تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تعاون وتبادل ثقافي وأكاديمي

في «ديوان الحضارة» ببيروت لبنان أقيم مساء الجمعة 6-11-2009 حفل توقيع اتفاقيات تعاون علمي وأكاديمي ما بين مؤسسات المعهد العربي التربوية ممثلة برئيسها النائب د. حسين علي يتيم، وجامعة دار الحكمة الكندية المفتوحة ممثلة برئيسها ومؤسسها سماحة د. السيد زين العابدين الحسيني الشهرستاني وجامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة ممثلة برئيسها ومؤسسها الشيخ البروفيسور       د. مخلص أحمد الجدة.
وتتضمن الاتفاقيات اعترافا متبادلاً بين مؤسسات المعهد العربي التربوية وجامعتي دار الحكمة الكندية المفتوحة وجامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة، كما تنص على تنسيق المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية وتبادل الزيارات والإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه وتبادل البحوث والرسائل العلمية، كما تتضمن أسس التعاون العلمي والثقافي والأكاديمي بما فيه تبادل الخبرات وتبادل الوثائق والاعتراف بالشهادات المعتمدة والصادرة عن المؤسسات المذكورة.
وقد حضر الحفل – الذي كان لي شرف المشاركة فيه - عددٌ من الشخصيات الفكرية والتربوية والثقافية والإعلامية.
وجامعة دار الحكمة الكندية المفتوحة تهدف إلى إشاعة التعليم بين الشباب والكبار ولمن فاتته فرصة التعليم في حياته الماضية، وهي تتبع لـ «مؤسسة الحكمة الكندية» التي تأسست عام 2006 في مدينة مونتريال – كندا وهي مؤسسة كندية، إسلامية، علمية، أكاديمية، مستقلة، غير ربحية لا تتعاطى السياسة وليس لها أي توجهات حزبية أو طائفية وغير مرتبطة بأي حزب أو مرجعية أو دولة اعتماداً على مبدأ أن كل فكرة يمكن أن تخدم الإنسان إذا ما كانت الحكمة والحوار البناء هدفا لها، وأنّ كل فكرة يمكن أن تكون سلبية إذا ما ابتعدت عن ذلك.
وتتبنى مؤسسة دار الحكمة الكندية منهج الحوار بكل أبعاده الدينية والإنسانية والعلمية مع جميع الأديان والمذاهب وقبول الآخر بروح إنسانية عالية، وكان قد سبق لي أن تحدثت عنها بإسهاب في مقال سابق بعنوان «مؤسسة دار الحكمة الكندية».
أما «جامعة الحضارة الإسلامية» فهي جامعة مفتوحة تنشط في المغتربات وتقدم فرصة التحصيل الأكاديمي للشباب العربي في المهجر باللغة العربية، وبمواضيع تخص الحضارة العربية والإسلامية، وهي مؤسسة تمتاز بفكرها المنفتح على الحوار وقبول الآخر وتفهم الغنى والتنوع الذي تمتاز به حضارتنا، وترسخ قيم المحبة وروح المودة وتنمية الإنسان العربي والمسلم، وتزويده بالمعارف والعلوم، وخير مثال على ذلك مؤتمرها الخامس الذي عقدته في فندق السفير في بيروت يوم 27-2-2009 والذي حمل عنوان «مسيحيو المشرق أعمدة الحضارة العربية» والتي تم خلاله تكريم عدد كبير من المفكرين والباحثين والإعلاميين العرب، وكان قد سبق لي أن تحدثت عن هذا المؤتمر الذي شاركت فيه في مقال سابق بعنوان «جامعة الحضارة الإسلامية».
تم إنشاء أولى مؤسسات المعهد العربي التربوية في لبنان عام 1958، وهي في ازدياد حتى أصبحت اليوم تغطي مختلف مناح التعليم الأكاديمي والمهني وهي تقدم خدماتها التعليمية في المجالين العام والمهني للطلاب في كافة الأعمار وفي مختلف الاختصاصات، فتضم في قسم التعليم العام اليوم ثلاث مدارس: مدرسة دار الحنان للمرحلة الابتدائية، ومدرسة لبنان الأخضر للمرحلة المتوسطة، وثانوية بيروت العربية.
أما في مجال التعليم المهني فتضم مؤسسات المعهد العربي التربوية: المعهد العربي للعلوم المهنية، معهد الحسين بن علي، معهد المعلوماتية والفنون التقنية، معهد العلوم الفندقية، معهد العلوم التمريضية، مركز فينوس للتجميل، كما تضم مؤسسات المعهد «الأكاديمية الأميركية للعلوم التقنية».
ويعتبر مدير ومؤسس المعهد العربي د. حسين علي يتيم من الشخصيات التربوية والسياسية والاجتماعية الناشطة والبارزة في لبنان، فهو من مؤسسي المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وحركة أمل، كما مثل العاصمة بيروت في مجلس النواب، وحاز على وسام المعارف من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية، واختير شخصية العام في لبنان عام 2002، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة، بالإضافة إلى إجازة في الأدب العربي من الجامعة نفسها.
إن هذه الاتفاقيات الموقعة هي خطوة محمودة ومطلوبة ومشجعة في مسيرة العمل الأكاديمي العربي، وإضافة مباركة لمسيرة التعاون الثقافي بين المؤسسات الناشطة في المجتمعات العربية في الوطن والمهجر، فالمؤسسات التعليمية والأكاديمية النشطة هي من أبرز العوامل التي تساعد على تعزيز الهوية الثقافية للنشء، وهي خط الدفاع الأول للحفاظ على حضارتنا حية.. فاعلة.. منتجة.. منفتحة.. ومنتشرة في وجه الفضاء المفتوح وبعضه الملوث وعولمة متوحشة تحاول إلغاء الخصائص الثقافية المتميزة لكل شعب.
وهي جهود مطلوبة بين الشعب العربي في الوطن، لكنها أشد أهمية وتأثيراً بين الجاليات العربية في المهاجر والمغتربات.
تحية وتقدير لجامعة الحضارة الإسلامية ودار الحكمة الكندية ومؤسسات المعهد العربي التربوية لجهودها المشكورة، وتهنئة قلبية خالصة لهذه الاتفاقية التي نأمل أن تدفع بمسيرة العمل الأكاديمي والثقافي والتربوي العربي خطوات إلى الأمام.
 
                                                                                                                                                                                                                                                            مازن يوسف صباغ

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.