تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

25-5-2010 كلمة السيد حسن نصر الله (قراءة)

الذكرى العاشرة لعيد المقاومة والتحرير

ألقى قائد المقاومة اللبنانية المنتصرة السيد حسن نصر الله كلمة في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية مساء يوم    الثلاثاء 25-5-2010 بمناسبة الذكرى العاشرة للتحرير وخروج الإسرائيليين مدحورين مطرودين من جنوب لبنان المقاوم.

قال السيد حسن في بداية الخطاء أن «الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان جزءاً من مشروع أمريكي إسرائيلي على مستوى المنطقة، لبنان فلسطين سورية كانت أجزاء أساسية مستهدفة بهذا المشروع وكان هذا المشروع يريد أن يتحضر للتطورات الكبرى والخطيرة التي كانت تحصل في إيران»، وأن إسرائيل كانت تخطط للبقاء في الجنوب ووضعت «خطة تقضي بالبدء ببناء مستوطنات صهيونية في جنوب لبنان»، مشروع المستوطنات سقط على أيدي الاستشهاديين الأوائل عام 1983 الذي كان «عاماً حافلاً بالعمليات والحضور المقاوم والجهاد المتنوع في أكثر من منطقة ومن أكثر من حزب وحركة وجماعة واتجاه»، والمشروع الأكبر سقط عام 2000 بفضل المقاومة التي حققت النصر واستندت إلى عوامل هي:

أولاً: إرادة الناس، صمودهم، تحمّلهم، احتضانهم للمقاومة.

ثانياً: الاستقرار السياسي والأمني في لبنان وخصوصا في التسعينيات.

ثالثاً: التعاون والتنسيق بين المقاومة والجيش وتوزيع الأدوار.

رابعا: صمود السلطة السياسية في لبنان حيث ذكر السيد كيف أن باراك كان وعد بالانسحاب في تموز 2000 وبدأ يستجدي ويشحذ من سورية ومن لبنان ومن كل أصدقائه ولو بعض المكاسب ليغطي بها انسحابه من لبنان.

خامساً: دعم سورية ودعم إيران، هذا الدعم المتنوع والمتعدد والذي نعتز به ونشكره.

لكن كل هذه العوامل لا تحقق النصر بدون مقاومة موجودة على الأرض «واليوم بعد عشر سنوات نعود لنؤكد المعادلة التي صنعت الانتصار: معادلة الشعب والجيش والمقاومة»، وقال السيد «البعض يحاول دائما أن يصور كأن الإجماع اللبناني ضد، لا، لا يوجد إجماع لبناني مع ولا يوجد إجماع لبناني ضد، ولكن دائما وأبداً كانت الغالبية من الشعب اللبناني هي مع هذه المعادلة ومع هذا الخيار وهذه هي نقطة القوة».

ويؤكد السيد حسن أن الانتصار في عام 2000 أسّس لمرحلة جديدة من الصراع والخارطة السياسية في المنطقة وخصوصاً بعد الانتصار في حرب تموز 2006، فاليوم «مسار التسوية في منطقتنا، وخصوصاً في الموضوع الفلسطيني، هو في مأزق شديد، ولبنان سورية في دائرة الاهتمام الكبير دوليا وإقليميا. والسؤال الذي يشغل الجميع في لبنان والمنطقة اليوم بالوضع الحالي هو احتمالات الحرب وحديث الحرب»، والأهم من ذلك أن الكيان الصهيوني أصبح يعيش في «حالة متصاعدة من القلق والارتباك. ولا أود المبالغة وأقول هلع وضياع. لكن هناك مقدار متيقين ويعبر عنه القادة الإسرائيليون، الصحافة الإسرائيلية، وشعب الكيان الإسرائيلي بكل وضوح، نعم هناك قلق وهناك مخاوف وهناك ارتباك وهناك اعتراف بوجود تحديات حقيقية وجدية وكبيرة».

