تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أراد المفرشط أن يكحّلها ... فعماها !!

" فَلَطَ "*  حسن حميد, في زاويته الأسبوعية بجريدة البعث منذ أيام الصحفيين السوريين عامة, ومن يعمل... أو (بعض) من يعمل كمراسل للصحف العربية
(الحمد لله أنها عربية) بأرجوزته الردحية التي ضمنها رأيه وموقفه وقناعته بهؤلاء الصحافيين واصفاً الصحف التي يكاتبونها بـ "الصفراء", والأخبار والمعلومات التي يزودونها بها بأنها "باهتة وسيئة وممرضة وموجعة" (ممرضة وموجعة لمن ؟!).. وبأنه ليس فيها سوى " أنفاس حامضية لعينة "(!!) ورؤى "ضريرة" وذم شامت (لمن ؟!) وكراهية حاقدة (على من ؟!).

ونصّب الكاتب الألمعي, والأديب المبدع, والروائي الذي تجاوزت مبيعات رواياته
(التي طبعت أكثر من 10 مرات) مبيعات كتب ماركيز وألبير كامو و.. أحلام مستغانمي مجتمعة, والناقد الحصيص, من نفسه مدافعاً شرساً عن "الأصالة والوطنية والمصداقية وحامياً للمعاني النبيلة ومنافحاً لا يشق له غبار عن "الانتماء الوطني"وعن أهداف وشرف المهنة والالتزام والمصداقية والموضوعية .. ومتصدياً بكل "جرأة وشجاعة وفروسية " لكل من يحاول النيل من "الأشخاص الاعتباريين وهم في مدارهم الوطني والإنساني" مدعياًَ أنه العارف بحقيقتهم الشفافة!! ..
ـ وأغلب ظني أنها محاولة الإدارة الجديدة لصحيفة البعث العريقة, ذات الإرث النضالي التاريخي التي كانت ومازالت وستبقى مدرسة ومعهداً للصحفيين السوريين لـ " تطعيم " صفحاتها وزواياها بألوان جديدة من الكتابة, وأنواع "أخرى" من الأقلام لم تكن مدروسة جيداً عندنا, فوجهت الدعوة إلى مثل هذا الكاتب الألمعي للإسهام في "التجديد" الذي هدفت إليه الإدارة الجديدة بنية صادقة, ورغبة أكيدة في استقطاب المزيد من القراء كما المزيد من الكتاب.. وقد أذهب إلى القول بجرأة أنها أخطأت الهدف أو أنها على أقل تقدير لم تدرس "كفاية" بعض من وجهت الدعوة إليهم.. من أمثال كاتبنا الكبير.. لأنها, وهذا ظن.. وبعض الظن إثم, لا تعرف تماماًَ أنه قد " فَرْشَطَ "** في إتحاد الكتاب العرب (!!) فهو المسؤول عن كل شيء من الباب إلى المحراب.. (ومن لا يعرف عليه أن يسأل ويتأكد..) وربما يكون الكاتب العظيم قد فهم من دعوة البعث أن باباً جديداً للـ " للفَرْشَطَة " قد أنفتح أمامه.. وما عليه سوى أن يهاجم الصحفيين من على أكثر الصحف السورية عراقةً وأكبرها عمراً .. وأشدها التزاما وطنياًَ .. وقد غابت عن ذهنه (الذي أوحى لنا من خلال زاويته أنه مريض حقاً) الكثير من الحقائق ومنها الآتية:
1 ـ إن من بين من هاجمهم صحفيين يعملون في دار البعث.. وأن البعث الغراء ذاتها تعتمد مراسلين عرباً في العديد من البلدان العربية.
2 ـ أنه في اتهامه للمراسلين الصحفيين بما نسبه إليهم إنما يتهم بل ويدين وزارة الإعلام التي وافقت على اعتماد هؤلاء.. ويشكك في انتمائهم الوطني وإحساسهم بواجبهم تجاه وطنهم وأمتهم.
3 ـ أنه يتهم ويدين إتحاد الصحفيين السوريين والعرب أيضاً لمنحهما هؤلاء شرف عضويتهما وبأنهما يضمان في صفوفهما "خونة مارقين" ينبغي محاكمتهم وإدانتهم.. بل وإعدامهم دون محاكمة .. بحكم ثبوت التهمة !! .
4 ـ أن الصحافة ليست " تجميلاً " لصورة هذا المسؤول أو ذاك .. فهذه ليست مسؤولية الصحفي ولا هي من مهامه أو واجباته, وعلى هذا الشخص الاعتباري أو ذاك أن يعمل وفق القانون وبما تمليه عليه مسؤولياته, وأن يجتهد في عمله مع ملاحظة أنه لا أحد بمنأى عن الخطأ نتيجة العمل وليس الخطيئة.
يا أيها الكاتب والروائي المبدع الذي طبقت "شهرته" الآفاق .. وفاقت مبيعات رواياته وترجماتها أكثر الروائيين العالميين رواجاً إلى درجة أنه غدا لا يُطاق !!، اعلم أن في " سورية " قانوناً يُحاسب "المتقول" و "المفبرك" و "ملحق الأذى بالناس والمعاني .. وأن الصحفيين السوريين يشملهم قانون إتحاد الصحفيين, ويطبق عليهم وعلى كتاباتهم قانون المطبوعات ..( وهو أشد قوانين المطبوعات صرامة تجاه الصحفيين) وأن الدنيا ليست "سايبة" كما يظن.. 
وأعتقد أن الكاتب الهمام كل همه أن تصبح له مكانة في عالم الصحافة السورية
(كما في مبنى اتحاد الكتاب! ) وأن حلمه بأن يُعتمد مراسلاً لإحدى الصحف التي سماها "الصفراء" التي  يكاتبها المراسلون الصحفيون السوريون أوحى له بأن أفضل وسيلة هي شن هجوم دونكيشوتي كاسح عليهم .. تماماً كما فعل في اتحاد الكتاب العرب وجريدته.. و "الموافقات" على مطبوعاته!! وأن خير حصان للوصول هو حصان البعث الأصيل. ويبدو أنه تخيل أن أحدا ما جعل منه قيماً على الصحافة وعلى الصحفيين ثم أن " الأشخاص الاعتباريين " الذين عناهم غير معصومين وأن انتقاء تصريحاتهم أو ممارساتهم أو إجراءاتهم ليس كفراً ولا خيانة وطنية .. بل هو إسهام في البناء الوطني سواء من خلال الصحافة الوطنية (المحلية) أو العربية..
إن صحيفة " البعث " التي هي معهدنا الذي نعتز ونفتخر به " ليست حصان طروادة الذي يستطيع أمثال هذا " المفرشِطْ " في اتحاد الكتاب العرب أن يمدوا ألسنتهم من على  صهوته لاصطياد فرائسهم !!
ونتساءل ماذا أبقى هذا الكاتب "الكبير" لمصداقيته وهو الذي يتشدق على المنابر
و (الموائد)! منادياً بالديمقراطية، وحرية الكلمة، وبحق التعبير ...
وأخيراً يبدو أن "الدكتور" حسن نسي أن حارتنا ضيقة جداً جداً !! أما آخراً فإنني لا أجد وصفاً لحالته سوى هذه الجملة الهامة والعظيمة "رحم الله من عرف حده فوقف عنده " ولأن صاحبنا من أولئك الذين ينطبق عليهم القول : أراد أن يكحلها.. فعماها .. واللبيب يفهم لكن إن " عدتم عدنا " !! .
 
هامش :
: ابحث عن معنى " فَلَطَ " و " فَرْشَطَ " في القاموس المحيط للفيروزبادي
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.