تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا يعني فوز بوتين؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

علي قباجة

شكل فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئاسة حتى عام 2030 بنسبة تجاوزت ال87%، منعطفاً مهماً في العلاقات الروسية - الغربية، وفي مستقبل الحرب على أوكرانيا، التي يبدو أن الكفة ترجح فيها لمصلحة موسكو وعزم الرئيس الروسي على مواصلة «الحرب» وإيجاد نوع من التوازن في العلاقات الدولية، تكون روسيا فيها لاعباً أساسياً، وإنهاء الهيمنة الغربية، وضرب تفرد الغرب بالعالم، أو التحكم في أوصاله كيفما شاؤوا.

فوز بوتين لم يلقَ ترحيباً غربياً، فقد تم التشكيك في نزاهة الانتخابات، في محاولة لنزع الشرعية عن بوتين الذي يحمل مشروعاً عملياً مناهضاً لهم، إذ يدرك الغرب من أدناه إلى أقصاه أن استمرار بوتين في حكم روسيا يعني مواصلة الطريق الذي بدأه في كسر هيمنته، فالولايات المتحدة ندّدت بالانتخابات، واصفة إياها ب«غير الحرّة»، معلنة أنها لن تهنّئ بوتين، والوصف ذاته تبناه الاتحاد الأوروبي مع إضافة «غير نزيهة» للانتخابات، بينما أكدت ألمانيا بأنها «تمت من دون خيار».

على الضفة الأخرى سارع رافضو الهيمنة الغربية، أصدقاء موسكو إلى التهنئة، مظهرين احترامهم لما أفرزته إرادة الشعب الروسي، مؤكدين الحرص على التعاون الاستراتيجي وتنمية العلاقات بين بلادهم وموسكو إلى أقصى حد، وكان من أبرز هؤلاء الصين والهند، اللتان تتجهان نحو دور وجود فاعل عالمياً وهما كحال بقية أصدقاء روسيا يرون أن موسكو ممثلة في بوتين تمثل رأس حربة في مواجهة المشاريع الإقصائية.

هذه الانتخابات قطعت الشك باليقين، بأن معايير الغرب عوراء، لا تكترث لاختيارات الشعوب وطموحاتها، فما يهمها مصالحها، القائمة على إخضاع الشعوب، وجعلها رهينة تتسول حقوقها، ومن يستطيع الانعتاق، فإنه سيُدرج في قوائمهم السوداء، وتبدأ فصول محاربته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ما ينتج عنه موت الآلاف من شعوب كانوا يدّعون كذباً أنهم يدعمون خياراتها فيمن يريدونه رئيساً لهم.

بوتين يعد رجل دولة صارم، ويحاول فرض رؤاه دون خوف أو تراجع، كما استطاع بناء شبكة من العلاقات الدولية، في حين حقق إنجازات نوعية في الحرب الدائرة في أوكرانيا، الأمر الذي عدّه الغرب سحباً للبساط من تحت أرجله، لذا فإنهم يحاربوه بكل السبل؛ حيث إن التحريض بلغ أشده في محاولة لإثارة الرأي العام الشعبي ضده، وإحداث قلاقل داخلية تضعفه ودولته، تمهيداً لتفكيك روسيا، وإنهاء «الصداع» القادم منها.

لكن ذلك لن يكون وارداً، إذ إن طموحات الغرب تتحطم واحدة تلو الأخرى، مع تمكن روسيا من تجاوز أزماتها التي صنعها الغرب، وبناء تحالفات قوية عصية على الانكسار؛ ولا غرابة أن نرى يوماً ما روسيا بوتين متحكمة في الغرب ذاته.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.