تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كراهية مصر؟



لفت انتباهي تصريح للكاتب المصري السيد مصطفى الفقي ، يعرب فيه عن خيبة الامل من نظرة العرب الى مصر. فهو يجهر بالشكوى من ان العرب باتوا يعتبرون مصر اما عميلة لاسرائيل واما فرعونية!
محزن حقا ان تصل الامور الى هذا الحد، وان يضطر كاتب محترم محسوب على التيار العروبي في ارض الكنانة مثل الفقي الى الشكوى من وجود آراء ليست بعيدة – للاسف - عن قناعات فئات كثيرة من الراي العام العربي . وسبب هذا التدهور في سمعة مصر ومكانتها وفي تكون القناعات التي يتحدث عنها السيد الفقي ، يعود الى السياسة التي تمارسها الاوساط الحاكمة المصرية . فمصر تخلت طواعية عن دورها باعتبارها اكبر دولة عربية، وعوضا عن دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، باتت القاهرة وسيطا بين العرب واسرائيل مع انحياز لافت الى الموقف الاسرائيلي . فالسياسة المصرية دعمت العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف 2006، والقاهرة الرسمية شاركت عمليا في العدوان الاسرائيلي على غزة من خلال فرض الحصار الظالم الذي لا يزال مستمرا حتى اليوم، والقاهرة اتخذت خطا ثابتا في تبني الساسة الامريكية في المنطقة ، وفي الانحياز الى الساسة الاسرائيلية فيما يتعلق بايران.وفي لبنان دعمت القاهرة - ولا تزال- الاطراف التي تعادي المقاومة وتجاهر بعلاقاتها مع اسرائيل. وخير صديق للحكومة المصرية بات سمير جعجع الملطخة يداه بدماء اللبنانيين والذي يفاخر بعمالته لاسرائيل . والعرب كلهم صعقوا من الحملة التي نظمتها الاوساط الرسمية في مصر على العرب والعروبة بسبب مباراة رياضية مع الجزائر ، و صحف القاهرة و قنواتها الفضائية تعج باراء تعتبر مصر فرعونية وتشكك بانتماء الشعب المصري الى العروبة والاسلام . وقد دهشت عندما كنت في زيارة الى بعض المواقع السياحية لمصر من قول الدليل السياحي- وهو استاذ في جامعة القاهرة - من ان العرب احتلوا مصر وفرضوا عليها لغتهم وثقافتهم ،وان الشعب المصري يجاهد الان ليتحرر من الاحتلال العربي ! ومن نافلة القول الحديث عن الشك والريبة التي تسود العلاقات المصرية السودانية.
يا دكتور مصطفى ، لا نريد ان نكرر السؤال الذي يطرحه الامريكيون عادة: لماذا يكرهوننا؟ لان الجواب معروف. فعوضا عن الشكوى من انتشار الاراء السلبية لدى قطاعات واسعة من الشارع العربي ازاء مصر ، لا بد من العمل على تغيير هذه القناعات من خلال تغيير السياسة المصرية وجعلها اقرب الى القضايا العربية واكثر استقلالية عن المواقف الامريكية والاسرائيلية . ولابد من لجم افاعي الاعلام المأجور في مصر والتي تطلق يوميا فحيحا ساما ضد العرب وتركز على الخسائر التي لحقت بمصر جراء انتمائها العربي.نحن لا نريد لمصر الا الخير والتقدم ونود ان تعود مصر الى جلدها العربي الذي اخرجوها بالقوة منه ، وان تمارس دورا مميزا في قيادة العرب والعروبة .. وانذاك ستتغير الصورة وتعود مصر كنانة للعرب ،والدرع الذي يحميهم ويذود عنهم.
*عنوان المركز على الانترنت:
www.chinaasia-rc.org

 

                                                      محمد خير الوادي- رئيس مركز دراسات الصين واسيا 16/5/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.