تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهلاً بالرئيس الروسي مدفيديف

مصدر الصورة
SNS

محطة أخبار سورية

تعود العلاقات بين العرب وروسيا إلى العصور التجارية حيث جرى تبادل السفارات بين الخلافة العباسية في بغداد والإمارات الروسية القديمة وكان أشهرها سفارة أحمد بن فضلان إلى بلاد الروس وشمال أوروبا والتي كتبت حولها العديد من الأساطير وألهمت العديد من الأعمال الأدبية والدرامية، فيما كان التبادل التجاري ناشطاً عبر الفرع الشمالي لطريق الحرير الشهيرة التي كانت تمر عبر القسطنطينية وحوض الفولغا لتنتهي في نوفغورود أقدم المدن التجارية الروسية، وتذكر كتب التاريخ أن أعيان وأغنياء الروس التجأوا إلى بلاد الإسلام هرباً من موجة الغزو المغولي الكاسح التي قادها جنكيز خان.

بعد تحرر الروس من السيطرة المغولية وامتدادهم جنوباً عاد اهتمام روسيا بالعالم العربي يتجدد مع عودة التواصل بين الحضارتين الروسية والعربية الإسلامية، ففي القرن الثامن عشر أسست أولى القنصليات الروسية في سورية (دمشق) وتم إدخال أول مطبعة عربية إلى روسيا فيما أصدرت الإمبراطورة كاثرين الثانية أمراً بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه على رعاياها من المسلمين، وتم تأسيس معهد متخصص بدراسات الحضارة العربية الإسلامية في عاصمة القياصرة سان بطرسبورغ والذي يعد من أهم معاهد الاستشراق في العالم.

مع نشوء السلطة السوفيتية تطورت العلاقة بين البلدين بإنشاء علاقات ديبلوماسية كاملة عام 1944 ودخول سورية الحرب إلى جانب الاتحاد السوفيتي وبقية الحلفاء ضد ألمانيا النازية ودول المحور وإصرار الاتحاد السوفيتي على أن تكون سورية من الدول الموقعة على ميثاق إنشاء الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945، كما لعب الاتحاد السوفيتي دوراً أساسياً في تحقيق جلاء القوات الأجنبية عن سورية بتبنيه قرار مجلس الأمن الذي يطلب مغادرة القوات الفرنسية والبريطانية الأراضي السورية وهو ما تم في 17 نيسان 1946.

في الخمسينيات انتقلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث دعمت روسيا القضايا العربية في المحافل الدولية وعلى رأسها قضية فلسطين ووقفت موقفاً حازماً ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث وجهت إنذار بولغانين الشهير ضد الدول المعتدية، كما زودت سورية بأول صفقة من السلاح عام 1955 والتي كسرت من خلالها سورية الاحتكار الغربي لتصدير السلاح.

في المجال الاقتصادي كان معرض دمشق الدول الثاني أول مناسبة تشارك فيها الصناعة السوفيتية في معرض عالمي وهو ما أسس لعلاقة تعاون اقتصادي وثيق تمثل في تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية الحيوية في سورية بخبرات ومعونات سوفيتية حيث نفذ 63 مشروعاً أهمها سد الفرات ومجموعة السدود الكهرومائية على كامل حوض الفرات، بالإضافة إلى مد خطوط السكك الحديدية والمعامل والمصانع وغيرها من المرافق الاقتصادية والمساعدة في استثمار النفط وطنياًَ.

التعاون العسكري تطور أيضاً بين البلدين حيث زود الاتحاد السوفيتي سورية بالسلاح الذي مكنها من خوض حرب تشرين التحريرية عام 1973 وحرب الاستنزاف التي تلتها وردع أي محاولات اعتداء إسرائيلية ضدها، إضافة إلى تقديم الغطاء السياسي حيث منع الفيتو السوفيتي مجلس الأمن مرتين من إصدار قرارات جائرة وظالمة بحق سورية.

