية محايدة تؤكد أن عدد القتلى العراقيين منذ بداية الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 تجاوز مليون شخص، وأن العراق فقد حوالي 3% من نسبة سكانه منذ الاحتلال الأميركي. أما المصابون الذين تشوّهت أجسادهم وتأذت نفسيتهم جراء الحرب الأميركية على العراق فمسألة أخرى أخطر وأكثر إيلاماً وأعدادهم غير محددة وما تزال في تزايد.. الرحمة للراحلين.. والعزاء للباقين وللمصابين طول الصبر والسلوى والقدرة على تحمّل العناء..

 

* أما السؤال، بل الأسئلة التي تطرح نفسها: هل هذا هو العراق الديمقراطي الذي وعدنا به جورج بوش قبل الغزو عام 2003!! هل هذا مؤشر إلى استقرار العراق ووحدة العراق وتقدم العراق!!هل هذه هي الثقافة الجديدة التي ستنتشر في العراق الجديد؟ هل هذا هو مستقبل العراق المزدهر الذي تحدثوا عنه!؟ عراق الأرامل والقتلى والمشردين والمشوهين والتدمير والنهب.. تدمير الحضارة والتاريخ وتفجير الأضرحة.. عراق الطوائف والحصص وتقاسم المغانم والكراسي وبقايا النفايات ومخلّفات الاحتلال!؟؟

 

 

آه يا عراق

آه يا أمهات العراق

آه يا شعب العراق

آه يا نخيل العراق

وتاريخ العراق

آه على المهجّرين

على الثكالى..

.. على المشردين

آه يا نفط العراق

آه يا خير العراق

آه يا فقراء العراق...

الويل يا عراق لأمة تفجّر أضرحة الأئمة..أكراداً وشيعة وسنّة..

الويل يا عراق لبلاد تركوها فريسةً..بين أنياب ومخالب مغروزة بالدّم كأنه الحنّة..

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.