تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

62 عاما على النكبة.. والفلسطينيون مازالوا يحلمون بالعودة

 

محطة أخبار سورية

إنه الحنين للوطن ؛ "لا يعدله ثمنٌ ، ولا بديل له أو عنه" ... هذه هي المعادلة التي وضعها الفلسطينيون نُصب أعينهم منذ أن ُشّردوا قبل 62 عاماً من ديارهم في حيفا واللد ، والرملة ، وغيرها من المدن والقرى على أيدي العصابات اليهودية الإرهابية  التي لم تكتف باغتصاب الأرض وقتل أهلها ؛ بل حاولت جاهدة وعلى مدار تلك الفترة الطويلة مسح هويتهم بكل الوسائل ، مستغلة غطاء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من جهة ، والتواطؤ الدولي والضعف العربي والإسلامي من جهة ثانية ؛ لكن وبالرغم من ذلك فإن أصحاب القضية ظلّوا في قلاعهم يخوضون المعركة تلو الأخرى لتثبيت حقهم وترسيخه.

 

"الانتقاد" وفي الوقت الذي جرى فيه الإعلان عن إطلاق ما باتت تعرف بمفاوضات التقارب غير المباشرة بين كيان العدو والسلطة الفلسطينية بإشراف العرّاب الأمريكي للتسوية في الشرق الأوسط جورج ميتشل ، استطلعت وعلى غير العادة آراء شريحة من الشباب الفلسطينيين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على إرث الآباء والأجداد. 

 

يقول محمد ـ وهو شاب غزي في العشرينات من العمرـ :" إن ذكرى النكبة تختلف هذا العام عن السنوات السابقة ؛ لاسيما من حيث الظروف فالوضع الفلسطيني يمر بمنعطف خطير يتمثل في تساوق غالبية الأنظمة العربية مع إرادة أمريكا وإسرائيل لتمرير مخططات تصفوية للقضية التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى".

 

ويرى محمد الذي لم يُكتب له حتى الآن رؤية مسقط رأس والده وأجداده في قرية "الجورة" القريبة بعض الشيء من حدود قطاع غزة أن الأجيال الفلسطينية الناشئة ورغم الفاصل الزمني بينها وبين أسلافها ؛ إلا أنها تعيش فصولاً مشابهة من النكبة والويلات التي مر بها من سبقوهم ؛ بل وفي بعض الأحيان أشد ضراوة بهدف إرهاب هذه الأجيال ، وجعلها تفكر في ترك أرضها ، أو في الحد الأدنى التفكير في مسائل الوطن البديل ، والتوطين ، والتعويض ؛ وغيرها.

 

أما أبو إبراهيم – وهو من سكان القرى الشمالية لمدينة طولكرم بالضفة الغربية- فاكتفى بتكرار الوصية التي حمّله إياها والده للاحتفاظ بأوراق بيته وأرضه في "خربة زلفة" البعيدة عن مركز المدينة حوالي 15 كم حتى آخر ولد في نسله ، ونسل أشقاءه الـ5.

 

يقول أبو إبراهيم (37 عاماً) :" صحيح أن أولادي لا يعرفوا سوى بعض المعلومات عن بلدتهم الأصلية ؛ لكنهم لا يُفوتوا فرصة واحدة للقراءة عنها أو مشاهدة صورها النادرة ، وهذا جزء هام من دورنا نحن الآباء لكي نجعل الأجيال الصاعدة متعلقة بأصلها وتراب وطنها الغالي ؛ فمهما مرت السنوات ستظل هذه الأرض لنا شاء العدو أم أبى".

 

أحوال هؤلاء اللاجئين لم تختلف كثيراً عن أولئك الذين لازالوا في ديارهم منذ نكبة عام 1948؛ إنهم فلسطينيو الداخل الذين كانوا وسيظلوا رأس الحربة في الدفاع عروبة أرضهم ، كما يقول الشيخ عبد المجيد – من سكان مدينة يافا- الذي بلغ حديثاً عامه الخامس والخمسين.

 

يضيف عبد المجيد أنه وغيره من أهالي "عروس فلسطين" باتوا يشكلون شوكة في حلق أقطاب العنصرية اليهود ؛ ورغم من كل المحاولات "الإسرائيلية" الرامية لطمس معالم المدينة الإسلامية سواء عبر هدم المساجد وتحويلها إلى أماكن للرذيلة ، أو نشر الآفات بين الجيل الشاب من خلال تزويدهم بالمخدرات وغيرها ، إلا أن الوعي الديني والوطني لدى الجماهير في ازدياد مستمر.

 

وعن الرسالة السنوية التي يقرأها فلسطينيو الداخل بالتزامن مع حلول ذكرى النكبة ، قال عبد المجيد:" إننا نرى فيها مناسبة للتأكيد مجدداً على أن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وضع نصب أعينه أنه لا راحة بعد اليوم حتى يعود إلى أرضه التي هُجّر منها ، وأنه لا بد لهذا الجرح الغائر أن يندمل". 

 

ما سبق من كلمات تتعدى حدود الزمن ، وكما أثبتت التجربة يتجدد عهد الفلسطينيين في الخامس من أيار من كل عام بأن يظلوا حاملي لواء العودة دون اكتراث بالتهديد والمغريات.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.