فانتصار 2000 و2006 كشف نقطة الضعف الأساسية لإسرائيل وهي الجبهة الداخلية «وهناك مرحلة جديدة: نُقصف ونقصف نُقتل ونقتل نُهجَّر ونهجر نواجَه ونواجه»، لذلك يقومون بكل تلك المناورات لطمأنة الداخل بقوة إسرائيل وقال لهم السيد «اعملوا مناورات بقدر ما تريدون ولكن عندما تبدأ سقوط الصواريخ في كل مكان من فلسطين المحتلة ساعتها نرى ما نتيجة هذه المناورات».

القلق الإسرائيلي والخوف على مستقبل كيانهم موجود وواقعي وينبع بحسب السيد حسن من: «وجود إرادة المقاومة، المقاومة مصداق، إرادة المقاومة أوسع اكبر، إرادة سياسية ، إرادة ثقافية، إرادة شعبية ، إرادة عسكرية، إرادة أمنية وميدانية، من وجود إرادة المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وصولاً إلى إيران، هم يعرفون أن هذه الإرادة موجودة، ويعرفون أيضاً أنه في المقابل هناك من يعمل ومن يتهيأ ومن يتجهز ومن يستعد ليوم من الأيام».

وبالإضافة إلى المناورات فإن إسرائيل توظف كل صداقاته وعلاقاتها «من أجل أن تأتي الوفود إلى بلادنا والى منطقتنا للضغط على لبنان على سوريا على الفلسطينيين، ومن أجل أن لا نزداد قوة وأن لا نملك إرادة القوة، وهذا الذي أدخل لبنان، في الحقيقة، في دائرة الاهتمام، قبل أيام هناك كلام واضح وشفاف للسيد الرئيس بشار الاسد وأنا أتمنى أن يكون هناك هكذا وضوح وشفافية بكلام المسؤولين العرب الرسميين عموماً: يقول إن العالم يحترم سوريا ويهتم بسوريا لماذا؟ يعني جيد أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه، مع شعبه، مع ناسه ويقول الذي هو مقتنع فيه، فالرئيس الأسد يقول إن العالم يحترم سوريا ويهتم سوريا لأنها تدعم المقاومة، هذا صحيح طبعاً، المقاومة في لبنان وفي فلسطين، موقف المقاومة والممانعة في المنطقة، أريد أن أكمل أن سوريا تدعم المقاومة أما في لبنان فالمقاومة موجودة في لبنان وحاضرة في لبنان وفي أرض لبنان وميدان لبنان، ولذلك نعم لبنان في دائرة الاهتمام كان وما زال أكثر من أي وقت مضى ... أنا أريد أن أقول إن بعض الوفود العربية تأتي إلى لبنان للمساعدة، للتضامن، للتعبير عن العلاقات الأخوية، لكن أغلب الوفود الأجنبية وبعض الوفود العربية لماذا تأتي إلى لبنان؟ لأن في لبنان يوجد مقاومة... كل من يأتي إلى هنا يأتون ليطمئنوا على إسرائيل وليس على لبنان، وهم يأتون لكي يحموا إسرائيل وليس لأجل أن يحموا لبنان».

وانتقل السيد بعد ذلك للحديث عن المستقبل حيث استشهد بخطاب وزيرة خارجية أمريكا أمام اللوبي الصهيوني التي أكدت فيه أن العوامل الديموغرافيا والايديولوجيا أي العقيدة السياسية والتكنولوجيا تجعل هذا الأمر مستحيلا، فلا يمكن أن تستمر إسرائيل في تهويد القدس وبناء مستعمرات وتبقى محاصرة غزة وتهدد لبنان وسوريا وإيران.

