محطة أخبار سورية
ربما لا نشعر بالدهشة والاستغراب إن سمعنا عن تقصير أو اهمال وربما فساد في تنفيذ مشروع خاص بالطرق او الصرف الصحي او الحدائق او مشاريع خدمية بأنواعها المختلفة .
لكن عندما يطال ذلك تنفيذ القبور فلا شك اننا سنقف عند ذلك مطولاً وربما تعقد لساننا الدهشة عندما تصل المسألة الى هذا البرزخ الذي يعتبر المحطة الاولى في الدار الآخرة !! وهذا بالفعل ما حصل ويحصل الآن في المقبرة الاسلامية الحديثة حيث جرى ويجري تنفيذ عدد من المشاريع لبناء آلاف القبور منذ مطلع العقد الجاري حتى الآن وهذه القبور يبدو انها لم تسلم من الاهمال والتقصير والتواطؤ بين جهاز الاشراف ومتعهدي عدد من هذه المشاريع خلال السنوات العشر الماضية حيث ضرب هؤلاء بالمواصفات الفنية والعقدية عرض الحائط ولم يتم التقيد بالكميات اللازمة من مواد البناء والتسليح الأمر الذي ادى الى انهيار 60 قبراً من أحد المشاريع المنتهية والمسلمة اصولاً الى جانب سوء التنفيذ بأحد المشاريع الجاري تنفيذها على منوال المشاريع القديمة والتي تنذر بالنتائج نفسها ( ولو بعد حين ) .
هذه المعلومات والمعطيات التي جرى تأكيدها من خلال المكتب الفني بأمانة سر المحافظة ـ بعد ان وجه المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب بتشكيل اللجان الفنية للكشف واعداد التقارير اللازمة ـ هذه المعطيات دعت السيد المحافظ الى توجيه كتاب الى فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بحلب لإجراء التحقيقات اللازمة بهذا الشأن ، كما وجه السيد المحافظ مدير الأوقاف بإعفاء جهاز الاشراف المكلف على مشروع عقد بناء / 5000 / قبر الذي ينفذه المتعهد ( ع . س ) لعام 2009 والذي يتم تنفيذه حالياً وتشكيل جهاز اشراف جديد كامل على المشروع والتأكيد عليه بمتابعة تنفيذ جميع الاعمال بأفضل شكل فني ممكن وإلزامه بالتقيد بالشروط الفنية والعقدية اللازمة تحت طائلة المساءلة .
وطلب السيد المحافظ من مديرية الأوقاف التأكيد على المتعهد ( ع . ح ) متعهد مشروع عقد بناء 2500 قبر لعام 2000 / 2001 لمعالجة القبور المنهارة والمتصدعة واعادة صيانتها واغلاقها وفق الشروط الفنية اللازمة حرصاً على ( حرمة الموتى ) وذلك خلال 15 يوماً من تاريخ ابلاغه وفي حال عدم التزامه وامتناعه عن الاصلاحات اللازمة تقوم مديرية الأوقاف بذلك على حساب المتعهد ومطالبته بالعطل والضرر الناجم عن عدم الالتزام بالشروط الفنية والعقدية اللازمة .
ووجه السيد المحافظ مديرية الأوقاف تحميل متعهد مشروع عقد بناء 2500 قبر ( أ . ح ) والمتعهد ( م . أ ) لعام 2008 المسؤولية في حال ظهور أي تهدمات نتيجة سوء تنفيذ أعمال البلوك الأسمنتي ووضع القبور تحت المراقبة ومطالبة المتعهدين بالعطل والضرر الناجم عن عدم الالتزام بالشروط الفنية والعقدية اللازمة .
كما طلب من مديرية الأوقاف إعادة النظر بدراسة بناء القبور وخاصة طبقة التأسيس التي سوف يتم البناء فوقها درءاً لحصول أية هبوطات في القبور مستقبلاً وكذلك الردميات بين القبور باستخدام مواد مناسبة لمثل هذه الأعمال .
ووجه السيد المحافظ بتشكيل لجنة مشتركة من مديرية الأوقاف ومجلس المدينة ( مكتب دفن الموتى ) لمراقبة أعمال القبور وعدم السماح ببناء أي شيء فوق القبور إلا بإشراف وتوجيه مندوب مكتب الدفن في المقبرة لضمان سلامة هذه القبور وان يتم ذلك بشكل فني صحيح .
وكانت اللجنة الفنية المشكلة من قبل السيد المحافظ قد بينت من خلال الكشف الميداني والمشاهدة على أرض الواقع بأنه ظهرت الكثير من القبور المتصدعة المنهارة وبعضها الآخر آيل للسقوط في المستقبل القريب من أعمال العقد 2500 قبر لعام 2000 ( وهي قبور مستثمرة بالرفاة ) حيث يعود ذلك الى القصور في الدراسة وسوء استثمار القبور حيث لم يتم القيام بأعمال البناء أو الصب فوق جسم القبر مباشرة بل فوق طبقة من التراب الأحمر بسماكات مختلفة حيث تساهم الظروف الجوية في حدوث تغيرات تؤدي الى تهدم جسم القبر اضافة الى سوء في التنفيذ حيث لم يلتزم المتعهد بعدد قضبان التسليح واستخدامها بشكل عشوائي وعدم مطابقة البلوك الاسمنتي للشروط الفنية والعقدية اللازمة .
أما بالنسبة لمشروع بناء 5000 قبر لعام 2009 الذي مازال ينفذ حتى الآن فهناك سوء تنفيذ من حيث عيارات الأسمنت للبلوك المستخدم وعدم السقاية الجيدة للبلوك بعد صناعته وبعد بنائه وسوء أعمال البناء للقبر وسوء التكحيل وعدم الالتزام بالردم بين القبور ورص الردميات وفق الشروط الفنية اضافة الى عدم قيام مهندسي الاشراف على أعمال المشروع ( م . ن ) و ( ع . ع ) بواجبهما ودورهما بإلزام المتعهد بتطبيق الشروط الفنية والعقدية اللازمة والاكتفاء بتوجيه انذارات للمتعهد للالتزام بتنفيذ البلوك وفق الشروط الفنية المطلوبة ( !!؟ ) .
