تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جمال الكرة

فن الممكن لذلك أقول وا أسفاه، كرة مصنوعة من جلد الماعز أو الجاموس، كروية تحمل مواصفات القارات الخمس، تثير حماسة الشعوب بين فرح وحزن لحظة تسجيل الأهداف، نتائجها دائماً وأبداً رابح وخاسر؛ ضمن أطر المنافسات، وفي حالات الود ودية أيضاً، تعني أن من اجتهد أكثر يجب أن يفوز، وفي السياسة التي تتدخل بها، وترسم لها طريقها تمتص نقمة الشعوب على بعضها. لماذا أقول جمال الكرة، ومبارك الفوز لمن اجتهد وتعب؛ في منطقة الحياد التي اقتُرحت ووافق عليها الندان، في الكرة الجميلة كانت والدتي تقول ونحن نتحلق حول التلفاز نشاهد مباراة الاقدام والكره : إن عقولكم لاهية بجلدة تتقاذفها الأقدام، لنتخيل هذا، كيف أن العقل ينحدر إلى القدم التي تداعب تلك الكرة الجلدية، والتي لا يمكن لها أن تكون حديدية أو ورقية، من هنا أدخل إلى عالم كرة القدم أداة إلهاء الشعوب، السياسة تحكمها لمصلحة مَن؟ تارة العداوة، وتارة من أجل إنجاز السلام، وتارة لخلق الود، ومنع الضغينة. نحن شعوب أطلق علينا دول العالم الثالث رأفة ورحمة بنا؛ كي لا نحزن من كلمات دول العالم المتخلف، ما جرى بين جمال الكرة والفوز المبارك للجزائر في السودان؛ بلد المأساة والتناحر في دار فور، والترابي، وغرنغ، ومن استلم منه بعد رحيله، لعبة لم تكن لعبة كرة القدم إنما لعبة السياسة الخطيرة .

جمال الكرة يريد أن يمتص رفض الجماهير له وأن يعيدهم إليه، فاستثمر الكرة كاستثمار السيد للعبيد، ونجح في تجييش الشارع الكروي باتجاه الفوز والخسارة، ولو كان البلدان اللاعبان على الكرة متجاورين في الحدود لقامت حرب داحس والغبراء على فرس جديدة اسمها الكرة وجمالها، ولانتفض الثمانون مليون على بلد المليون شهيد، ما هذا الجمال الكروي الذي يسعى للتربع على عرش، ينشد ويحلم أن يصله حتى ولو اضطر الأمر لملايين الجماجم اللاعبة الكروية، لماذا؟ لقد خسروا أولاً ثلاثة لواحد، وربحوا ثانياً اثنان صفر، وخسروا في بلد الحياد واحد صفر، في الأولى لم يتعرضوا لأي نقض، وفي الثانية حاولوا إثارة المشاعر، وفي الثالثة أشعلوا الحرائق وشغلوا الشوارع، كيف يحدث هذا بين أشقاء ناضلوا معاً من أجل قضايا الأمة، والوحدة، والحرية، والاشتراكية؟،
كلٌ ناضل على طريقته: الهواري بو مدين وجمال عبد الناصر لم يألوا جهداً من أجل نصرة الأمة، كانوا أكبر من كل القضايا الصغيرة، ينظرون إلى عيون الأمة يرجون ويأملون ويحلمون بنصرتها، ماذا يجري الآن؟ هل تحول النظر إلى الأقدام التي تداعب جلداً مكوراً؟ وا أسفاه على جمال الكرة ومباركة الفوز، لمن نبارك اليوم، ونحن نلاحظ، ونتابع بأسف شديد أحوال الأمة مابين مؤامرة إنفلونزا الخنازير؛ التي تم اختيار اسمها من أجل قرف الشعوب من بعضها، وإبعاد الإنسان عن أخيه الإنسان، نرى الكرة تتحول إلى إنفلونزا الكرة التي نتمنى ألاّ تكون، وألاّ تنتشر إذا كان فيها كل هذا السم المدسوس في كامل ذاك الدسم .
جمال الكرة بكرويتها، فهي ليست مسطحة ولا مربعة ولا مكعبة، كرة تمتلئ بالهواء، كي تستطيع الأقدام التلاعب بها، تنجز جماليات فنون قذفها واستلامها وتسجيل الأهداف، اثنان وعشرون لاعباً عربياً والحكام غربيون، بعيدون عنا كثيراً، والأرض أرضنا، وحتى وإن كانت محايدة من يصطنع الدسائس، ومن خطَّط لكامل هذا المكر، ومن يخدع الشعب العربي، لماذا كل هذا يجري؟ فقط من أجل كرة؛ جمالها فنونها، لا ينبغي أن يكون للسياسة تدخل فيها، ولا للأحلام التي يسعى إليها البعض من أجل تحقيق رغباته بها، على الرغم من أننا جميعنا مراقبٌ أنها اليوم غدت سياسة، أجل الكرة بكل أشكالها: قدم- ويد - وسلة وتنس- وبيسبول- وحديدية- جميعها لغة لعب سياسية، تستخدم من أجل الوحدة والفرقة، لتحقيق السلام ولبداية القطيعة، وقيام الحروب، لماذا فقط يحدث هذا مع أمتنا من أجل من؟ أدع لكم التأمل فيما يجري والانتفاض عليه، السؤال الأخير هل نحن كرة، مَنْ يتقاذفنا ومَنْ يلعب بنا، وعلى أيِّ ملعب؟! .سياسة والعبادة فيها كياسة .

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.