تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تحديث المناهج مهم جداً.. لكن الأهم الالتزام بتنفيذها

 

محطة أخبار سورية.. خاص

تقوم وزارة التربية ومنذ أعوام بتعديل وتغيير وتطوير المناهج المدرسية في المراحل الدراسية الثلاثة؛ الأساسي والإعدادي والثانوي. وهي الآن، على ما نسمع، بصدد تعديل المناهج وتطويرها مرة أخرى.

 

بالتأكيد لسنا ضد تطوير مناهج الطلبة وتحديث مقرراتها لتواكب القضايا الحياتية المعاصرة والتطور العلمي والتكنولوجي والمعرفي والتنموي ولتحتوي أحدث العلوم وبأسلوب علمي شيّق يعمم الفائدة ويمنح أبناءنا المعرفة ويمدّهم بالخبرة التي يحتاجونها في حياتهم المستقبلية. بل إننا نؤكد على دور الوزارة الأساسي في القيام بهذا الجهد التحديثي بأفضل ما يمكن.

 

ولكن عندما نقول "بأفضل ما يمكن" فإننا نشير إلى ضرورة تأكد وزارة التربية من أن المناهج التي تضعها بين أيدي طلابنا الأعزاء يتم استيعابها وفهمها وتحقق الغاية المرجوة التي وضعت من اجلها، وهنا بيت القصيد. وفيما يلي سنلفت نظر الوزارة إلى عدد من الملاحظات التي تؤكد أن الالتزام بالمناهج ليس جدياً وأن الفائدة ليست كبيرة والهدف لم يصب كما تشتهي.

 

> لم يتم استخدام بعض الكتب منذ بداية العام الدراسي مطلقاً بسبب الاعتماد على الملخصات<

 

أولاً، يتجنّب العديد من المدرّسين تنفيذ المناهج وفق الخطة الدرسية المقررة من الوزارة، وفي نهاية العام الدراسي نجد أن العديد من الدروس لم يتم شرحها أو حلها أو حتى التعاطي معها، وكأنها غير موجودة في المنهاج المدرسي. بل، وأكثر من ذلك، فإن العديد من المدرّسين لا يشرحون الدروس المقررة في المنهاج ويكتفون بتلخيصها فقط، ويتابع الطلبة الملخصات دون الرجوع إلى الكتاب الأساسي. والأدهى من ذلك، انه وبعد تلخيص الدروس واعتماد الملخصات، يعمد بعض المدرّسين والمدرّسات قبل فترة الامتحان إلى حذف بعض الدروس والفقرات من الملخصات نفسها: أي تلخيص التلخيص. وأنا أتحدث عن مدارس في العاصمة دمشق وفي المزة والمهاجرين وليس في الميادين أو شمال حلب أو جنوب درعا. أما الخلل اللغوي والمعرفي الذي يرافق عمليات التلخيص فموضوع له تفصيلاته.

 

مسألة أخرى قد تعيق تطبيق المناهج المعدلة هي كفاءات المدرّسين وأعدادهم وتوزيعهم. ففي العديد من مدارس دمشق مثلاً، يمضي الشهر الأول من العام الدراسي قبل أن يستقر البرنامج اليومي وقبل أن يُعرف ويحدد مدرّسو المواد.. ثم يجري وضع البرنامج بما يتلاءم مع ظروف المدرّسين والمدرّسات وتأمين يوم فراغ ثالث لهم في الأسبوع، وليس بما يتناسب وكيفية تطبيق المنهاج بالشكل الأمثل وبما يناسب وضع الطلاب وقدرتهم على الفهم. وإلا ما معنى أن يكون لدى شعبة في الصف الثاني الثانوي ثلاث حصص رياضيات في يوم واحد أو ثلاث حصص لغة إنكليزية أو لغة عربية في يوم آخر.

 

ومع ذلك، قال لي أحد المديرين: " هذه ليست المشكلة.. المهم أن يكون لدينا مدرّسين أكفاء لكافة مقررات المنهاج حتى لانقع في مشكلة النقص والتأخير في تنفيذ المنهاج". وأضاف، "المهم أيضاً أن يلتزم المدرسون وأن لايتكرر تبديلهم خلال العام الدراسي أكثر من مرّة".

 

أمر ثالث لابد ان تلتفت إليه وزارة التربية باهتمام أكبر هو أعداد الطلاب الكبيرة في الشعب المدرسية. فأعداد الطلاب المرتفعة في الشعب (تتجاوز الخمسين في كثير من الحيان) مع اختلاف مستوى الطلاب وتفاوت قدراتهم وجديتهم، يجعل من الصعب على المدرّسين إيصال مضمون المناهج بالشكل الأمثل إلى الطلبة، وهذا ينعكس سلبياً على العملية التعليمية ولاسيما في مقررات اللغات الأجنبية وبعض المواد العلمية.

 

إننا إذ نثني على جهود وزارة التربية في تطوير المناهج وتحديثها، نؤكد على أهمية أن تقوم الوزارة بمتابعة تنفيذ المناهج الموضوعة والمقررة وفق الخطط المحددة وبالشكل الأمثل والصحيح لتعميم الفائدة ولمنع تقزيم هذه المناهج وتشويه محتواها، وحتى لا تظل في نهاية المطاف حبراً على ورق.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.