محطة أخبار سورية
كشفت السلطات المختصة أمام مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن مقبرة جماعية جديدة لعناصر الأمن والشرطة الذين أقدمت تنظيمات إرهابية مسلحة على قتلهم بوحشية في جسر الشغور، وذلك في وقت بلغ فيه عدد العائدين إلى منازلهم في المدينة نحو 5000 مواطن بعد أن أحكمت وحدات الجيش سيطرتها على جسر الشغور وأعادت إليها الأمان على حين تواصل ملاحقة بقايا العناصر المسلحة في الأحراج الجبلية وصولاً إلى الحدود التركية.
ومع إحكام وحدات الجيش سيطرتها على جسر الشغور والقرى المحيطة بها وتطهيرها من المجموعات المسلحة وعودة الهدوء والطمأنينة إلى هذه المدينة وغيرها من مدن المحافظة، وبدء عودة المواطنين الذين هجروها على أثر أعمال الإجرام والترويع التي ارتكبتها مجموعات مسلحة نالت من مؤسسات حزبية وحكومية ومواطنين ورجال أمن ومحاصيل زراعية.
وقالت صحيفة الوطن أنه تم العثور على ثماني جثث بمنطقة نهر الأبيض في جسر الشغور، مشيراً إلى أن الجثث كانت مقطعة الأوصال ولم توجد أي جثة كاملة حيث مثلت التنظيمات المسلحة بالجثث وقطعت أوصالها وقامت بتجميعها في مكب النفايات في المنطقة بعد أن كانت مرمية من قبل التنظيمات المسلحة في نهر الأبيض التي تقع إلى الشمال من جسر الشغور باتجاه بلدة دركوش.
من ناحيتها، تحدثت قناة المنار عن اكتشاف مقبرة جماعية ثانية، مشيرة إلى أن حصيلة الجثث التي تم الكشف عنها بلغ نحو 70 جثة من رجال الأمن بعد أن أرشد مسلحون معتقلون في جسر الشغور الجيش السوري إلى المقبرتين.
الطبيب الشرعي زاهر حجو أكد أنه بعد فحص الجثث تبين أن بعضهم دفن حياً مشيراً إلى أن أصحاب بعض الجثث التي تفسخت في الماء قتلوا قبل رميهم في الماء.
وأضاف حجو في تصريحات أمام مراسلي بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية أن رفات الشهداء التي أخرجت من المقبرة الجماعية كانت عليها آثار تنكيل واضحة من قطع للأطراف إضافة إلى جروح قاطعة متعددة وحروق ورضوض على الرأس، وقد أصر بعض الأهالي على مرافقة الجيش في بحثه عن جثث أولادهم وأقاربهم الذين لا يعرفون عنهم شيئاً، وهناك من تعرف على ملامح أحد الوجوه.
التلفزيون السوري من جهته امتنع عن عرض كامل الصور المروعة لجثث الشهداء التي تم انتشالها من المقبرة الجماعية لما فيها من فظاعة أعمال التنظيمات المسلحة وابتعادها عن كل مظاهر الإنسانية.
وقال إن أكثر من 20 وسيلة إعلامية ووكالات أنباء عديدة موجودة بمراسليها في المنطقة وقد شاهدوا بأم أعينهم وصوروا بكاميراتهم هذه المقبرة وقاموا بلقاء الطبيب الشرعي الذي أكد أن هذه الجثث تعود إلى 10 أو 12 يوماً أي قبل دخول الجيش إلى جسر الشغور.
وفي الغضون، أفادت «سانا» أن نحو 5000 مواطن من أهالي جسر الشغور عادوا منذ صباح أمس إلى منازلهم ومازالت الطرقات تعج بالعائدين استجابة للنداء الذي وجهه مجلس الوزراء الثلاثاء مشيراً إلى أن الأهالي حيوا الجيش الذي أعاد لهم الأمان.
