يجد الرئيس الديمقراطي الأمريكي جو بايدن، الذي يسعى لولاية ثانية، نفسه أمام سيناريو انتخابي شبيه بما حدث في انتخابات عام 2020، حينما اصطدم بالمرشح الجمهوري الأوفر حظاً دونالد ترامب الذي كان بدوره يسعى آنذاك للفوز بولاية جديدة والبقاء في البيت الأبيض، مع عدم وجود يقين لدى أي منهما بإمكانية التغلب على الآخر.
قد يكون من المبكر الحديث عن انتخابات ستُجرى بعد نحو 11 شهراً، ومنح مؤشرات تفضيلية لأي منهما، خاصة وأن الصراع الديمقراطي- الجمهوري يحمل تقلبات كثيرة، خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فالأمر يتوقف على قدرة أي منهما على تجاوز العقبات التي تعترض طريقه إلى البيت الأبيض. فالمرشحان يختلفان في كل شيء تقريباً، في السياسة الخارجية والقضايا الداخلية والاقتصاد والهجرة والمناخ وغيرها، لكنهما يتفقان على أمر واحد وهو دعم إسرائيل والعمل للحصول على دعم اللوبيات والأصوات اليهودية التي قد تمنح التفوق لأي منهما. غير أن إدارة بايدن باتت منقسمة إزاء هذا الدعم على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما خلفته من عشرات آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين، ناهيك عن تحولات الرأي العام المحلي والعالمي. وهو ما بات يثقل كاهل هذه الإدارة إلى الحد الذي دفع الكثير من الأصوات اليهودية إلى التظاهر والاحتجاج بسبب الدعم الأعمى لإسرائيل، ما قد يعرض الإدارة إلى خسارة الكثير من هذه الأصوات لصالح الجمهوريين.
ومع ذلك، ثمة قضايا أخرى يتشارك فيها بايدن وترامب، ومنها قضايا المحاكم والعزل، فالمرشح الجمهوري يواجه عدة دعاوى قضائية قد تؤثر في سير حملته الانتخابية، وكان أيضاً قد تعرض لمحاولة عزله أثناء فترة رئاسته. كما أن بايدن قد يواجه تفس الحالة مع موافقة مجلس النواب على بدء إجراءات لعزله، على خلفية الاتهامات الموجهة لنجله هنتر، وقد يواجه المحاكمة إذا ما تمكن الجمهوريون من إثبات علاقة بايدن بنجله في هذه الاتهامات.
حتى الآن يتفوق ترامب في استطلاعات الرأي، بينما وصلت شعبية بادن إلى أدنى مستوياتها، حيث قال 34 بالمئة إنهم لا يوافقون على مجمل أدائه في البيت الأبيض، بينما يتقدم ترامب في سبع ولايات متأرجحه، وفق استطلاع أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» مؤخراً. وهو ما يعني أن فرص بايدن الانتخابية باتت على المحك، خاصة وأن هناك عدداً كبيراً من الناخبين الأمريكيين لا يرغبون في إعادة انتخابه نظراً لكبر سنه وظهور علامات بأن قدراته العقلية باتت تخذله.
يونس السيد
