تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

زيادة الطلب على اللغة التركية في جامعة دمشق

محطة اخبار سورية

وصل بعض طلاب شعبة اللغة التركية في المعهد العالي للغات بكلية الآداب بجامعة دمشق إلى مستويات مختلفة في صفوف تعلم هذه اللغة، وكان لا بد من اللقاء مع البعض منهم للحديث حول الأسباب التي جعلتهم يقبلون على تعلم التركية وعن طموحاتهم في الاستفادة منها وخصوصاً بعد أن شهدت العلاقات السورية التركية مؤخراً وعلى جميع المستويات انفتاحاً لا نظير له من كلا الطرفين إزاء الآخر.

 

اعتبر سامر مصاصاتي الطالب في المستوى الثاني في شعبة اللغة التركية أن التركية أصبحت بالنسبة للسوريين حالياً من أكثر اللغات المطلوب تعلمها والإلمام بها لأسباب ثقافية واقتصادية وسياحية واجتماعية لافتاً إلى أنه يحاول استثمار تعلمه لها للعمل في المجال السياحي الذي يشهد حراكاً كبيراً لا مثيل له بين سورية وتركيا.

وأشار سامر إلى ضرورة تعلم اللغة التركية للتعامل بها مع الأتراك عند زيارة بلدانهم لأنهم يعشقون لغتهم ولا يرغب الكثير منهم التكلم مع الآخرين سوى بالتركية ولهجاتها العامية المتنوعة. ويرغب سامر في متابعة دراسته في شعبة اللغة التركية والوصول إلى أعلى المستويات الممكنة في هذا المجال.

تعمل الطالبة رهام الهبري في مجال تصميم الديكور وهي فنانة تشكيلية في الوقت نفسه، وترى رهام أن العلاقات السورية التركية الآخذة في التحسن تشجع المواطن السوري على تعلم التركية للكثير من الأسباب والدوافع التي يمكن أن تختلف وتتنوع بين شخص وآخر، ومن جهتها فإن أول معرض للفن التشكيليي لها خارج سورية سيكون في مدينة اسطنبول التركية.

وأضافت إن اختصاص «التصميم» يشهد نقلة نوعية وتقدماً كبيراً في تركيا وهذا– على حد تعبيرها- سيساعدها أكثر على إيجاد فرصة عمل في بلد جار غير عربي، ولكن عليها– كما اعترفت- أولاً أن تتقن لغته وخصوصاً أن جدها- والد أمها– من تركيا. وأكدت رهام أن تركيا أصبحت بالنسبة للسوريين البوابة باتجاه الغرب.

عايدة أبو زيد خريجة كلية العلاقات العامة تهوى تعلم اللغات وتتعلم التركية حالياً كلغة ثالثة واختارتها في الوقت الراهن دون غيرها بسبب عملها في إحدى شركات الاستيراد والتصدير التي تتعامل بكثرة مع شركات وأشخاص أتراك وبهدف تطوير عملها وإعطائه أبعاداً إضافية. وقالت عايدة إن التعامل مع الأتراك باللغة الإنكليزية عائق أكثر منه عاملاً مساعداً، ولذلك من الأفضل- على حد قولها- التواصل مع تركيا باللغة التركية نفسها، كما تنوي عايدة الاستمرار في التقدم بمستوى اللغة التركية حتى تتقنها حتى لو اضطرها ذلك للسفر إلى تركيا.

ويمتلك أسامة جابر خريج قسم الآثار والمتاحف بجامعة دمشق طموحاً من نوع آخر يتمثل في ضرورة استثمار تعلمه للغة التركية من أجل العمل في مجال السياحة بين البلدين معتمداً في ذلك على أصوله غير العربية (التركمانية) التي أكسبته إلماماً مسبق بالتركية. ورداً على سؤال حول طموحه الذي يتطلب التخصص في اللغة وهو ما لا تؤمنه له بالضرورة شعبة اللغة التركية في المعهد العالي لهذا الغرض أجاب: «يمكن متابعة حصص اللغة التركية المتقدمة في الشعبة إضافة إلى الالتحاق بدورات المركز الثقافي التركي».

أما رواد علي الخريج من المعهد الصناعي فيتعلم اللغة التركية بسبب حبه لها وقد حصل من شعبة اللغة التركية في المعهد العالي للغات مع 11 طالباً آخر من مختلف المستويات على منحة لمدة شهرين في إحدى الجامعات التركية لدراسة اللغة التركية هناك.

المدرس أقجاي: حبهم للغة يساعد على فهمها بسرعة

بعد خبرته في تعليم اللغة العربية لفترة ربع قرن في قسم اللغة العربية بجامعة «غازي» التركية، جاء المدرس «جهانر أقجاي» منذ ستة أشهر إلى سورية لتعليم اللغة التركية في المعهد العالي للغات بجامعة دمشق إضافة إلى خبرته في طرائق تدريس اللغات الأجنبية.

