تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أهلاً برئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو

مصدر الصورة
SNS خاص

مازن يوسف صباغ

تعتبر إسبانيا (الأندلس) الجسر الرئيسي التي عبرت عليه الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا، فكانت «قرطبة» الزاهرة مركز العلم الأهم في الطرف الغربي من المتوسط، وفيها درس كبار العلماء العرب الذين نقلوا علوم الأقدمين من الهند وفارس القديمة واليونان والرومان والسريان والآشوريين والكلدان.. ونقحوها وزادوا عليها، من أمثال ابن رشد وابن الطفيل والزهراوي وابن خلدون وابن العربي وابن الخطيب وابن زيدون وغيرهم.. وما زالت الجامعات في العالم تعتمد الثوب الأكاديمي ذي الشرائط في حفل تخرج طلابها من حملة الإجازة والماجستير والدكتوراه وهو الثوب الذي يستوحي تصميمه من العباءة العربية التقليدية الأنيقة، والتي كانت رمز المتعلمين في العصر الوسيط.
تربط بين سورية وإسبانيا علاقة تاريخية تعود إلى أيام الفينيقيين الذين استوطنوا الساحل الإسباني وأسسوا المدن التجارية فيه فكان الحديد والفضة تحمل من إسبانيا إلى سواحل سورية ولبنان فيما ينقل الأرجوان والزجاج إليها، واستمرت هذه العلاقة وبلغت ذروتها خلال العهد الأموي في الأندلس، حيث انتقلت القبائل العربية من الشام واستوطنت المناطق التي تشبه مواطنها الأم فكانت «إشبيلية» و«بلنسية» و«جيان» و«طليطلة» و«ملقة» شبيهة دمشق وحمص وحلب، فلا عجب أن تكون أولى الزيارات الأوربية للرئيس بشار الأسد إلى إسبانيا للمشاركة في افتتاح معرض قرطبة الكبير في 2-5-2001.
يزور رئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو دمشق بتاريخ 14-10-2009 في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد الأوربي لإجراء مباحثات مع الرئيس بشار الأسد بشأن تعزيز التعاون السوري الأوربي وتعزيز عملية السلام في المنطقة، وهي زيارة تأتي في سياق من الحوار المستمر والمتبادل والزيارات المتواترة بين مسؤولي البلدين، حيث سبق للرئيس بشار الأسد أن زار إسبانيا مرتين الأولى في 2-5-2001 والثانية في 2-6-2004، كما سبق لجلالة الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا أن زار سورية زيارة رسمية من 19 إلى 22-10-2003، بالإضافة إلى عدة زيارات شخصية ترافقه جلالة الملكة الدونا صوفيا، وقد قمنا بتوثيق العلاقات بين إسبانيا والزيارات المتبادلة بين الرئيس بشار والملك كارلوس في كتابنا «إسبانيا والعرب».
أما رئيس الوزراء ثاباتيرو فقد سبق له أن قام بزيارة دمشق بداية العام 2009، كما التقى الرئيس الأسد في الجزائر على هامش مؤتمر القمة العربية في 22-3-2005، وتحادثا عدة مرات بشأن وقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة.
أما على مستوى وزراء الخارجية فقد سبق أن زار وزير خارجية إسبانيا موراتينوس دمشق عدة مرات في أعوام 2007 – 2008 - 2009، بالإضافة إلى زياراته العديدة عندما كان منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي، وزار وزير الخارجية السورية وليد المعلم إسبانيا عام 2007-2008-2009، وقام رئيس مجلس الشيوخ الإسباني «فرانشيسكو خافيير روخو غارثيا» بزيارة دمشق في 25-1-2006.
لعبت إسبانيا وتلعب دوراً هاماً في عملية السلام، واحتضنت العاصمة الإسبانية مدريد مؤتمر السلام عام 1991، وتتمسك سورية بمرجعيات مدريد كأساس لأي مفاوضات محتملة قادمة.
أهلاً ومرحباً برئيس الوزراء الإسباني في دمشق والأمل معقود أن تتم خلال رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوربي التوقيع النهائي لاتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد لتعود أواصر الحوار والتحاور والتعاون والتبادل التجاري في المتوسط إلى سابق عهودها الزاهرة.
خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو في سطور:
· ولد في بلد الوليد في مقاطعة ليون في 4-8-1960 لعائلة من الطبقة الوسطى وعريقة في انتمائها الاشتراكي وقدمت عديد من الشهداء في الحرب الأهلية وفي مقدمتهم جده.
·       درس القانون في جامعة ليون وتخرج منها عام 1982.
·       عمل كمدرس مساعد في الجامعة بعد تخرجه حتى العام 1991.
· بدء حياته السياسية كناشط في حزب العمال الاشتراكي الاسباني عام 1976، وانضم إلى الحزب عام 1979.
·       تولى رئاسة منظمة الشبيبة الاشتراكية في مقاطعة ليون في العام 1982.
·       تولى رئاسة فرع ليون لحزب العمال الاشتراكي عام 1988.
· أعيد انتخابه لرئاسة فرع الحزب في العام 1994 ونجح في توحيد الحزب خلال المؤتمر السابع الذي عقد في شهر تموز من ذلك العام.
·       دخل في قيادة حزب العمال الاشتراكي في العام 1997.
·       انتخب رئيسا للحزب في 22-7-2000 على رأس "الموجة الجديدة" داخل الحزب الاشتراكي.
· انتخب كأصغر نائب في البرلمان عن مقاطعة ليون ضمن قوائم حزب العمال الاشتراكي عام 1986 حتى العام 2004، ونجح في انتخابات العام 2004 بمقعد في البرلمان عن مدريد.
·       منح جائزة أفضل نائب في البرلمان الإسباني في شهر كانون الأول/ديسمبر 1999.
·   فاز حزب العمال الاشتراكي بالانتخابات العامة في 14-3-2004، وتولى منصب رئيس الوزراء في 17 نيسان من العام نفسه، وجدد فوزه بانتخابات العام 2008.
· كان أحد أول القرارات التي اتخذها بصفته رئيساً للوزراء هو سحب القوات الإسبانية الموجودة في العراق.
ونختم بقول رئيسنا بشار الأسد خلال افتتاح معرض «تألق الأمويين القرطبيين»: «إن العلاقة الشامية الاندلسية التى تطورت الى علاقة عربية أندلسية يجب أن تستمر وأن تتطور من خلال العلاقة السورية الإسبانية والعربية الأوروبية».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.