تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أسامة أنور عكاشة

إذا كان الصحفي مؤرخ اللحظة كما اعتاد الروائي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل للأداب عام 1957 ألبير كامو أن يقول، فإن الكاتب الدرامي هو مؤرخ للحياة، يحفظها عبر شخصياته المتخيلة التي تمثل الفرد العادي، بأفكاره ومعتقداته، أوجاعه وهمومه، آماله وتطلعاته، لترسم بمجموعها صورة تحليلة للحياة الاجتماعية والمزاج السائد في حقبة زمنية معينة، تكمل عمل المؤرخ في توثيق الأحداث التاريخية ودراستها، وفي الصف الأول من هؤلاء (الكتاب–المؤرخين) يظهر اسم أسامة أنور عكاشة.

ولد الكاتب القصصي والروائي والسيناريست المصري أسامة أنور عكاشة في 27-7-1941 بمدينة طنطا، وتلقى تعليمه الإبتدائى والثانوى بمدارس كفر الشيخ والتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الإجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس وتخرج منها عام 1962، وكانت أولى محاولانه فى مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية.

عمل بعد تخرجه أخصائياً اجتماعياً في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرساً بمحافظة أسيوط من عام 1963 إلى عام 1964، انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ من عام 1964 إلى عام 1966، وأخيراً عمل كأخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر من عام 1966 إلى عام 1982 تاريخ تركه الوظيفة ليتفرغ للكتابة والتأليف.

بدأ مسيرته الأدبية الإبداعية بكتابة القصة القصيرة وسرعان ما أضاف إليها الكتابة الدرامية والمسرحية والسينمائية والروائية، كما دأب على نشر مقال  أسبوعي في صحيفة الأهرام القاهرية العريقة.

كانت تظهر في جميع أعماله موهبته الأدبية وبراعته في التوليف بين ما هو أدبي وفلسفي وسياسي وتاريخي وتأملي وشعبي.

أعماله الأدبية: (خارج الدنيا، مجموعة قصصية 1967 - أحلام في برج بابل، رواية 1973 - مقاطع من أغنية قديمة، مجموعة قصصية 1985 - أوراق مسافر، مجموعة خواطر 1995 -  همس البحر، مجموعة خواطر  1995 - تباريح خريفية، مجموعة خواطر  1995 - منخفض الهند الموسمي، رواية 2000 - وهج الصيف، رواية 2001).

مسرحياته: (القانون وسيادته - البحر بيضحك ليه - الناس اللي في الثالث - ولاد اللذين).

لكن مجال الإبداع الأقوى لعكاشة كان كتابة السيناريو حيث ابتدأت شهرته مع مسلسل الشهد والدموع بجزئيه في حين سجلت ملحمته التاريخية المعاصرة (ليالي الحلمية) بأجزائها الخمسة علامة فارقة في مسيرة تطور العمل الدرامي العربي، حين استطاع الراحل عبر أكثر من مائة وخمسين حلقة تغطية قرابة أربعين عاماً من تاريخ مصر الحديث منذ العام 1950 وصولاً إلى منتصف التسعينيات من القرن العشرين.

 وتضم قائمة أعماله الدرامية التلفزنية التي تزيد عن الأربعين أسماء: (الراية البيضا - وقال البحر - ريش على مفيش - لما التعلب فات - عصفور النار - رحلة أبو العلا البشري - أبو العلا البشري 90 - وما زال النيل يجري - ضمير أبلة حكمت - أرابيسك -  زيزينيا - امرأة من زمن الحب - أميرة في عابدين - كناريا وشركاه - عفاريت السيالة - أحلام في البوابة - المصراوية).

بالإضافة إلى ذلك كتب عكاشة حوالى خمسة عشر سهرة درامية كان من أهمها ( تذكرة داود - العين اللى صابت - الشرير - الكمبيوتر - البراءة - مشوار عيد - الملاحظة - الغائب - سكة رجوع - حب بلا ضفاف).

وفي مجال السينما كتب سيناريو أفلام: (كتيبة الإعدام  -  الهجامة -  تحت الصفر - دماء على الأسفلت - الطعم والسنارة - الاسكندراني).

حصد عن مسيرته الإبداعية العديد من الأوسمة والجوائز أهمها جائزة الدولة المصرية للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، وجائزة الدولة المصرية التقديرية فى الفنون عام 2008.

تسنى لي الالتقاء عدة مرات مع الراحل الكبير بحكم عملي في اللجنة العليا للانتاج العربي بجامعة الدول العربية.

كان أسامة أنور عكاشة يمثل النبض الحقيقي للشعب المصري، وعرف كيف يرسم ويكتب ملاحم نبض الناس والشارع والشعب في مصر.

رحل يوم الجمعة 28-5-2010 عن 69 عاماً، له الرحمة وجنات الخلد والبقاء لله والوطن.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.