تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

استقرار العراق أولوية عراقية وعربية وإقليمية:

 

 
منذ عشرات الأعوام لم يهنأ العراق بالعيش الهادئ ولم ينعم بالراحة. فمن الحرب العراقية ـالإيرانية إلى حرب الخليج الأولى مروراً بحرب الخليج الثانية وصولاُ إلى خضوع هذا البلد العربي الغني بمقدراته وثرواته وحضارته لأعوام عدة من الاحتلال الأجنبي الذي بات يتحكم بمصيره ومستقبله.
ولكن المؤلم والمفجع والأقسى والأمر هو حمامات الدم اليومية التي تحصد الضحايا الأبرياء وتحول حياة الآلف من الأسر إلى جحيم والعديد من الأمهات إلى ثكالى، والتي يجب إيقافها فوراً وبكل السبل.
آن للعراق أن يستقر بخروج القوات الأجنبية من أراضيه لينعم شعبه بالهدوء ويعود النازحون والمهاجرون والمهجّرون من أبناءه. آن للعراق أن يستقر لينعم أهله بخيراته، وليتمكنوا من إعادة بناء هذا البلد الذي أنهكته الحروب المتواصلة وأعادته عشرات الأعوام إلى الوراء.
آن للعراق أن يتحرر من نير الاستعمار وجنوده المحتلين ليعود إلى ممارسة دوره الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وليواجه التخلف ولينهض قوياً في وجه شبح التمزق والتفتت.
آن للعراق أن يعود لممارسة دوره العربي والإقليمي والدولي، لاسيما, ان هناك خريطة إقليمية جديدة يتم رسمها للشرق الأوسط بأيدي أبناء المنطقة تقوم على التعاون والتكاتف لتحقيق السلام والازدهار والنمو وإلغاء فكرة الحروب والاحتلال وإبعادها.
إن عودة العراق إلى ممارسة دوره الطبيعي وسط علاقات متوازنة وإيجابية مع محيطه وجيرانه، لاسيما مع سورية وتركيا وإيران والسعودية والكويت، سوف تساعد في خلق منطقة اقتصادية وازنة يحسب العالم لها ألف حساب، تواكب الاستقرار السياسي الذي بدأت بتحقيقه كل من سورية وتركيا وإيران عبر السعي لحلّ كل المشاكل العالقة بين دول الإقليم والعمل معاً في إطار تعاون استراتيجييخدم مصالح شعوب المنطقة.
إن استقرار العراق حيوي بشكل كبير لاستقرار المنطقة ونموها وتطورها، وحيوي قبل كل شيء لإعادة بناء العراق نفسه ولإعادة أبناء العراق، الملايين الأربعة، ليعيشوا في وطنهم السيد المعافى.
ولذلك، فإن العراق يحتاج من كافة فئات الشعب العراقي ومكوناته وقياداته وطوائفه وأحزابه إدراك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم لتأمين وحدة واستقرار العراق وتطويره وسط محيطه، والترفع عن الحسابات والمصالح الشخصية وتقديم مصلحة الوطن والمنطقة على المكتسبات الضيقة والمحدودة وبعيداً عن المناكفات والمطامع السياسية والحزبية والطائفية الآنية والمرحلية.
لابد للقيادات العراقية وأصحاب الشأن والغيارى وصوت العقل، من السعي الحثيث إلى تشكيل حكومة عراقية بأقصى سرعة تمثل الشعب العراقي بكل أطيافه، تستطيع القيام بالأعباء التي تنتظرها أولاً في إيقاف حمامات الدم اليومية، وثانياً في تحقيق الاستقرار وإعادة البناء والتواصل مع المحيط بشكل سليم ووفق أفق رحب وواسع وبما يخدم مصالح الوطن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.