محطة أخبار سورية
بعد كل المجازر المروعة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة والتي بلغت من الوحشية حداً يحتاج إلى قدرة استثنائية لوصفها, حتى يحار المرء أيها أكثر بشاعة ووحشية, وبعد كل ما رافق هذه المجازر من أعمال تخريب وترويع للأهالي وتهجيرهم تحت تهديد السلاح, لا يزال هناك من لديه كم هائل من الوقاحة ليتحدث عن (السلمية) ضارباً رقماً قياسياً في الكذب تجاوز فيه مسيلمة الكذاب, فلعله قرر الدخول في سباق مع الجزيرة والعربية وأمثالها على الكذب رغم أنه من شركائها كأدوات تآمرية.
ومن أبرز الأمثلة في ذلك من سمى نفسه (رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات في سورية) المدعو محمد رحال الذي دس جملة (التعاطي بسلمية) في حديث تفوح منه رائحة الجريمة والعنف, ليقول: (اتخذنا قراراً بالتسلح وسنتحول إلى العنف قريباً) ما يستدعي آلاف إشارات التعجب والاستفهام.
فمن يتحدث عن (الانتقال إلى مرحلة استخدام السلاح) يفترض به أنه لم يكن قد استخدمه سابقاً, هكذا يقول المنطق, إذاً دعونا ننساءل ببساطة: بماذا قتل الإرهابيون عناصر المفرزة الأمنية في جسر الشغور ومثلوا بجثثهم؟ أليس بالأسلحة المتطورة والسواطير؟ ألم تسمع يا رحال اعترافات أحد الإرهابيين الذين شاركوا في هذه المجزرة واعترافات أحد (الدبيحة) عن قتل وتقطيع عنصر من حفظ النظام في دير الزور؟
ونجزم أيضاً أنك تعرف الأدوات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية في حماة في قتل عدد كبير من الشرطة وعناصر حفظ النظام والتمثيل بجثثهم ورميها في العاصي, كما نجزم أنك تعرف الكثير عن كل المجازر المشابهة لذلك, لأنك من المدبرين والمخططين وقد تكون من المنفذين, ويشهد عليك اتصالك الهاتفي ضمن غرف البالتوك السوداء مع الإرهابي محمد خاوندي وتحريضك على التجمع في الصليبة باللاذقية والانطلاق منها لاستهداف كل المؤسسات الحكومية وأقسام الشرطة والأمن داخل المدينة في تحرك واحد وخطة وساعة محددة, وتكرار ما ارتكبه إرهابيوك في حماة, و.. (السلاح سيصل في أقل من أسبوع!).
وإذا كانت التنظيمات الإرهابية المسلحة قتلت حتى الآن مايزيد على 600 من رجال الجيش والقوى الأمنية, فكيف بإمكانك التحدث عن (الانتقال إلى مرحلة التسلح) ألم ترتكبوا كل هذه الجرائم بالسلاح الذي يأتيكم تهريباً عبر جهات مختلفة هي شريكتكم في المؤامرة, فعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود؟!.
