تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مشكلة الرئيس مبارك

مصدر الصورة
SNS

 معلومات، ربما بالغة السرية، ولكن السرية في العلاقات العربية- العربية، مؤقتة، الى الحد الذي، تطيح فيه بسريتها، بدءا من خروجها من أفواه أصحابها، خصوصا وأن (كل سر جاوز الاثنين شاع).

والسر هنا، ولم يعد كذلك، هو أن الرئيس حسني مبارك، ضغط على العربية السعودية، لايقاف خطوات التصالح مع سوريا، وزاد ضغوطاته ابان أحداث ايران الأخيرة، رهانا منه على الاصلاحيين الايرانيين، الذين سيقطعون فيما لو انتصروا وشائج الصداقة السورية – الايرانية، وبالاصح التحالف السوري الايراني.
في الخبر أكثر من مشكلة:
المشكلة الاولى، أن الرئيس مبارك، هو واحد من أعتى الزعامات السياسية خبرة ومعرفة، وهو من (مشايخ ) الزعماء العرب عمرا وخبرة وتجربة، وهو ابن مرحلة شهدت الكثير من الصعود والهبوط، وأفول برامج ونهوض برامج، والمفروض أنه "أستاذ" في السياستين الدولية والاقليمية، مايعني أنه يجب أن لايخطئ الحساب ، وقد أخطأ.
الخطأ الأول أنه راهن على الاصلاحيين الايرانيين، ونقول باختصار، أن الاصلاحيين الايرانيين، حتى ولو انتصروا، فلن ينتصروا على الثورة الاسلامية الايرانية، فهم (تحت سقفها لافوقه) والخلاف بين أهل الدار الواحدة، فاذا ما انتصروا، فلايعني انتصارهم تغيير تحالفاتهم، هذا عدا عن أن انتصارهم معجزة لن تتحقق بين رداء أخضر وهتاف أخضر.
والخطأ الثاني، أنه اشتغل مع السعوديين على العقائد، فيما الكل يعرف أن العائلة السعودية ومنذ تأسيس المملكة فوق رمال الحجاز ، قامت على السياسة، يعني على البراغماتية السياسية، ولن تفرط المملكة بدورها الشرق أوسطي، المربوط بقوة بالدور السوري، وفقا لمخاوف تتكئ على نتاجات العقائد، وقد أخطأ الرئيس مبارك.
والخطأ الثالث، أن الرئيس مبارك لم يتابع كما يجب، التطورات الامريكية – السورية، وهي تطورات شديدة الاهمية ، خصوصا في الشكل، واعادة السفير الامريكي الى دمشق هي تعبيرها، وفي الحركة، وهي الاهم، وتعبيراتها قد نراها لاحقا في الترتيبات السورية – الامريكية ازاء مستقبل العراق، والوفد العسكري الامريكي، في آخر زياراته الى دمشق، ذهب نحو هذا العنوان.
 
وحين يقرأ الرئيس مبارك الخبر ويدقق فيه، سيقرأ لاحقا، أن التوجهات الامريكية الجديدة، سترتب على المملكة الذهاب في ذات المسار، كونها لم تستقل يوما عن الادارة الامريكية ببيضها وسودها، وربما فات الرئيس مبارك هذه القراءة أيضا.
على المستوى الآخر، فالرئيس المصري، ربما فاته أيضا، أن المملكة، هي المساحة الأقل تطرفا في مواقفها، مايعني أنها لاتذهب للقطيعة حتى الاخر، ولا تذهب (للصحبة) حتى الآخر، وهذه ميزة سعودية، لها مالها وعليها ماعليها، ووفق هذه الذهنية، ذهب السعوديون للطلب من حليفهم اللبناني النائب وليد جنبلاط، بأن يعتذر من سوريا، واعتذر الرجل، مدعما قناعاته اللاحقة بمباركة سعودية، ولهذا دلالات كان على الرئيس الشيخ قراءتها ، ففاتته القراءة.
قد لانفهم بالتحديد ماهية الدوافع المصرية في توجهاتها، ولكننا قد نفهمها جزئيا، ومن بعض أجزاء الجزئي، أن تصالحا سوريا –سعوديا، يعني قوة عربية (مقررة)، ويعني تصغير الدور المصري وقد حشر نفسه في مساحات بالغة الضيق أقصاها (معابر غزة)، وخطوط الغاز مع اسرائيل، ومصالحة سورية – سعودية، تعني ترتيبات هادئة للمنطقة برمتها بما فيها الخليج والشرق الادنى، وأيضا وفق (دور مصري هامشي)، والنتيجة:
مبارك يتحرك بين عقدتين:
عقدة مصر، أم العروبة.
وعقدة مصر وقد خطف ابنها.
ولكن الاهم من خطف الابن من الام؟
ماحصل أن مبارك وادارته عجزوا عن امومتهم، فكان على العرب البحث عن أم اخرى، وهذا من حق العربي اليتيم في ساحة الدولة العربية المجزأة.
مشكلة الرئيس أنه لم يقرأ       
 
                                                                                                                                         

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.