فبالإضافة إلى العامل الديمغرافي الذي يمنع قيام دولة يهودية نقية فهناك عامل آخر يجب التفكير فيه وهو النتائج السياسية للصراع القائم حالياً (بحسب الوزيرة كلينتون) بين أولئك الموجودين في المنطقة الذين يقبلون السلام والتعايش مع إسرائيل وأولئك الذين يرفضونه، فـ «عندما ترى شعوب المنطقة أن مسار التسوية لا ينجز شيئا فيما مسار المقاومة يستعيد أرضا وأسرى، ويكوّن قوة ويعطي كرامة ومنعة، ويربك العدو الإسرائيلي، فبدلا من أن يكون العربي شحاذا يصبح الإسرائيلي كذلك، مع الوقت ما يسمى بالاعتدال يتراجع ويضعف ومع الوقت اذا كان هناك اليوم من هو حاضر لأن يقدم تنازلات في تسوية مذلة لإسرائيل، مع مضي السنين وتطور الأوضاع لن تجد إسرائيل في المنطقة من هو حاضر ليوقع معها تنازلات مذلّة أو يعقد معها تسويات بشروطها».

أما العامل الثالث والآخير فهو التقدم التكنولوجي فـ «تكنولوجيا الصواريخ لم تعد معقدة وليست غالية الثمن او مكلفة او صعبة، ويمكن تصنيعها محليا، ولدينا في المنطقة العربية عقول وأدمغة ولكنها تحتاج الى قرار سياسي، أي يمكنك ان تنشئ قوة صاروخية تستطيع ان ترسي توازن ردع بثمن عشر طائرات ميغ، بكل بساطة. اذن هي ليست مكلفة او معقدة او صعبة، ومواجهتها ليست بالامر السهل. كل ما تسمعونه عن باتريوت والقبة الحديدة لا تفعل شيئا مقابل صواريخنا».

ويقول سماحة السيد «الاسرائيليون عندما يجرون مراجعة العام 2000 يعضون اصابعهم ندما، ويقولون لو اننا قبل العام 2000 اجرينا اتفاقا مع سوريا ورددنا لها الجولان لكنا تخلصنا من لبنان وحزب الله وحماس والجهاد وكل ما يسمى مقاومة وفوقهم ايران ايضا، لكننا كابرنا ولم نجر هذه التسوية، طبعا هذا تقييمهم ومراجعتهم».

وفي نهاية خطابه أكد قائد المقاومة على المعادلات التي وضعها في أي مواجهة جديدة في العدو الإسرائيلي «المطار مقابله مطار والميناء بالميناء والمدينة بالمدينة والبناية بالبنايات والكهرباء بالكهرباء والمصنع بالمصنع»، وأضاف إليها معادلة جديدة «في أي حرب مقبلة تريدون شنها على لبنان إذا حاصرتم ساحلنا شواطئنا وموانئنا فإن كل السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتجه إلى موانئ فلسطين على امتداد البحر الأبيض المتوسط ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية. أنا أتحدث الآن عن البحر الأبيض المتوسط، ولم نصل بعد إلى البحر الأحمر».

وفي ختام الكلمة قال السيد حسن نصر الله «تعالوا لنقلب المعادلة، لماذا سنظل في موقع دفاعي - وأتحدث على المستوى النفسي - أن لبنان خائف ونريد من يطمئن لبنان، كلا لتكن إسرائيل خائفة وتذهب لتفتش عمّن يطمئنها، أنا لا أريد أن أطمئنها ولا المطلوب أن نطمئنها، إسرائيل عندما تطمئن تعتدي، وإسرائيل عندما تخاف تنكفئ، ولذلك المطلوب أن تخاف إسرائيل من الحرب أمّا لبنان فمن غير اللازم أن يخيفه أحد من الحرب.. اسمحوا لي أنّ أقول "اللي بيضل حامل قصة الحرب" ويتحدثون عن الحرب ويدعون إلى نزع السبب وهو سلاح المقاومة، "فليريح عديلته" قليلا فهذا لا فائدة منه، المقاومة وحضورها الإستراتيجي وحضورها داخل المعادلة تجاوز بعيدا كل هذه الخطابات وهذه الحسابات، واليوم العدو خائف وسيظل خائفا وسنبقيه خائفاً».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.