تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نضال الأشقر في رسالة يوم المسرح العربي: المسرح حياة تستبق الحياة

مصدر الصورة
SANA

انتقت الهيئة العربية للمسرح هذا العام المسرحية اللبنانية القديرة نضال الأشقر لتلقي رسالة اليوم العربي للمسرح الذي تنطلق فعالياته الثقافية اليوم من العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة سورية ووفود عربية ودولية.

وكتبت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر في مطلع رسالتها: “إنه زمن التحولات والحصارات وحروب التصفية والإلغاء والصعاب، وسط هذه الفوضى العارمة، وهذا الدمار والقتل والفساد، ومع كل ما يجري من حولنا من تدمير متعمد لمدننا التاريخية الرائعة، ولإنساننا، وتدمير أرضنا وبحرنا وساحلنا ومدارسنا وتاريخنا وثقافتنا وذاكرتنا، وسط هذا كله نقاوم ونستمر”.

واستذكرت الأشقر لبنان قبيل الحرب الأهلية حين كانت بيروت مسرحاً كبيراً لأحلام النخبة من اللبنانيين والعرب وكانت عاصمة الخيال والمغامرة والحرية والتجربة التي خاضتها برفقتهم في محترف بيروت للمسرح التي كانت نواة ثقافية وفنية دينامية، وبحثوا من خلالها عن شكل جديد ومضمون جديد للمسرح، كذلك خبرة المسرح اللبناني في الحياة الأدبية والثقافية اللبنانية بشكل عام التي ساهمت في خلق الرعشة الجميلة التي جعلت بيروت الستينيات والسبعينيات صفحة ذهبية فريدة وخالدة في كتاب تاريخ المنطقة.

وقالت الأشقر التي بنت علاقتها مع المسرح منذ نعومة أظفارها، كما طرحت المسرحية العتيقة أسئلة إنسانية جاء في مضمونها: “كيف لنا نحن المبدعين أن نشاهد المجازر والأطفال والقتلى والعائلات المدمرة والبيوت التي سطحت على الأرض في فلسطين والعراق ولبنان وسورية وليبيا والسودان، وألا نعبر بأعمال مسرحية وعلى مدى قرن كامل عما كنا شهوداً عليه، ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟ ألسنا نحن مشاهدين ومسجلين للحاضر؟ ألسنا نحن ناقلي التراجيديا الإنسانية على المسرح كي تصل إلى قلوب الناس وعقولهم؟ ألسنا نحن من ينتزع الأقنعة عن كل وجه مزيف وعن كل قضية فاسدة؟.

وأردفت مؤسسة “مسرح المدينة” في قولها “لكي يلعب المسرح دوراً ديمقراطياً فعالاً، يجب أن تكون هناك ورشة عمل كبيرة وخطة تنهض بالبلاد وتحولها إلى خلية نحل، حيث يعمل فيها المثقفون والفنانون والطلاب والأساتذة يداً بيد للنهوض بمجتمعاتهم وبيئتهم إلى عالم من البحث والدرس والتمحيص والتعبير الحر وصولاً إلى المسرح، لذلك يجب أن تكون هناك العشرات من المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة كي يصبح المسرح أداة فعلية وفاعلة في مجتمعاتنا.

ومن وجهة نظرها ترى الأشقر أن المسرح هو من يعيد الإنسان إلى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ربطًا سحرياً بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله، وهو في تكوينه يرفض كل ما يفرق، ويجمع تحت سقف واحد، جمهوراً متعدد الانتماءات ويحرض على الحوار المثمر وعلى الفعل والتفاعل.

واختتمت رسالتها معلقة: هكذا فهمت المسرح منذ بدأت العمل، وهكذا أواصله في مسرح المدينة الذي أسعى بالتعاون مع جميع الخيرين والخلاقين أن يكون نواة جديدة لأحلام ومحاولات جديدة، نسعى في إطارها إلى إيجاد لغة تطلقنا إلى عالم تلك البقعة من الضوء التي يدخل إليها الناس ليفتحوا حلمهم وخيالهم ورؤاهم.

ويأتي اختيار المسرحية العتيقة نضال الأشقر لهذا الحدث السنوي انطلاقاً من القيمة الفنية والإبداعية التي سطرتها في سجلات المسرح العربي عامة والمسرح اللبناني خاصة، والدور الاستثنائي في تكوين صورة مشرقة لبصمات سيدات المسرح العربي في رسم مشهده ومنحه خصوصيات إبداعية وفكرية تنطلق من إيمان الفنانة الأشقر بأهمية هذه الخصوصيات التي تعطي غنى للإبداع المسرحي.

ومن الجدير ذكره أن الهيئة العربية للمسرح أطلقت عام 2008 مبادرة سنوية لاختيار مسرحي عربي يقدم لجمهور أبو الفنون رسالة اليوم العربي للمسرح لتكون منارة جديدة على درب المسرح العربي الجديد والمتجدد، وتبرز عمق الثقافات العربية وتسطرها للأجيال وترسخ القيم الإنسانية في مواجهة الجهل والظلم.

ويحتفل هذا العام باليوم العربي للمسرح في العراق ولمدة 9 أيام تقدم فيها نشاطات فكرية وعروض المسرحية وبمشاركة ما يزيد على 600 مسرحي من العراق والوطن العربي ودول أجنبية، في حين ستشهد المسارح السورية العديد من العروض التي تنطلق اليوم من مسرح الحمراء بمسرحية “أخوة الجنون” لزيناتي قدسية.

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.