تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مفاوضات «التسوية» أميركية إسرائيلية

منذ قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعيين السيناتور جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً بالشرق الأوسط، ومنذ إعلان هذا الأخير أن تحقيق السلام في المنطقة هو مصلحة قومية أميركية، تدور مفاوضات مكثفة بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. الجولة الأخيرة من هذه المفاوضات جرت الأسبوع الماضي في العاصمة البريطانية ولم تسفر عن تقدم مهم، كما ظهر في البيان المقتضب الذي أعقب اللقاء بين ميتشل ونتنياهو.

الجانب الأميركي ظل يصر على تجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإسرائيليون يرفضون التجاوب مع هذا المطلب. مع نهاية الاجتماع اتفق نتنياهو وميتشل على قيام مسؤولين إسرائيليين وأميركيين باللقاء مجدداً هذا الأسبوع في الولايات المتحدة لمتابعة جهود إنعاش عملية السلام المتوقفة.
هذه اللقاءات والاجتماعات تدل بوضوح على أن المفاوضات الفعلية بخصوص قضايا المنطقة المختلفة تجري بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي، حيث تسعى إدارة الرئيس أوباما إلى التوصل إلى اتفاق حول حدود ما سيتم تقديمه والصورة النهائية للتسوية مع الجانب الإسرائيلي.
في إطار المفاوضات الأميركية الإسرائيلية الجارية والمرشحة أن تطول نظراً إلى بطء التقدم حول القضايا الخلافية بين الطرفين، هناك تصورات كثيرة بدأت تطرح. من ذلك، ما كشفت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلاً عن مصادر أوروبية من أن إدارة الرئيس أوباما على وشك التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل قبل نهاية شهر أيلول القادم يتيح لها الإعلان عن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن أبرز نقاط هذا الاتفاق، كما جاء في الصحيفة البريطانية: إقناع إسرائيل بضرورة تجميد المستوطنات بعد تعهد أميركي باتخاذ موقف أكثر تشدداً مع إيران في خصوص برنامجها النووي. وفي التفاصيل، تعتزم أميركا وبريطانيا وفرنسا دفع مجلس الأمن إلى توسيع نطاق العقوبات المفروضة على طهران كي تشمل صناعة الغاز والنفط الإيرانيين، وهي خطوة قد تصيب الاقتصاد الإيراني بمقتل. في مقابل ذلك، توافق الحكومة الإسرائيلية على تجميد جزئي لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لفترة تتراوح بين تسعة و12 شهراً.
نتائج المفاوضات بين واشنطن وحكومة نتنياهو سيقوم أوباما بالإعلان عنها في إطار خطة السلام التي وعد بها. ووفقاً للخطة، فإنه علاوة على اتخاذ موقف أكثر تشدداً بالنسبة لإيران، فإن إسرائيل ستعرض تجميداً مؤقتاً وجزئياً للتوسع في بناء مستوطنات الضفة الغربية في مقابل خطوات تتخذها الدول العربية لتطبيع العلاقات معها، على أن يتم استثناء القدس من مسألة تجميد توسيع المستوطنات. وسيتم الإعلان عن هذا الاتفاق إما في إطار اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 23 أيلول المقبل، وإما خلال اجتماع قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في مدينة تيسيرج الأميركية صبيحة اليوم التالي.
بهذه الطريقة يكون قد تم إفراغ مبادرة السلام العربية من مضمونها، حيث إنها تنص على أن التطبيع يأتي بعد السلام. من جهة أخرى، سيتم عرض نتائج المفاوضات الإسرائيلية الأميركية على أنها خطة أوباما للسلام في المنطقة، وسيكون عندها على الطرف العربي أن يقبل بذلك أو يجري اتهامه بعرقلة جهود السلام وإضاعة فرصة ذهبية أتاحها وصول أوباما إلى السلطة في واشنطن.
 
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.