وفي سؤال حول مستوى تفاعل الطلبة مع حصص اللغة التركية أجاب أقجاي: «هناك حب وإقبال كبيران من الطلبة على تعلم التركية، الأمر الذي يساعدهم على سرعة تعلمهم هذه اللغة». ونصح أقجاي بضرورة الإسراع بافتتاح قسم للغة التركية في كلية الآداب بجامعة دمشق أسوة بجامعة حلب معتبراً ذلك ضرورياً في الوقت الراهن بحجة أن نتائجه ستكون إيجابية مستقبلاً على مختلف الأصعدة.

وتحدث أقجاي عن الأسباب التي يسر بها الطلاب له حول أسباب تعلمهم للتركية، فعزا ذلك الأمر إلى أنها من أجل مساعدتهم في أشغالهم التي تتطلب الإلمام بالتركية، وأن بعضهم الآخر للاطلاع على الثقافة التركية وآدابها وفنونها وغيرها....

 

منصور: ستون طالباً في المعهد العالي بدمشق

في لقاء مع رئيسة قسم اللغات في المعهد العالي والمدرسة في قسم اللغة الفرنسية زينب منصور قالت: «انطلقت شعبة تعليم اللغة التركية مع انطلاقة معهد تعليم اللغات في كلية الآداب بجامعة دمشق قبل أن تتحول تسميته إلى المعهد العالي للغات». ووصفت منصور انطلاقة شعبة تعلم اللغة التركية بالمتواضعة عندما لم يكن عدد الطلاب آنذاك يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة مع مدرس تركي في هذه الشعبة في إطار اتفاقيات معينة بين البلدين. وحول أسباب الإقبال المتزايد لتعلم اللغة التركية اعتبرت منصور أن أول ما يشجع الطالب على ارتياد صفوف هذه الشعبة هو تعزيز دراسته إلى جانب دراسته الأساسية بهدف للاستفادة منها في العمل مباشرةً، وأن منهم من يرتادها بسبب عمله مسبقاً في التجارة والصناعة مع الجانب التركي لإعانتهم أكثر في هذه الأشغال مع تصاعد وتيرة العلاقات بين هذين البلدين.

ومن هذا الجانب أشارت منصور إلى أن افتتاح شعبة اللغة التركية في المعهد العالي للغات تزامن مع تنامي وازدهار الروابط والعلاقات بين سورية وتركيا وهو ما انعكس أيضاً على تزايد إقبال الطلبة على الشعبة لافتةً أن هناك مشروعاً لافتتاح قسم اللغة التركية في كلية الآداب بجامعة دمشق في أقرب فرصة ممكنة.

وأضافت منصور إن أعداد الطلبة في شعبة اللغة التركية بدأت بالازدياد بشكل مطرد ووصل عددهم حالياً إلى ستين طالباً موزعين على ثلاثة صفوف يضم كل واحد منها عشرين طالباً إضافة إلى الطلبة الموجودين على لائحة الانتظار الذين يسألون في قسم كبير منهم عن الأساتذة المدرسين في حال كانوا ناطقين بالتركية أم إنها لغتهم الأم، الأمر الذي يشجعهم دوماً على تعلم اللغة التركية على أيادي مدرسين أتراك. وعن مدة الدورة الواحدة وتكاليفها المادية أجابت منصور إن تكلفة الدورة الواحدة ولجميع المستويات 3000 ليرة سورية وهي غير مكثفة، مدتها شهران بثلاث حصص أسبوعية ومدة الحصة الواحدة ساعتان.

وفي سؤال عن المناهج والكتب المقررة في تعلم اللغة التركية أكدت منصور أن هناك سلاسل تدريسية للمستوى الأول والثاني والثالث ويختار المدرس هذه المناهج على اعتباره مختصاً في تعليم اللغة التركية. وأشارت منصور إلى المنح التي تقدمها الحكومة التركية لعدد من الطلبة في المعهد كل سنة، هدفها دراسة اللغة التركية لغير الناطقين بها ولمدة شهرين في تركيا، ويستفيد منها الكثير من الطلاب الدراسين في دورات اللغة التركية في المعهد العالي للغات بكلية الآداب. وأكدت منصور أن هذا ما شجع الطلاب على الإقبال على دراسة اللغة التركية أكثر وأكثر، ناهيك عن المنح الأخرى في مختلف الاختصاصات الجامعية. وأردفت منصور إن تعلم اللغة الأجنبية لا يعلمنا النظام اللغوي من قواعد وصرف ونحو فحسب وإنما يعلمنا ثقافة المجتمعات والشعوب التي نتعلم لغتها، وعندما تكون ثقافة هذا الشعب الذي تتعلم لغته في متناول اليد ومتاحة أمام الشخص كما هي الحال في الحالة التركية فإن تعلم اللغة في هذه الحالة يصبح أسهل وسيشهد إقبالاً لأن هناك فهماً أوضح لهذه الثقافة.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.