تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

معركة رئاسية مختلفة

مصدر الصورة
عن الانترنيت

تأخذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين المرشحين الرئيسيين، الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، والرئيس السابق، الجمهوري دونالد ترامب، منحى معركة سياسية شخصية، باتت تشكل نقطة سوداء في مسيرة الصراع بين الحزبين، وتهدد ما تبقى من أسس ما يسمى الديمقراطية الأمريكية.

في الأساس، تشوب الديمقراطية الأمريكية شائبة، تتمثل في عدم وجود أي حزب ثالث يمكن أن ينافس في عملية التمثيل الشعبي، إضافة إلى خضوع الانتخابات بشقيها التشريعي والرئاسي إلى المال الانتخابي، وقدرة المرشحين على جباية ما يكفي من أموال للحملات الانتخابية، وهو مال مصدره اللوبيات الأمريكية النافذة، مثل اللوبي اليهودي «إيباك»، ولوبيات شركات الأسلحة والنفط والتعدين، وبالتالي فإن المال الانتخابي يلعب دوراً رئيسياً في تحديد السياسات الداخلية والخارجية داخل الكونغرس أو البيت الأبيض، كما أن صحة التمثيل الشعبي يشوبه خلل، إذ إن الأمريكيين لا ينتخبون رئيسهم مباشرة، بل يتم حسم النتائج عن طريق المجمع الانتخابي (538 عضواً).

إذا كان الحزب الديمقراطي يوصف بأنه يساري ليبرالي، بينما يوصف الحزب الجمهوري بأنه يميني محافظ، مناهض للهجرة، إلا أن النهج السياسي الخارجي للحزبين متشابه إلى حد كبير، وهو يشبه جناحي طائر، لا يستطيع الطيران بجناح واحد.

ومن هنا فإن القضايا الداخلية تحتل صدارة الحملات الانتخابية الضارية بين بايدن وترامب. وقد عكست حملات اليومين الماضيين بينهما شيئاً من الحدة فيما يتعلق بالديمقراطية الأمريكية، والمخاوف من صعود اليمين في حال فوز ترامب الذي وصف بايدن في تجمع انتخابي بولاية إيوا بأنه «الأسوأ» في تاريخ الولايات المتحدة، وقال: «إن البلاد في تراجع وسنعيدها من الجحيم»، متباهياً بأنه المرشح الوحيد القادر على إنقاذ أمريكا من كوارث بايدن. وقد تحاشى ترامب الإشارة إلى ذكرى هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول يوم 6 يناير /كانون الثاني 2023، لكنه وصف المعتقلين على خلفية ذلك الهجوم ب«الرهائن»، وقال إنه في حال انتخابه سوف يصدر عفواً عنهم. ولم يتخل ترامب عن أحلامه بأنه سيفوز في نوفمبر/تشرين الثاني «للمرة الثالثة».

من جهته، اتهم بايدن في خطاب ألقاه بولاية بنسلفانيا ترامب بأنه «مستعد للتضحية بديمقراطية البلاد من أجل الوصول إلى السلطة»، وقال، إن الانتخابات الرئاسية المقبلة «تتمحور حول ما إذا كانت الديمقراطية لا تزال قضية مقدسة في الولايات المتحدة»، ووصف أسلوب ترامب بأنه «يتعارض مع القيم الأمريكية الأساسية»، واتهمه باستخدام خطاب «ألمانيا النازية» قائلاً، إن الرئيس الجمهوري السابق «يتحدث عن دماء الأمريكيين المسمومة، مستخدماً بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية». رغم الاتهامات القضائية الموجهة إلى ترامب وخطر السجن بسبب محاولته تغيير نتائج انتخابات 2020 الرئاسية، إلا أن استطلاعات الرأي تمنحه الأفضلية على بايدن في 5 من 6 ولايات رئيسية، كما أن ترامب يتفوق بنسبة 60 في المئة على منافسيه الرئيسيين نيكي هايلي ورون ديسانتيس.

إن معركة الرئاسة الأمريكية المقبلة سوف تكون مختلفة عن كل المعارك الرئاسية السابقة، وسوف تكون «الديمقراطية» ومعها المجتمع الأمريكي على المحك.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.