تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

متى يتحقق السلام في الشرق الأوسط؟

*  ادعى رئيس وزراء إسرائيل اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو قبل أيام، أن شرطَي تحقيق السلام هما قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح وقبول الفلسطينيين بدولة يهودية وتوطين الفلسطينيين خارج فلسطين؛ أي إلغاء حق العودة. وهذان الشرطان لن يتحققا أبداً، ولذلك فمن المنطق القول أن السلام لن يتحقق من وجهة نظر نتنياهو وطبقا لشروطه.

* إذا قامت الأمم المتحدة بالسعي لتطبيق قراراتها الخاصّة بالقضية الفلسطينية من القرار /194/ إلى آخر قرار اتخذته المنظمة الدولية ، وألزمت إسرائيل بها كاملةً، يمكن أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط. ولكن ذلك لا يبدو أنه سيحدث، ولا حتَّى في أضغاث الأحلام.

*  إذا غيَّرت الدول الأوروبية سياساتها تجاه إسرائيل وتعاملت مع القضية الفلسطينية بشكل محايد وعادل وتوقفت عن محاباة إسرائيل ومكافأتها على عدوانها وغطرستها فقد يتحقق السلام في الشرق الأوسط. ولكن الدول الأوروبية والإتحاد الأوروبي غير معنيان بهذا الأمر. وآخر مكافأة لإسرائيل هي ضمُّها إلى نادي الأغنياء أي منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بكلِّ ما لذلك من مزايا، فلنكفّ عن الأوهام.

*  إذا توقفت الولايات المتحدة عن تقديم الدعم العسكري والمالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والإعلامي وكل أنواع الدعم لإسرائيل فقد تنسحب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ويعم السلام منطقتنا الملتهبة. ولكن الولايات المتحدة ليس في خاطرها كسر خاطر إسرائيل. وآخر الهدايا ملايين الدولارات لتمويل القبة الفولاذية المضادة للصواريخ- ويا دار ما دخلك شر.

"لن يتحقق السلام إلا إذا اقتنع الإسرائيليون أنه ليس من خيار آخر".

*  قد يتحقق السلام إذا توحد العرب في دولة واحدة واتبعوا سياسة خارجية واحدة وأنشؤوا محطة تلفزيونية تخاطب الغرب باسمهم الواحد من المحيط إلى الخليج، وإذا توقفَ بعضهم عن التعاون مع إسرائيل من تحت الطاولة ومن فوقها ومن خلفها، وإذا توقفَ البعض الآخر عن اعتبار الخيانة وجهة نظر.. وإذا صار للعرب سفارة واحدة تمثلهم في الأمم المتحدة وأخرى في واشنطن وثالثة في لندن ورابعة في باريس...الخ وأصبح لهم عملة واحدة وعلم واحد وقبلة واحدة، عندها لن تنام إسرائيل يوماً واحداً في الجولان وجنوب لبنان وفلسطين. ولكن العرب الذين يحبون أن يتصدروا الجلسات في قاعات الاجتماعات الدولية، يحبون أن يتخفّوا عند اتخاذ القرارات المصيرية وبعضهم غير مبالٍ بالوحدة التي يبدو أنها صارت بالنسبة إليه همّاً لا يريد أن يتذكره. بعض العرب لا وقت لديهم للتفكير بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى والجولان وغير ذلك مما يوقف حركتهم ويعيق زحفهم باتجاه السلام. وإذا ما سألتهم عن السبيل إلى القدس قالوا المفاوضات.. المفاوضات مع العدو التي قد تستمر إلى آخر العمر والدهر. والعدو يديه في العسل ونحن أيدينا في النار. ولذلك فلا جدوى.. الوحدة العربية بعيدة والسلام أبعد.

* إذا استعدت المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان وخلفها دول المواجهة ووضعت الخطط الحربية وجمعت ما تستطيع من الأسلحة الحديثة وأتقنت التدريب عليها وتمسكت بمواقفها المقاومة وبتحرير الأرض وأعدّت للعدو ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل، وأحسّت إسرائيل أن العين بالعين والسنّ بالسنّ ومدينة مقابل مدينة وجسر مقابل جسر وعمارة مقابل عمارة وسفينة مقابل سفينة وروح مقابل روح، عندها ستدرك قيمة السلام وتعطي وزناً لخصومها وتندحر عن الأرض. ألم يقل منظرو الغرب وداعمي إسرائيل: إذا أردتَ السلام فاستعد للحرب.

يبدو أنها الطريقة الوحيدة والأقرب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويبدو أن تحقيق السلام قد لايكون بعيداً أيضاً.   

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.