أيام وينطلق المونديال العالمي لكرة القدم في جنوب افريقيا وهو بالتأكيد سيكون الحدث الأبرز على مستوى العالم ، ومعظم الناس في الكرة الأرضية سيتابعون هذا الحدث على مستوى القادة والمسؤولين وغيرهم وسيقضون وقتاً في متابعة أحداثه..
العالم سيكون في شبه إجازة فالأزمة المالية والاقتصادية لن يتردد صداها لشهر على الأقل والتفاصيل الأخرى المتعلقة بها لن تجد من يهتم بها لأنها لن تكون ضمن قائمة الأولويات ضمن هذه المناسبة، فالكل سيرغب بإجازة حتى لا يعكر صفو أجواء المونديال ..
كرة القدم ستكون الشغل الشاغل وموضع اهتمام المختصين وغيرهم وسنجد الكثيرين وقد أصبحوا خبراء في التحليل الكروي حتى لو كانوا لا يشاهدون كرة القدم إلا مرة كل أربع سنوات، كما هو الحال عندما نشاهد الكثير من المتحدثين يقدمون أفكارا وآراء في السياسة والاقتصاد وينتقدون نظريات وضعها مختصون وخبراء قضوا سنوات في البحث والتخصص..
الأزمة المالية أدت إلى خسائر كبيرة وأثرت على اقتصادات دول وشركات كبرى وأشخاص من مستويات مختلفة، ولكن مع ذلك سنجد أن الإنفاق العالمي من أجل كرة القدم سيكون كبيرا خلال هذا الشهر، والاستعدادات انتهت من خلال الاشتراك في القنوات الرياضية واستعداد المطاعم والفنادق والمقاهي وغيرها من الأماكن الترفيهية لجذب المزيد من الزبائن ومحبي كرة القدم، فهذا الحب الذي وصل درجة كبيرة لن يوقفه أحد فهي مناسبة تحدث مرة كل أربع سنوات..
هي طبيعة الكثير من البشر الذين يتعلقون بشيء حتى لو لم يكن مفيداً أو منتجاً ومن المهم توزيع الأوقات بين جادة ومنتجة وأحيانا ترفيهية بعيداً عن الأزمات والأفكار الاستراتيجية، فكل شيء قد يحتاج إلى إجازة استعداداً لانطلاقة جديدة..
المونديال ليس ترفيهيا فقط بل يبعث في نفوس البعض الحماسة والمتابعة والتركيز وهي صفات نحتاج لتنميتها وتنشيطها وتحفيزها من فترة لأخرى ولا بأس إذا كان المونديال سيفعل ذلك ..
ولكن هل نعود لنشاط وحماسة الإنتاج والعمل بعده مثل الكثير من شعوب العالم أم إننا نستمر في اللهو والترفيه وننسى أن أمامنا واجبات إنتاجية وتنموية؟..