في المجال العلمي والأكاديمي والثقافي استقبلت جامعات روسيا ومعاهدها العديد من الطلاب السوريين حيث يقدر عددهم بين 30 إلى 35 ألف خريج شكلوا أجيالاً من الكوادر الأكاديمية والعلمية في سورية، كما قامت دور النشر بترجمة العديد من المؤلفات العربية إلى اللغة الروسية والمؤلفات الروسية وغيرها من دول الاتحاد السوفيتي إلى اللغة العربية.

بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي عام 1989 تباطأ التعاون والتبادل التجاري بين البلدين إلى أن قام الرئيس بشار الأسد بسلسلة من الزيارات إلى موسكو في 25-1-2005 و18 و19-12-2006 وفي آب 2008.

تم خلال هذه الزيارات التي قمنا بتوثيقها في كتابنا (موسكو – دمشق علاقة متجذرة ومتجددة) حل كافة المشاكل العالقة بين الدولتين والتي أعاقت نمو وتطور العلاقات التجارية بين البلدين وكانت النتيجة المباشرة ارتفاع قيمة التبادل التجاري من 185 مليون دولار عام 2005 إلى أكثر من ملياري دولار عام 2008، وقامت روسيا بإنشاء محطتين جديدتين لإنتاج الغاز المسال وهما معمل شمال المنطقة الوسطى ومعمل جنوب المنطقة الوسطى وخط الغاز العربي من تنفيذ شركة «ستروي ترانس غاز» العملاقة الناشطة، كما تقوم بالتنقيب عن النفط في سورية شركة «تات نيفت» وتتابع روسيا تنفيذ الكثير من المشاريع الحيوية.

يزور سورية في 11-5-2010 الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والسيدة عقيلته في أول زيارة من نوعها يقوم بها رئيس روسي، ومن المتوقع أن تقدم هذه الزيارة دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين حيث أكد مصدر سورية رفيع المستوى أن «العلافات السورية – الروسية تتطور وتتصاعد وهناك آفاق رحبة أمامها»، في حين أكدت المصادر الروسية أن روسيا مهتمة بزيادة تعاونها مع سورية في كافة المجالات وعلى الأخص في مجال توليد الطاقة والنفط والغاز وفي المجال العسكري حيث ستستمر روسيا بتزويد سورية بالأسلحة الدفاعية ومنظومات الدفاع الجوي رغم الاعتراضات الأمريكية والإسرائيلية، بالإضافة إلى اهتمامها بالعملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط على المسارات كافة باعتبار أنه «لا يمكن أن تقوم تسوية شاملة وقابلة للحياة في المنطقة من دون مشاركة سورية»، وأيدت روسيا الوساطة التركية وأبدت استعدادها لأن تقوم بدور مشابه في حال طلب الطرفان ذلك.

الرئيس ديمتري أناتوليفيتش ميدفيديف:

من مواليد 14-9-1965 في لينينغراد (سان بطرسبورغ)، لأبوين يدرسان في الجامعة الأب في كلية الطب والأم في كلية اللغة الروسية وآدابها.

درس في مدارس لينينغراد والتقى فيها زوجته سفيتلانا ولهما ولد واحد إيليا (إلياس).

درس الحقوق في جامعة لينينغراد 1982-1987 وحصل على درجة الدكتوراه 1990، وألف أول كتب القانون للجامعة عام 1991، ونال عنه جائزة تقديرية.

زاول مهنة المحاماة بين عامي 1990-1999 وكان مختصاً بقانون الشركات والقانون التجاري، وعمل مستشاراً لعمدة سان بطرسبورغ وتعرف هناك على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رئيس وزراء الاتحاد الروسي حالياً).

عام 2000 أصبح رئيس شركة غاز بروم الروسية كبرى شركات النفط في العالم.

عام 2003 أصبح كبير مساعدي الرئيس بوتين.

عام 2005 أصبح النائب الأول لرئيس الوزراء.

انتخب رئيساً لروسيا في 2-3-2008.

مرة ثانية نقول أهلاً بالرئيس ميدفيديف في دمشق.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.