تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«عزل بايدن» والديمقراطية الأمريكية

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مع موافقة مجلس النواب الأمريكي بأكثرية 221 صوتاً مقابل 212 صوتاً على فتح تحقيق رسمي يهدف إلى عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن تدخل الانتخابات الرئاسية مرحلة جديدة من الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين سوف تشكّل منعطفاً حاسماً لدى الرأي العام الأمريكي في ظل حملات تشويه السمعة المتبادلة بين الطرفين، خصوصاً أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يواجه أكثر من تسعين تهمة أمام القضاء.

ويبدو أن الجمهوريين بدورهم يعملون في اتجاه إدانة بايدن على خلفية الاتهامات الموجهة إلى ابنه هانتر بالقيام بأنشطة تجارية غير مشروعة في أوكرانيا والصين، مستغلاً نفوذ والده عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما بين عامي 2009 و2017.

الرئيس بايدن اتهم الجمهوريين ب«إضاعة وقتهم في حيلة سياسية لا أساس لها»، فيما قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «إنها ليست حسابات سياسية، نحن نتبع القانون، وسأتمسك بذلك». وأضاف «إن عزل الرئيس بايدن ضروري، لأن البيت الأبيض يعرقل التحقيق في المخالفات، ويُخفي آلاف الصفحات من الأدلة والإثباتات». وأشار إلى أن جميع الأدلة والوثائق تؤكد أن «عائلة بايدن حصلت على ملايين الدولارات من خصوم أجانب».

وكان هانتر تحدى أمر استدعاء المحقق الجمهوري للإدلاء بشهادته خلف الأبواب المغلقة، مؤكداً استعداده للإدلاء بشهادته علناً كجزء من التحقيق، وقال في مؤتمر صحفي عقده أمام مبنى الكابيتول «الجمهوريون لا يريدون مساراً علنياً، حيث يتمكن الأمريكيون من رؤية تكتيكاتهم وفضح تحقيقاتهم التي لا أساس لها».

وكان رئيس مجلس النواب السابق كيفين مكارثي أعلن يوم 12 سبتمبر/ أيلول الماضي أنه وجّه لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي بفتح تحقيق رسمي بعزل بايدن، لكنه لم يطرح الملف للتصويت في مجلس النواب خشية عدم حصوله على الأصوات المطلوبة.

الخطوة الجمهورية الجديدة ضد بايدن من المرجح أن تصل إلى طريق مسدود، كما حصل مع الرئيس السابق ترامب الذي فشلت محاولات عزله، ذلك أن الدستور الأمريكي يتطلب تصويت مجلس النواب بالكامل للسماح بإجراءات العزل، إضافة إلى أن مجلس الشيوخ يخضع لأكثرية ديمقراطية.

كل ما في الأمر أن الجمهوريين يريدون توظيف قضية العزل ورقةً انتخابية لاستقطاب الناخبين، وهو ما أشار إليه النائب الجمهوري دون بايكون الذي استبعد العزل رسمياً بقوله «الأكثر أهمية من ذلك هو أن تكون هذه المعلومات متوفرة خلال الانتخابات كي يقرر الناخبون حينها بأنفسهم». وأضاف «لا أعتقد أننا سنثبت حصول جريمة أو جنحة، لكن الناخبين يستحقون معرفة ما فعلته عائلة بايدن».

إن اللجوء إلى هذا النمط من الأساليب السياسية في الانتخابات الأمريكية يدل على مدى ما وصلت إليه الديمقراطية من إسفاف وانحطاط في اللجوء إلى مختلف الأساليب القذرة لتشويه الخصم والحصول على تأييد الناخبين.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.