تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

امتحــان العــراق...

تصاعدت بشكل لافت العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين داخل العراق، بعد أن بدأ الانسحاب المجدْول زمنياً للقوات الأميركية المحتلة..

هذا التصعيد إضافة إلى غاياته الإرهابية هناك من يحمّله رسالة سياسية موجهة إلى كل من:‏
1-الحكومة العراقية بما قدمته من مؤشرات على انتهاج طريق يهدف إلى صيانة وحدة العراق واستقراره.‏
2-انسحاب القوات الأميركية بمؤدى يقول: ليس لدى العراق إمكانية لحماية أرضه وشعبه!!.‏
كأن قدره أن يكون محكوماً بالأجنبي.. ومن يدري ربما يراد لهذه الرسالة أن تتجاوز حدود العراق.‏
أدى تصاعد الإرهاب داخل العراق والمجازر البشعة التي يحدثها إلى ما يشبه حرجاً سياسياً أفصح عن نفسه بتصريحات المسؤولين والمعنيين العراقيين.‏
السؤال البدهي الجنائي الأول الذي يطرح نفسه على وقع تصاعد الجرائم الإرهابية هو:‏
من المستفيد؟!‏
من له مصلحة أولاً بمعاكسة توجه الحكومة العراقية الذي أشرنا إليه؟! ومن له مصلحة في استمرار وجود القوات الأميركية المحتلة في العراق كواحد من أهم الدول العربية وأبرز عواصم التاريخ والحضارة العربية؟!‏
 
ليس بالضرورة أن تكون الأدوات الإرهابية التي تمارس الجريمة وحدها المستفيدة مما تفعله.. بل إن هذه الجرائم التي تقف مصلحة الأداة الإرهابية فيها عند حدود ممارسة الإرهاب لإثبات الوجود العملي والفكري المتطرف.. تحمل رسائل سياسية ربما أُرسلت من قبل من استطاع أن يستثمر الفعل الإرهابي خدمة لمصالحه حتى ولو كان يدعي حمل لواء الحرب على الإرهاب.‏
 
يعني:‏
هناك مجرم إرهابي يقوم بالفعل بنفسه، أداة وتخطيطاً وفكراً.. وهناك مجرم يستخدم غيره أداة، سواء بالتفاهم أم بالدعم غير المباشر، وهذا يحتاج احترافاً دقيقاً يؤهله لاستخدام حتى خصومه أداة لتنفيذ الجريمة.‏
نعود لنسأل من الذي تتناقض مصلحته مع جهود الحكومة العراقية ومع انسحاب قوات الاحتلال الأميركي؟!.‏
ثمة خلاف معلن داخل الولايات المتحدة على توجه الإدارة الأميركية للانسحاب من العراق.. وهو خلاف عميق يصل حدود رسم موقفين متناقضين من قضية الحرب والسلم في المنطقة كلها.. هذا ليس استنتاجاً ولا اكتشافاً.. هناك تيار يدعو إلى الانسحاب من العراق، وإلى دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وإلى حل الخلافات حول النشاط النووي الإيراني عن طريق الحوار.. وهناك تيار غالباً يوصف باليمين، وعكسه ليس اليسار كما أوضحنا يوماً.. بل هو تيار متطرف يعمل للهيمنة وفرض السيطرة دون حرج من استخدام مختلف صنوف الأسلحة.‏
وكما أن للتيار الأول طبيعته بعيدة المدى.. فإن للتيار الثاني طبيعته التي تصل المنطقة بالتأكيد، ولا يخفي هذا التيار خصوصية علاقته مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يحكم الكيان الإرهابي «ديمقراطياً» ؟!.‏
إن الربط بين محاولة دفع العراق إلى الهاوية، ومعاكسة انسحاب القوات المحتلة منه، ورفض السلام.. وبين المصلحة الإسرائيلية، لا يمكن أن يخفى على متتبع بدلالة:‏
إن إسرائيل لا تريد السلام..‏
إسرائيل دولة معادية للعراق..‏
إسرائيل لا تريد انسحاب القوات المحتلة من العراق.‏
وبالتالي كل هذا الإرهاب الذي يشهده العراق يخدم المصلحة الإسرائيلية مهما ادعى مرتكبوه.. هم في خدمة إسرائيل، ولا يستهجن أحد أو يستبعد أن الأصابع الإسرائيلية تحرك هذه الأدوات بشكل غير مباشر على الأقل.‏
إن قراءة عوامل ودوافع ودعائم الإرهاب الذي يضرب اليوم في عرض الساحة العراقية بعيداً عن العامل الإسرائيلي هي قراءة ساذجة.. حيث لم تبتعد الأصابع الإرهابية الصهيونية من ساحة العراق منذ بدأ الاحتلال وحتى اليوم..‏
يجب دعم العراق.. حكومة وقوى رافضة للإرهاب والاحتلال والحروب والدم والدمار..‏
من كل الأطراف يجب دعم العراق..‏
من أجل أمن واستقرار المنطقة يجب دعم العراق..‏
بالسلام الأكيد وإزالة أشكال الاحتلال.. والحوار الدائم.. والتنمية لشعوب المنطقة يجب دعم العراق..‏
الدول صاحبة المصلحة في السلام وإزالة الاحتلال ومقارعة الإرهاب والتنمية.. لا تخفي مصلحتها في أمن واستقرار العراق كما أكدت مراراً.. وكما أعلنت دائماً سورية وهو ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد للسيد نوري المالكي، الذي أكد بدوره الدعم السوري للعملية السياسية وتعزيز أمن العراق واستقراره.‏
 
أســـــــــعد عبـــود

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.